رمز الخبر: ۵۷۵۸
تأريخ النشر: 08:35 - 11 August 2008
اكد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقه بان العلاقات بين بلاده والجمهوريه الاسلاميه الايرانيه شهدت تطورا في الاعوام الاخيره.

وقال الرئيس بوتفليقه في تصريح خاص لوكاله الجمهوريه الاسلاميه للانباء "ارنا"، لقد تطورت العلاقات بين الجزائر وايران في غضون السنوات الاخيره في كنف جو من الثقه والاحترام المتبادل وتوازن المصالح.

واضاف، انها تعكس ارادتنا المشتركه في تثمير اوجه التوافق والتكامل بين بلدين اللذين يوحدهما الانتماء الي ذات الفضاء الحضاري والروحي ومسعاهما ضمن المنظمات الجهويه والدوليه.

وقال، لقد اتفقنا وقررنا، انا واخي الرئيس محمود احمدي نجاد، اضفاء ديناميه جديده علي التعاون الثنائي باغتنام كافه الفرص المتاحه لتوثيق علاقاتنا السياسيه والاقتصاديه والتجاريه والعلميه والثقافيه.

وتابع، انه علي الصعيد السياسي، اتخذنا سنه حميده قوامها الحوار والتشاور علي اعلي مستوي بين بلدين، كما تبرهن علي ذلك المحادثات التي تجري بانتظام بيني وبين اخي الرئيس احمدي نجاد، بمناسبه الاجتماعات والندوات والقمم الدوليه، تضاف الي ذلك آليه مواتيه للتشاور السياسي الدوري علي مستوي وزارتي الخارجيه.

وقال الرئيس الجزائري، فيما يخص الشق الاقتصادي اسجل بارتياح ان الدوره الثالثه للجنه المشتركه، المنعقده بمدينه الجزائر يومي ‪ ۱۳‬و ‪۱۴‬ تموز / يوليو المنصرم، قد قومت علاقاتنا تقويما ايجابيا وحددت مجالات تعاون جديده، وقمنا بتكثيف مبادلاتنا وتنويعها، والهدف المشترك الذي رسمناه لانفسنا هو اعطاء قوام اكبر لتعاوننا الثنائي وترقيه شراكه مثاليه بين بلدينا.

واضاف الرئيس بوتفليقه، ان الثقافه تتبوا، بطبيعه الحال مكانه هامه في تعاوننا الثنائي حيث اننا نعتقد انها الوسيله المثلي لاشاعه التفاهم بين الشعبين الجزائري والايراني، ومن هذا الباب تم تنظيم اسبوع ثقافي ايراني بمدينه الجزائر في شباط/فبراير ‪ ،۲۰۰۹‬وفي عهد غير بعيد تنظيم اسبوع ثقافي جزائري في شهر ايار/ مايو الماضي في طهران.

وقال، تم بهذه المناسبه التوقيع علي برنامج تنفيذي للتبادلات الثقافيه بما يعني ان التعاون الجزائري الايراني يتعزز باطراد وبصفه شامله ومتوازنه ليخص مجمل العلاقات. معربا عن قناعته بان التعاون بين البلدين يتيح امكانيات مستقبليه ويفتح آفاقا واعده.

وفيما يتعلق بالوضع في الجزائر اقتصاديا من خلال برنامج الانعاش وسياسيا من خلال المبادره الرئاسيه المتمثله في المصالحه الوطنيه قال الرئيس الجزائري، لقد مكنت المصالحه الوطنيه البلاد من تعزيز تماسكها الاجتماعي واستقرارها ومن تخظي التبعات الوخيمه لفتره اليمه ولت اليوم الي غير رجعه.

واضاف، لقد تم تطبيقها امتدادا لسياسه الوئام المدني التي سبقتها والتي شكلت في حد ذاتها المرحله الاولي من مسعانا المتوخي اخماد نار الفتنه ولم شمل الجزائريين وحشد طاقاتهم الجماعيه لاعاده اعمار هذا البلد الذي نريد له ان يكون بلدا عصريا مزدهرا ومتضامنا.

وتابع الرئيس بوتفليقه، يمكننا الوقوف علي النتائج الايجابيه لهذه السياسه، النتائج التي لا تزال بحاجه الي تعزيز وتعكس، مع ذلك، بموضوعيه، صوره بلد متصالح مع ذاته، قوي باصاله قيمه العريقه ومتفتح علي محيطه الجهوي والقاري والدولي.

وقال، ان السياق المواتي هذا، ترافقه اصلاحات هيكليه في سائر المجالات، يفسر تنامي الديناميه الاقتصاديه للجزائر منذ عده سنوات، فاقتصادنا سجل بالفعل مستداما مواتيا لاندماجه ضمن الدائره الاقتصاديه العالميه التي تتحكم فيها قواعد العولمه القاهره.

واضاف، اننا حرصنا من جهه اخري علي تثمير الاثار الايجابيه لهذه السياسه الشامله باستدرار اقصي مردوديه من الوسائل والموارد المرصوده لبرامجنا التنمويه التي تشكل من حيث حجمها ومداها اكثر البرامج طموحا واهميه منذ استقلال البلاد.

وقال الرئيس الجزائري، لقد حشدنا مخصصا ماليا يقارب ‪ ۲۰۰‬مليار دولار لاطلاق برامج عموميه في اطار البرنامج الخماسي ‪ ۲۰۰۹- ۲۰۰۵‬الجاري تطبيقه، ناهيك عن البرامج التكميليه لتنميه مناطق الجنوب والهضاب العليا.

واكد قائلا، ان مبتغانا من الانعاش القوي للاستثمار العمومي هذا انما هو تجسيد ارادتنا في تحديث البلاد عن طريق التطوير السريع للهياكل القاعديه الاقتصاديه والاجتماعيه ودعم النمو الاقتصادي لاسيما خارج قطاع المحروقات واعاده ما يلزم من توازن بين مختلف المناطق. موضحا بان كبريات مشاريع البني التحتيه هذه تخص اولا قطاعات الاشغال العامه والسكك الحديديه وان يتم بها الحاق برامج هامه للاسكان واخري تتصل بتوسيع شبكه التزويد بالطاقه الكهربائيه وبالغاز الطبيعي.

وبشان القضيه الفلسطينيه قال الرئيس الجزائري، ان الجزائر شعبا وقياده تنطلق في تعاملها مع قضايا امتها الاسلاميه العربيه من انتمائها العضوي الي هذه الامه التي لن تدخر جهدا في المساهمه الي جانب اخوانها واشقائها في الذود عن مصالحها العليا.

واضاف، انها توء‌سس سياستها الخارجيه علي القيم الساميه التي قامت عليها ثوره التحرير الجزائريه المباركه وتواصلت في عهد الاستقلال الوطني، ويمثل حق تقرير مصير الشعوب وانهاء الاحتلال الاجنبي بجميع اشكاله وتحقيق العداله والمساواه بين الشعوب احدي الثوابت التي يقوم عليها موقفها ازاء ام قضايا الوطن العربي والاسلامي الا وهي القضيه الفلسطينيه، ومكونات هذا الموقف الاساسيه هي انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامه الدوله الفلسطينيه وعاصمتها القدس وعوده اللاجئين وفقا لما تنص عليه قرارات الشرعيه الدوليه واكدته مبادره السلام العربيه.

وتابع الرئيس بوتفليقه، ان الوضع المزري الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الذي يتنكر لالتزاماته ويرفض الانخراط في المسار التفاوضي السلمي زادته الخلافات العميقه والتناحر الماساوي بين الاشقاط الفلسطينيين وهو امر بالغ الخطوره من شانه ان يقوض جهود المصالحه الاخيره المبذوله علي اكثر من صعيد من دول الجوار ولا تستفيد منه الا سلطه الاحتلال الاسرائيلي اذ يحول المفاوض الفلسطيني الي شريك منعدم المصداقيه والهيبه.

وفيما يخص العراق اكد ضروره احترام وحدته وحرمته الترابيه واستقلاله وسيادته وقال، لقد سبق وان اكدنا حرصنا علي ضروره مواصله الحوار بين كافه الفرقاء السياسيين في العراق ودعمنا كل مبادره تدخل في اطار المصالحه الوطنيه العراقيه لضمان استقرار العراق والتفاف مختلف الاطياف حول نظره مشتركه تهدف بالدرجه الاولي الي الحفاظ علي الثوابت الوطنيه والعمل علي انهاء الاحتلال من خلال جدوله زمنيه متفق عليها ومعالجه مختلف القضايا التي تهم المنطقه عبر حوار جاد مع دول مجاوره.

واضاف، من هذا المنطلق نوكد مجددا علي ضروره تماسك النسيج الاجتماعي العراقي وانعكاس ذلك علي كافه هيئات المجتمع حتي يتمكن من الانطلاق فعلا نحو غد افضل ينعم فيه الشعب العراقي الشقيق بالسلم والرفاهيه والنمو.

وبشان مساله العولمه قال، لقد تعين علي بلداننا بداهه ان تتكيف مع التحول الذي تمثله العولمه، وهذا حتي لا تبقي قابعه علي هامش هذا المسار المتسارع لتطور العلاقات الدوليه في كافه المجالات.

واضاف، الا ان الجهود التي تجشمناها لتطوير اقتصادياتنا وتقويه تنافسيتها يعترضها غياب قواعد الشفافيه وقوانين للسلوك ولضبط سير الاقتصاد العالمي، ونتاج ذلك في الوقت الراهن هو وضع يتسم بغياب الضوابط، تبرهن عنه الازمات الماليه وخاصه الغذائيه، التي تهدد بتفاقم الفقر في البلدان الناميه.

وتابع الرئيس الجزائري، ان النظام العالمي الجديد هذا، بعيدا عن ان يكون عاملا لتعزيز التضامن والتعايش السلمي والصداقه بين الشعوب، اتاح بروز وتصاعد مختلف مظاهر اللاتسامح واللاتفاهم والتطرف بشكل يثير الانشغال خاصه وانه يتم استغلالها منذ سنوات عديده من طرف دعاه تصادم الحضارات.

واضاف، ان فكره تصادم الحضارات الخطيره هذه رات النور في الغرب حيث يفرز البعض فكرا مخالفا للصواب مفاده ان الدول المنتميه الي الفضاء الحضاري الاسلامي تشكل تهديدا للعالم الغربي.

وقال، في هذا السياق بالذات وخاصه بسبب جهل الناس حدثت تجاوزات لا يمكن القبول بها ضد ديننا الحنيف،الاسلام ، ورموزه المقدسه، ذلك مع ان كل واحد يعلم الاسهام الجوهري للاسلام في الحضاره الانسانيه، وهذا يفرض ضروره ان نلقي بثقلنا اكثر في مجهود بيداغوجي اضافي لاعاده اسلامنا الي اصالته ولمد جسور الحوار بين الديانات بغرض التقريب بين مختلف ثقافات وحضارات العالم ضمن فضاء‌ات جماعيه للتفكير والعمل.

موكدا القول، ذلك هدف نحرص كل الحرص علي تحقيقه، الامر الذي جعل الجزائر طرفا فاعلا في كافه المبادرات التي تم القيام بها في هذا المجال.

ارنا/