رمز الخبر: ۶۴۷۷
تأريخ النشر: 16:37 - 08 September 2008
كتبت صحيفة «الغارديان» ان نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي أسقط القناع و غامر بسلطته ، عندما عامل الأمريكان بقسوة و توقعت انهم سيزيلوه لكن ليس على طريقة ابراهيم الجعفري ، بل سيقوّضون أغلبيته في البرلمان .

و افادت وكالة انباء فارس بأن «الغارديان» ذهبت الى تسويق الرؤية الإنكليزية القديمة التي تقول إن ميزان السياسة في العراق يجب أن يكون بيد (السنة) و اضافت بأن المالكي ينتظر «الخراب» مشيرة الي ان واشنطن تمتلك بديلين هما عادل عبد المهدي و الجنرال عبد القادر العبيدي .
و قالت «الغارديان» ان المالكي يواجه فيه الأميركان بقسوة و يحاول أن يظهر بصورة «البطل الوطني» استعداداً للانتخابات المقبلة حيث
تخمّن هذه الصحيفة البريطانية أنه ( اي المالكي ) سيدخلها بـ «قائمة رئيس الوزراء» .
و اشارت الصحيفة الي «حسابات أخرى» و لمحت الي ان واشنطن تفكر بتقويض سلطة المالكي باستعمال بديل شيعي طموح كـ «عادل عبد المهدي» أو بانقلاب عسكري يقوده «المرضيّ عنه أمريكياً» وزير الدفاع عبد القادر العبيدي .
و يقول جوناثان ستيل المحلل السياسي في صحيفة «الغارديان» البريطانية "إن «القناع» قد سقط عن المالكي" ، مشدداً على موقفه المتصلب حيال الاتفاقية الأمنية و تأكيده على انسحاب جميع القوات الأمريكية، و الذي يسمّيه «موقفاً قاسياً» ، و كذلك موقفه من الميليشيات السنية أي التشكيلات المسلحة المعروفة بـ «أبناء العراق» ، ثم الموقف من الأكراد ، عبر مشكلة إصرار الجيش العراقي على انسحاب البيشمركه من مدينة خانقين بمحافظة ديالى .
و تساءل ستيل قائلاً : ما أمر (نوري المالكي)؟؟ .. ففي الوقت الذي تنحسر فيه التخوفات الأمنية في بغداد التي تهدأ ببطء ، والتي نادراً ما تصبح فيه حالتها الأمنية حادة ، يندفع باتجاه مواقف متشددة . فقد طلب (أي المالكي) مغادرة جميع القوات الأمريكية للعراق مع نهاية سنة 2011 . ثم تأتي مؤشرات بأن الحكومة تريد أن تقوّض الميليشيات العشائرية السنية التي تعرف باسم مجالس الصحوة . و الآن التحركات الأخيرة ضد قوات البيشمركه الكردية لطردها من المدن المتنازع عليها في مناطق (المركز الإستراتيجي) بمحافظة ديالى .
و يكرر مراسل الغارديان تساؤله قائلا : لماذا يفعل رئيس الوزراء العراقي ذلك ؟؟.. و اردف بالقول : إن أولئك الذين يعرفون نوري المالكي في منفاه بسوريا طوال حكم الرئيس السابق يستعيدون الآن أنه عارض الغزو الذي قادته الولايات المتحدة كما ان حزب الدعوة الذي ينتمي إليه ، لم يحضر المؤتمر الذي عقده في لندن المنفيون المدعومون من الولايات وبريطانيا عشية الغزو ، و هو شخصياً قد عارض قرار الحزب بعد ستة أشهر من التحاقه بمجلس الحكم الذي عيّنه (بول بريمر) الحاكم الإداري المطلق للعراق بعد احتلاله .
و يؤكد مراسل الغارديان أن الخط الجديد لـ «المالكي» أزعج الأمريكان ، و ان بعض المسؤولين يقولون إنها علامة على ثقة العراقيين بأنفسهم نظراً لتمتعهم بشيء من السيادة .
و يري مراسل الغارديان إن التظاهر بشخصية «الوطني» الذي استطاع الحصول على موافقة الولايات المتحدة على جدولة انسحاب جميع قواتها ، يسمح لـ «المالكي» الابتعاد عن حلفائه الشيعة في الحكومة (المجلس الإسلامي الأعلى في العراق) الذي ينظر الى أعضائه كداعمين أساسيين للاحتلال ، و في نفس الوقت ، يصرف الانتباه عن أزمة الكهرباء المزمنة و عن مشاكل اقتصادية أخرى.
و يعتقد جوناثان ستيل أن مواقف المالكي القاسية نحو الولايات المتحدة قد تنهيه هو شخصياً ؛ فالولايات المتحدة هي التي أسقطت إبراهيم الجعفري ، و إنها قد تجد وسيلة لإزالة المالكي لكن ليس علي طريقة سلفه ؛ بل بتقويض أغلبيته البرلمانية .
و قال مراسل الغارديان ان الولايات المتحدة لديها مرشحين بديلين ، بضمنهم عادل عبد المهدي نائب الرئيس الطامح الى المنصب ، ووزير الدفاع السني عبد القادر العبيدي الذي أخبر صحيفة نيويورك تايمز أن الحاجة الى القوات الأمريكية ستبقى لعشر سنوات .
/ نهاية الخبر / .