رمز الخبر: ۳۷۶۵۱
تأريخ النشر: 11:13 - 21 November 2017
الناس فقدوا ثقتهم بالأجهزة والأنظمة الحكومية وفضلوا ان يقدموا مساعداتهم عبر مثقف مسلم أو ناقد مسالم.

عصر إيران - "خلال 48 ساعة حوّل الناس مليارا و200 ألف تومان إلى حسابي. لم احلم بمثل هذا أبدا. لم أصدق؛ كنت أظن أن الناس واثقون بي، ولكن ليس إلى هذه الدرجة".

كاتب هذه الجملات ليس شخصية معروفة في الرياضة، ولا نجما في السينما؛ بل هذا ما كتبه صادق زيباكلام، أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران في قناته الخاصة في التلغرام. وقد أضاف: "إن كنت أعرف أن الأمر سيكون كذلك، لتوخيت الحذر ولم أخض الموضوع. لأن حجما كهذا من الثقة والأمانة من قبل الناس، يحمّلني كثيرا من المسئولية".

قد حُوّل مبلغا أكثر من هذا بقليل إلى حساب علي دايي، لاعب الكرة الشهير، غير أن صادق زيباكلام ليس نجما بمفهومه الرائج. انه أستاذ جامعي ومحلل سياسي، لم يظهر في التلفزيون كما نجوم الفن وكرة القدم، سوى في بعض المناقشات قليلة المشاهدين وبعض الصحف الإصلاحية. وقد نشرت بعض من الفيديوهات ومقالاته في العالم الافتراضي.

وتكمن اهمية الموضوع في انه ليس نجما في عالم الفن او الرياضة، بل أستاذ جامعي يختلف عن أقرانه، ولا تختصر همومه في غرفة الدرس في الجامعة. انه يبدي آراءه في المواضيع السياسية والاجتماعية، وقد يقع أحيانا في الخطأ بسبب التسرع في التعبير عن موقفه. فيعتذر، لكنه لا يتوقف ولا يغيب عن الانظار.

أول ما يمكن قوله عما قام به صادق زيباكلام على عتبات السبعين، ان الناس فقدوا ثقتهم بالأجهزة والأنظمة الحكومية، وفضلوا ان يقدموا مساعداتهم عبر مثقف مسلم أو ناقد مسالم.

نقاط عن الزلزال الأخير في إيران

يمكن النظر الى الموضوع من جهات أخرى ايضا؛ على سبيل المثال، الذين أرسلوا مساعداتهم عبر الدكتور زيباكلام، لم يكن هدفهم مساعدة منكوبي الزلزال فقط. أي هدفهم الأساسي كان ذلك الا انهم كانوا يريدون إبلاغ رسالتهم الخاصة بهذا الطريق.

 في التاريخ المعاصر الإيراني كان يطلق مصطلح "المثقف الملتزم" على الشخصيات السياسية المائلة الى اليسار، وعلى رأسهم كان الدكتور علي شريعتي. الا ان زيباكلام بعمله هذا وبحضوره المستمر في الساحة السياسية، قدم تعريفا جديدا لهذا الالتزام، دون اي انتماء ايديولوجي الى اليسار، واي تعاون تنظيمي مع الاحزاب السياسية.

من جهة أخرى كشفت الثقة بزيباكلام ان السياسة المستندة الى القوة ربما فقدت قدرتها في الرأي العام الا ان السياسة المستندة الى الحقيقة ليست كذلك. فالسياسة مازالت مهمة بالنسبة للشعب، وقد اغتنم الناس الفرصة، والى جانب مساعدتهم منكوبي الحرب، أظهروا ثقتهم بشخصيات كصادق زيباكلام ورَخشان بني اعتماد (المخرجة) وعلي دايي.

السمة البارزة لدى زيباكلام هي ثقته بالنفس. فإن صمت أصحاب الرأي واكتفاءهم بالنظر ناجم عن عدم ثقتهم بالنفس.

وقد يظن البعض انه يحب الظهور، سواء في المجال السياسي او القنوات الافتراضية، او في كارثة كالزلزال؛ الا انه دخل السجن في السبعينات، وكان النائب الخاص لرئيس الوزراء في شؤون كردستان في السابعة والعشرين من عمره.

الأهم في كل هذا هو الثقة التي يحتاجها الجميع، والاحوج هم أصحاب السلطة والإدارة.

الكلمات الرئيسة: زلزال ، ایران ، زیباکلام