رمز الخبر: ۵۸۵۴
تأريخ النشر: 12:20 - 13 August 2008
فكلما تقدمنا خطوة صوب التفاهم والتقارب وجعل الاوضاع الاقليمية اكثر ايجابية ، يخرج علينا الذين جندوا انفسهم بما يلزم لتعكير صفو العلاقات البناءة وللايقاع بين اهالي هذه الديار الكريمة وتأليب بعضهم على بعض.
عصر ايران – من المؤسف ان تتحول بعض وسائل الدعاية والاعلام في المنطقة الى ادوات رخيصة لاثارة الفتنة والشحناء بين بلدانها.

فكلما تقدمنا خطوة صوب التفاهم والتقارب وجعل الاوضاع الاقليمية اكثر ايجابية ، يخرج علينا الذين جندوا انفسهم بما يلزم لتعكير صفو العلاقات البناءة وللايقاع بين اهالي هذه الديار الكريمة وتأليب بعضهم على بعض.

ولاشك في ان تكريس مثل هذا السلوك الاستعدائي لن يخدم دول المنطقة وشعوبها ابدا عدا عن انه يندرج في اطار تقديم خدمة مجانية للقوى الخارجية القادمة من وراء المحيطات لتأمين مطامع استكبارية غاشمة.

وقد لوحظ خلال الفترة القليلة الماضية قيام قناة "العربية" وبعض الصحف في دول الخليج الفارسي بدور مفضوح واستفزازي في هذا المنحى ، ما يبرهن على ان بعض وسائل الاعلام المرئية والمقروءة تتابع اجندة سياسية معروفة باتت تهيمن على مجمل توجهاتها وتبتعد بها عن قواعد المهنية المطلوبة في تناول قضايا المنطقة والعالم.

واخطر ما ينطوي عليه مثل هذا السلوك المريب هو اخذ دور المتربص لكل موقف او تصريح يصدر من كبار المسؤولين الايرانيين والعمل من ثم على تحريفه وتفريغه من مرتكزاته الحقيقية وتقديمه بعد ذلك للمشاهدين او القراء على انه الكلام الذي قال به هذا المسؤول الايراني او ذاك؟!

واظهر ما جرى من تلفيق في هذا الاتجاه هو القيام بتحريف الكلام الذي اورده الدكتور منوجهر محمدي معاون وزير الخارجية الايرانية لشؤون الابحاث في محاضرة القاها في مدينة مشهد قبل يومين فقد ذكر محمدي في دراسة نظرية مشيرا الى التحولات الجارية في الشرق الاوسط ومكانة السلطة وتقسيماتها قائلا "ان نوعي السلطة الداخلية والخارجية هما من العوامل التي لها تاثير في تقرير مصير الشعوب".

فما كان من بعض الاجهزة الاعلامية المعروفة الا القيام بتأويل هذا الكلام والبناء عليه ووضع كلمات على لسان معاون وزير الخارجية الايراني "يذكر فيها النظم الملكية والاميرية القائمة في المنطقة بسوء وبانه لا خلاص لبلدان هذه المنطقة الا بزوال وانحسار هذه النظم"؟!!

الدكتور منوجهر محمدي الذي "رفض هذا الاستنتاج جملة وتفصيلا اكد على ان السياسة الخارجية الايرانية تقوم على مبدأ رعاية حرمة سيادة دول الجوار وتطوير افاق العلاقات والتعاون معها انطلاقا من قاعدة الاحترام المتبادل "موضحا" ان ما تداولته بعض الاجهزة الاعلامية لم يكن دقيقا ويتعين تصحيحه".

الواضح ان هذه الفتنة الدعائية الاعلامية تركت اثرها السئ ايضا على العديد من المواقع البرلمانية والحكومية في الجمهورية الاسلامية الايرانية ، فهي ترى في استمرار "العربية" وعدد قليل اخر من وسائل الاعلام المقروءة في المنطقة في التعاطي بمثل هذه السلوكيات المشينة، تعمدا للاثارة وتلغيم العلاقات الاخوية القائمة بين طهران ودول المنطقة ، حتى ان بعض الاعضاء في مجلس الشورى الاسلامي دعا الى ضرورة اتخاذ اجراءات قانونية رادعة تحذيرا من مغبة استمرار الاجهزة الاعلامية المعنية في هذا النهج الممعن في السلبية.