رمز الخبر: ۳۷۰۹
تأريخ النشر: 12:11 - 19 April 2008
يوسف علي الصديق
عصر ايران – يوسف علي الصديق : في هذا الظرف الحرج من تاريخ الامة ، يضطلع الخطاب الاسلامي الاصيل بمسؤوليات كبرى في مضمار صيانة النهج والمسيرة وطريقة التعامل مع التطورات والاحداث الراهنة على ارضية صلبة من الوعي والادراك والبصيرة.

لقد تعرض المشروع الاسلامي المعاصر خلال العقود الثلاثة الماضية للعديد من الضربات والهزات وذلك بفعل الاستراتيجية الاستكبارية الرامية الى تطويق الصحوة الاسلامية التي عمت انحاء العالم وباتت كابوسا يهدد مصالح اصحاب القوة والمال الذين لا هم له سوى اشباع رغباتهم واطماعهم ولو على حساب ابادة البشرية كافة.

بيد ان اقسى الضربات التي تلقتها الامة الاسلامية صدر من عند بعض ابناء جلدتنا الذين جعلوا من الدين شماعة يعلقون عليها جميع الاراء والتصورات الفاقدة للاسس الشرعية وزينوا لشباب العرب والمسلمين اطروحاتهم باعتبارها "حقيقة الاسلام" و "معدن العقيدة الصحيحة" وان ما عدا ذلك فانه "ليس سوى الضلال والارتداد الذي يستحق عليه اتباعه القتل والحرق والفناء" حتى وان قالوا بكلمة التوحيد وصلوا وصاموا ابد الدهر.

والمصيبة في هذا السياق هي ان المتصدين للعمل الاسلامي الواعي علماء ومفكرين ودعاة ومتدينين ومهما ارهقوا انفسهم بتبيان جوهر الاسلام ونقائه وصفائه فانهم يجدون انفسهم في مواجهة شبكة اعلامية واستخباراتية شيطانية تعتم على نشاطاتهم التبليغية الموجهة لابناء الامة الاسلامية بل للراي العام العالمي في حين تقوم تلك الشبكة بتهويل الاباطيل والفتاوى التكفيرية وتسخر وسائلها الدعائية لخدمة اصحاب هذه الافكار الضالة المضلة.

ان العالم الاسلامي دفع حتى الان اثمانا باهظة وقدم تضحيات جمة جراء ابتلائه باراء أناس فقدوا مقومات الايمان والتقوى وهم غير آبهين اذا ما تحولت بلداننا الى حمامات من الدم يقتل فيها المسلم اخاه المسلم بغير نفس او فساد في الارض استنادا الى تعليمات ونظريات يلقيها الشيطان على لسان رجال جعلوا من الكهوف والانفاق المظلمة مصدرا لتشريعاتهم العمياء.

ومجمل القول ان المرحلة التي يمر بها بنو امة المصطفى محمد (عليه وعلى اله افضل الصلاة واتم التسليم) لا شك بانها مرحلة عصيبة تعيق تقدمهم ومواكبتهم تطورات العصر وتعرضهم عبر شبكات التلفزة العالمية اناسا بعيدين عن الحضارة والمدنية وليسوا على مستوى يؤهلم لقيادة انفسهم فما بالك بقيادة البشرية كافة.

ولا شك بان المهمة القادمة وفي خضم هذا التشويه والتبشيع والتسفيه صعبة لكن خوضها هو امر لا خيار لنا فيه. فبعدما توضحت المشكلة فانه لا مندوحة عن بذل كل المساعي والجهود المخلصة من اجل ازالة جذور ومكونات الخطاب الظلامي الاعمى والعمل دون هوادة في سبيل وقاية الاجيال الشابة والصاعدة من الانجراف او الوقوع في مكائده ومنزلقاته.

ان هذا هو اصل التحدي والبلاء ومطلوب من رواد الامة الاسلامية السير في عين العاصفة ... العاصفة الاميركية والاوروبية والاسرائيلية التي ترى في عقلية "القاعدة" و "طالبان" و "التكفريين" وقودا لاشعال الحرائق والصراعات والنعرات الطائفية وتستخدمه لايذاء العرب والمسلمين.