رمز الخبر: ۵۱۰۲
تأريخ النشر: 13:32 - 14 July 2008
ربيع بلاسم
عصر ايران ، ربيع بلاسم – الحرب الظالمة التي فرضها نظام صدام حسين البائد على الجمهورية الاسلامية الايرانية الفتية، وما رافقها من ضغوط استكبارية واقليمية على طهران ، كانت من الاسباب المهمة التي دفعت القيادة السياسية والجماهير في ايران الى اعادة النظر في مكونات المنظومة الدفاعية في بلادنا وذلك عقب بروز عامل الهجمات الصاروخية البعيدة المدى التي استغلها الطاغية المقبور لايذاء ابناء شعبنا في المناطق الحدودية والمحافظات وبالاخص في العاصمة طهران.

فبانتهاء الحرب المفروضة ، شمر الايرانيون عن ساعد الجد لسد النقوصات في الاسلحة الاستراتيجية الدفاعية واعطوا زخما لمعامل التصنيع العسكري حتى بلغت ايران ما بلغته اليوم من دفاعات صاروخية قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى.

النقطة الاهم في هذا المضمار هي ان طهران وهي تطور قابلياتها وامكاناتها التسليحية ، لم تضع في الحسبان قط استخدام انجازاتها لمهاجمة احد، لكن عملية تعزيز الصناعات الدفاعية وخاصة بعد الخلل الذي ظهر ايام حرب الثماني سنوات والتي استفاد الايرانيون فيها من الترسانة العسكرية لنظام الشاه البائد ، تحولت الى حاجة مصيرية.

من هنا اندفع العلماء والاختصاصيون المؤمنون في ايران الى تجاهل الحصارات المتتالية لاميركا واوروبا والسباق مع الزمن لتعويض النقصان وموازنة الاستعدادات الدفاعية بالمقارنة مع التحديات والتهديدات الخارجية التي لم تتوقف يوما من اجل اركاع طهران واعادة ايران مرة اخرى الى حظيرة قوى الاستبكار العالمي.

اما وقد قطعت بلادنا اشواطا مثيرة للاعتزاز والشموخ في هذا الاتجاه فان اعداء المنطقة من اميركان وصهاينة وغربيين يحاولون ليلا نهارا اخافة الراي العام العالمي وشعوب منطقة الخليج الفارسي من قوة ايران وقدراتها الذاتية والايحاء بان طهران ترمي من كل هذا الى ممارسة التسلط والسيطرة.

وعلى هذا الاساس حرصت ايران على ايضاح موقفها من هذه الاكاذيب والدعايات الاعلامية المشبوهة. فقد اكد وزير الدفاع الايراني الجنرال مصطفى محمد نجار على ان قدراتنا الصاروخية دفاعية وهي بالمرصاد للمعتدين فقط ، مشيرا الى ان قواتنا المسلحة استفادت من تجربة فترة الدفاع المقدس (1980- 1988) لتشكيل قوة من شانها ردع كل معتد اثيم.

كما صرح الشيخ حسين طائب قائد قوات التعبئة الشعبية : ان مقاومة الايرانيين زرعت اليأس في نفوس الاميركان وحلفائهم موضحا ان التطور الذي صنعه الامام الخميني الراحل (رض) ، حطم غطرسة الاستبكار العالمي.

وعلى الصعيد البرلماني قال السيد علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي ان المجلس يدعم بقوة موضوع تعزيز القدرات الصاروخية في البلاد.

اما رئيس الجمهورية الدكتور محمود احمدي نجاد فقد جاء موقفه حيال الضجة الغربية المفتعلة اكثر وضوحا عندما صرح بانه ليس بمقدور احد النيل من ارادة شعبنا.

وامام هذا المشهد الرسمي والشعبي المتماسك في الجمهورية الاسلامية الايرانية ، يرى المراقبون الدوليون بان تهديد طهران من قبل اسرائيل واميركا ، يعبر عن قصور استراتيجي وهم يعتبرون بان تصعيد الحرب النفسية ولو انه اتخذ هذه الايام اشكالا اكثر تهريجية ، لن يزلزل الموقف الايراني قيد انملة ، بل سيلفت اهتمام الراي العام العالمي الى المكانة المرموقة التي تتمتع بها ايران في الوقت الحاضر.