رمز الخبر: ۶۶۶۸
تأريخ النشر: 19:05 - 15 September 2008
 

 تناول المرجع الديني آية الله السيد محمد حسين فضل الله في تصريح احداث 11 أيلول المشبوهة و ذلك بعد مرور سبع سنوات عليها و أكد ان الحروب الاستباقية لاتزال حاضرة في اذهان النخب الامريكية المتصهينة .

و افادت وكالة انباء فارس بأن العلامة فضل الله قال : مع مرور سبع سنوات على أحداث الحادي عشر من أيلول، تتوضح الصورة يوما بعد يوم في أن هدف الرد الأمريكي و تداعياته لم يكن إحداث صدمة معينة على المستوى الدولي ، بقدر ما أريد له أن يؤسس لاجتياح شبه كامل للعالم العربي والإسلامي، تارة من خلال الاحتلال المباشر و طورا من خلال السيطرة على قرارات هذا العالم وأسواقه وحركته الاقتصادية والسياسية .
و اضاف سماحته قائلا : إذا كان ثمة من يتحدث في شكل مفصل، وحتى من خلال بعض الكتب التي صدرت ، عن علم الإدارة الأمريكية المسبق بالطابع الذي كانت ستأخذه هذه الأحداث وبإمكان حصولها في وقت قريب قبل حدوثها، فإن الكثير من الملابسات التي رافقتها أو أعقبتها والكثير من الغموض الذي أحاط بحركة الأجهزة الأمنية والسياسية الأميركية حيالها ، والأحداث التي جرت في المنطقة بعدها، تشير إلى أن إدارة المحافظين الجدد إما كانت تنتظر هذه الأحداث بفارغ الصبر لتفرغ ما في جعبتها من خطط ومن حقد دفين ضد العالم العربي والإسلامي ، ولذلك تهاونت مع المؤشرات التي كانت تؤكد حصول مثل هذه الأحداث ، أو أنها وجدت فيها ما كانت تتطلع إليه من ظروف و دوافع و أسباب تعطيها المبررات التي تريدها للبروز على شكل الأسد الجريح وتنفيذ خططها الجهنمية في احتلال وتدمير ونهب أبرز المواقع الاستراتيجية في المنطقة العربية والإسلامية .
و تابع سماحته بالقول : إننا في هذه الأيام ، ونحن نطل على الأشهر الأخيرة من عمر إدارة الرئيس جورج بوش، ندرك تماما أن عنوان مواجهة الإرهاب الذي دخلت من خلاله قوات الاحتلال الأميركي إلى أفغانستان والعراق، يراد له أن يبقى حاكما ،لا على مستوى الهواجس فحسب ،بل على مستوى الخطط السياسية والأمنية أيضا لأية إدارة أميركية قادمة، لأنه لا يوجد من عنوان آخر يسمح للأميركيين بمواصلة سعيهم للهيمنة على مصادر الطاقة والمواقع الاستراتيجية والاقتصادية العالمية، ويتيح لهم تقييد المحاور الدولية الأخرى وجعلها تسير في ركاب القطار الأميركي بما فيها دول الاتحاد الأوروبي واليابان وغيرها.
و اردف العلامة فضل الله قائلا : كما ندرك أن هذا العنوان (الحرب على الإرهاب) ، يراد له أن يتحكم بالحركة السياسية والأمنية وحتى العقيدية لحلف شمال الأطلسي، لأن هذا الحلف الذي حولته الإدارة الأميركية إلى هراوة تضرب بها حيث تشاء في العالم، وخصوصا في دول أوروبا الشرقية وفي الشرق الأوسط، يراد له،أميركيا،ألا يخرج عن السياق المرسوم له، بأن يتبع حركة الجيوش الأميركية لينزل حيث تنزل ويغزو حيث تغزو، وليبدو كقوة فصل أو قوة سلام حيث تريد الولايات المتحدة الأميركية للصورة أن تبدو على هذا النحو .
و قال آية الله فضل الله : إننا ، وفي هذه الأيام بالذات التي نستمع فيها إلى كلام أميركي صريح يتحدث عن استخدام قوتنا لمحاولة صوغ نظام عالمي أكثر لطفا ، و نستمع إلى نخب سياسية أميركية تؤكد صراحة أنها تتمنى أن يقع هجوم إرهابي من وقت إلى آخر ، لتبرير الحروب الأميركية في الخارج والقمع على مستوى حركة النظام الأميركي وحلفائه في الداخل ، نعتقد بأن شهوة الحروب الاستباقية لا تزال حاضرة في الأذهان الأميركية المرتبطة باللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية أو المتطلعة إلى مصلحة إسرائيل من داخل المصلحة الأميركية .
و قال ايضا : في الوقت الذي بدأنا نستمع إلى أصوات أوروبية تتحدث في حذر عن ضرورة أن لا يقتصر دور دول الاتحاد الأوروبي على أن تكون دولا مانحة، بل أن تشارك الولايات المتحدة الأميركية في القرار السياسي ، نريد لهذه الدول أن تخرج من الزاوية التي حشرت نفسها فيها، وأن لا تطلب من الإدارة الأميركية أن تسهل لها السبل لتأخذ دورها في الحركة السياسية العالمية، بل أن تمارس هذا الدور في شكل تلقائي من خلال تطلعها لتحقيق العناوين التي انطلقت منها شعوبها، وخصوصا عناوين الحرية والعدل والمساواة التي أكدتها الثورة الفرنسية، ومن خلال التزاماتها في مسألة القانون الدولي الذي بات لعبة بأيدي الأميركيين يحركونه على قياس مصالحهم، فيحيونه في هذا البلد ويميتونه في ذاك بقدر ما تقتضي مصالحهم ذلك.
و دعا العلامة فضل الله الشعوب العربية والإسلامية والقوى الحية فيها، ومواقع الممانعة، إلى العمل على تحصين ساحاتنا الداخلية بالوحدة والتماسك وعدم الانجرار إلى الفخ الذي نصبوه للأمة وانزلق فيه الكثيرون من دعاة التمذهب والتعصب والتزمت، وهو فخ التفتيت الداخلي، ومن ثم العمل على تكوين عناصر القوة الذاتية المقاومة التي تمنع المحاور الدولية ودول الاستكبار من أن تفكر مجددا في العودة إلى الحروب الاستباقية أو إلى استهداف مواقع جديدة في العالم الإسلامي والعربي ، خصوصا بعدما بدأت قوة أميركا بالتداعي، وبدأ الحديث في أكثر من مكان عن رفض قيادتها للعالم أو أن يتحكم قطب واحد في إدارة الحركة السياسية على المستوى العالمي.
/ نهاية الخبر / .