رمز الخبر: ۵۰۸۲
تأريخ النشر: 12:22 - 12 July 2008
محمود الطيب
عصر ايران ، محمود الطيب – في مثل هذه الايام من عام 2006 ، كانت امتنا على موعد مع استعادة الكرامة وانتصار الحق على الباطل. فقد بان لها ان زمن الهزائم والاخفاقات الاسلامية والعربية قد ولى الى غير رجعة وانه قد بدأ عهد الزحف المقدس من اجل تحرير الارض والانسان.

ثمة من انكر على ابطال المقاومة الاسلامية اسرهم جنديين صهيونيين في 12 تموز 2006 وهما يجولان في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وثمة من اعتبر رد الفعل العدواني لاسرائيل على هذا العمل هي تلك الفرصة الجوهرية للتخلص من حزب الله وقائدة الابر العلامة المجاهد السيد حسن نصر الله.

لكن عندما انقلب السحر على الساحر وتبين للجميع من هو الطرف الاضعف في حرب ال33 يوما عرف المسلمون والعرب واحرار العالم عندئذ ما هي حقيقة اسرائيل وقوتها الزائفة؟

لقد عاد التاريخ ليكرر امثولة معركة بدر الاولى عندما كانت نية الرسول الاعظم (ص) واصحابه (رض) مصروفة الى مهاجمة قافلة زعيم التجار ابن سفيان ومصادرتها فقط واذا بالظروف المستجدة تضعهم في مواجهة الجيش القريشي الذي ضم ائمة الكفر والضلالة فثبت النبي (ص) ومعه المؤمنون الاوائل واقتحموا المصاعب فكان حقا على الله ان ينصره على القوم المشركين.

الفارق الوحيد بين الواقعتين هو انه لم ينبر انذاك من تلبس بزي علماء الدين لمنع المسلمين من تقديم النصر والدعم ولمواساة لاخوة الايمان في لبنان بل وتحريم الدعاء لهم.

لقد كان من الممكن ان تمتد المعركة الى داخل لبنان لولا ان المولى عز وجل ايد عباده المؤمنين من ابناء جبل عامل بالامداد الغيبي ومن ثم النصر، وقبل هذا وذاك ايدهم بانحياز الامة كل الامة لصالحهم وبالضد من اسرائيل واميركا والسلاطين ووعاظهم.

وها هي الامة اليوم تجني حصاد تلك النصرة الصادقة انهزاما اسرائيليا فاق كل التوقعات حتى صار ابناؤها يلعنون تلك الحقبة التي صور فيها جيش العدو الاسرائيلي بالاسطورة وبانه الجيش الذي لا يقهر واذا به يجر اذيال الخيبة والاندحار على ايدي اخوة الدين والعقيدة في جنوب لبنان.

ان المقاومة الاسلامية اللبنانية برهنت بصمودها الرائع وضرباتها القاصمة في العمق الصهيوني على ان القوة الايمانية الموصولة بحبل من الله ورسوله (ص) والبيت النبوي الشريف قادرة على صنع المعجزات في عالم كعالمنا هذا الذي تسيطر عليه موازين السلطة المادية والرغبات الشيطانية.