رمز الخبر: ۶۵۱۷
تأريخ النشر: 13:52 - 09 September 2008
وخلافا لهذا التوجه الجدير بالاحترام شاءت الاقدار ان يتم ايصال نيكولاي ساركوزي الى قصر الاليزية رئيسا لفرنسا ليحدث بذلك تراجعا ملحوظا في موقع باريس على مستوى اوروبا والساحة الدولية في آن معا.

 


عصر ايران – انطلاقا من مقولة "المكان بالمكين" يؤسفنا ان تنحدر سمعة الجمهورية الفرنسية يوما بعد اخر جراء وقوف نيكولاي ساركوزي على رأس السلطة فيها.


 


لقد كانت باريس اكتسبت طوال الخمسين عاما الماضية موقعا محترما ومرموقا ويشار اليه بالبنان نتيجة للسياسات المستقلة التي اعتمدمها رؤساؤها بدء من شارل ديغول وانتهاء بجاك شيراك.


 


وعلى ارضية هذه الاستقلالية البناءة لم يشأ اخر رئيس للجمهورية الفرنسية (اي شيراك) ان يجعل بلاده مطية للسياسات الاميركية والصهيونية والدليل على ذلك احجامه عن اقحام القوات المسلحة الفرنسية في الغزو الاميركي – الاسرائيلي للعراق تحت ذريعة الحرب على الارهاب او بدعوى مكافحة اسلحة الدمار الشامل في هذا البلد.


 


ومع علمنا ان الرئيس شيراك تعرض خلال الاعوام الاخيرة من وجوده في قصر الاليزية لضغوط صهيونية هائلة الا ان الرجل كافح حتى النهاية ليمنع فرنسا من التحول الى اداة طيعة بايدي التيارات اليمينية المتشددة المرتبطة بشكل وثيق ومباشر بالوكالة اليهودية العالمية الراعية بلا هوادة لكل ممارسات اسرائيل الارهابية في فلسطين والمنطقة.


 


وخلافا لهذا التوجه الجدير بالاحترام شاءت الاقدار ان يتم ايصال نيكولاي ساركوزي الى قصر الاليزية رئيسا لفرنسا ليحدث بذلك تراجعا ملحوظا في موقع باريس على مستوى اوروبا والساحة الدولية في آن معا.


 


فبدلا من ان يواصل ساركوزي مشوار القادة الفرنسيين الذين سبقوه تاكيدا على استقلالية باريس ومنعا من سقوطها في شباك واملاءات البيت الابيض الاميركي والكيان الصهيوني فانه وعلى العكس من ذلك حول فرنسا الى لقمة سائغة تتلاقمها انياب قوى الشر والطغيان ، لتلفظها فضلات عفنة في النهاية بلا اي قيمة او اعتبار.


 


اننا نأسف ان ترتهن سمعة باريس بحضارتها وافكارها التنويرية والتحررية لشخص متذبذب وعدو للمدنية والثقافة الفرنسية. كما ونحزن ان يكون اسم ساركوزي المعروف بمواقفه وتصريحاته التهريجية والاستعراضية ، وبتصرفاته المزاجية الخاصة رديفا لفرنسا والشخص الذي يحدد القرارات المصيرية لهذا البلد الاوروبي العريق... وهي قرارات باتت موصوفة بعدم الاتزان وفقدان العمق الاستراتيجي.


 


وفوق هذا وذاك نشعر بالامتعاض والاشمئزاز الشديدين ان يكون نيكولاي ساركوزي متحدثا باسم الوكالة الصهيونية العالمية ومنفذا لتعليماتها عوضا عن ان يكون امينا على مصالح ابناء شعبه الذي حملوه مسؤولية حماية سيادة فرنسا ، لا ان يكون عبدا للاخرين.