رمز الخبر: ۴۳۶۷
تأريخ النشر: 10:16 - 24 May 2008
صحيح ان طرد القوات الغازية من خرمشهر كان ذا اثر عظيم الا ان نتائجه التغييرية احاقت بنظام الطاغية وحده ولم تكن تستهدف الا الدكتاتور وعصابته الذين زجوا بالعراق وشعبه في حرب عبثية.
عصر ايران – يوسف علي الصديق : شكلت مرحلة ما بعد تحرير مدينة خرمشهر (ايار 1982) من الاحتلال الصدامي الارضية المناسبة لانقلاب موازين القوة لصالح الشعب الايراني المؤمن وقواته المسلحة من الجيش وحرس الثورة الاسلامية وقوات التعبئة الشعبية (البسيج) اضافة الى تعاظم مكانة طهران في المسرح الدولي.

اذ لا ريب ان جيش المقبور صدام حسين اصيب بهزة عنيفة جراء هذا الحدث ما جعل نظام بغداد آنذاك يستنجد بجميع القوى الاقليمية والدولية لانقاذه من المستنقع محذرا من ان ما جرى هو تهديد حقيقي لكراسي الحكام والزعماء جميعا في العالم العربي ولمصالح اصحاب الاحتكارات الرأسمالية في العالم.

صحيح ان طرد القوات الغازية من خرمشهر كان ذا اثر عظيم الا ان نتائجه التغييرية احاقت بنظام الطاغية وحده ولم تكن تستهدف الا الدكتاتور وعصابته الذين زجوا بالعراق وشعبه في حرب عبثية زعم صدام حسين انه يحمي بواسطتها البوابة الشرقية للعرب ويصد بها رياح الثورة الاسلامية في ايران.

ورغم انكشاف زيف الادعاءات القومية للطاغية المعدوم بعد احتلاله الكويت واستباحته كل شئ في هذا البلد العربي المسلم الا انه ونحن نستذكر ذكرى تحرير مدينة خرمشهر لابد من التاكيد على ان هذا الحدث المدوي محى اي احتمال مهما كان ضئيلا في ان يتبوأ صدام دور القوة الاقليمية الضاربة في المنطقة عدا عن انه اذهب الطموحات الهوجاء للطاغية المقبور ادراج الرياح وكشف عن تواطؤ مع المشروع الاستكباري – الصهيوني عندما وفر الذرائع لاستقدام الاساطيل الاميركية والغربية الى مياه الخليج الفارسي.

لقد شد تحرير مدينة خرمشهر من أزر قوة المقاومة الاسلامية في ايران بالاتجاه الذي جعلها تصيب النظام العراقي السابق بضربات في الصميم وبالتالي احالة مسار الحرب التي خاضها صدام بالنيابة عن اميركا وبعض الاطراف الاقليمية الى منطلق لانتصارات ومكاسب ايرانية متلاحقة ليس على المستوى الميداني فحسب بل وايضا على مستوى حفز القدرات الذاتية واقتحام الجمهورية الاسلامية الايرانية مواقع الصدارة في الصناعات التسليحية الدفاعية اسوة بالدول المتقدمة في هذا المجال.

على ان الدرس الاهم الذي يمكن استلهامه من تحرير خرمشهر هو ان ايام الاحتلال والغزو معدودة وهي لن تدوم طالما ان هناك شعبا يجاهد بلا هوادة في سبيل طرد المعتدين الطامعين ولا يهمه في ذلك ان وقع على الموت او وقع الموت عليه.

فتحرير الارض والاوطان واجب ديني وحضاري واخلاقي يتعين على الشعوب اداؤه عندما تكون بلادها عرضة للاحتلال والانتهاك مثلما هو حاصل الان في فلسطين ولبنان والعراق وافغانستان حتى وان حاول الاستكبار العالمي وصم المقاومين الاحر بتسميات تشويهية مضللة خدمة لمآربه البشعة.