رمز الخبر: ۶۶۹۸
تأريخ النشر: 20:36 - 16 September 2008
 تعد مجزرة صبرا و شاتيلا التي ارتكبها الصهاينة خلال اجتياحهم لبيروت عام 1982 وسقط فيها آلاف القتلى والجرحى ، واحدة من أبشع مجازر القرن العشرين ، و هي واحدة من صور إجرام كيان الارهاب الصهيوني التي لم و لن تنسى و لم يستطع غبار الزمن إخفاءها ، كما لم يستطع التاريخ طمس معالمها .

ان صبرا و شاتيلا وصمة عار علي جبين ادعياء حقوق الانسان و هي باقية لم تغيب و حية لن تمت على الإطلاق ، رغم محاولات قتل ذكراها ، و قد ظلت ماثلة أمامنا ، محفورة في أذهاننا و عقولنا ، رغم محاولات مسح آثارها ، شاهدة على أبشع صور الإجرام و القتل والعنجهية .
بدأت أحداث صبرا و شاتيلا الإجرامية يوم الخميس 16 أيلول 1982 لتنتهي أحداثها الفعلية يوم السبت 18 أيلول 1982 ، لكن آثارها باقية إلى يومنا هذا رغم مرور خمسة و عشرين عاماً وستبقى إلى الأبد تنتقل من جيل إلى جيل ، لأنها من الأحداث التي لم ولن تتكرر في التاريخ .
و في صبرا وشاتيلا أبيح الدم اللبناني الفلسطيني و نزف ليروي أرضاً لم تستسلم لمحتليها يوماً و تحولت بركانا من البارود يتفجر تحت أقدام الغزاة ، و ليمتزج الدم راسماً صورة الوحدة العربية اللبنانية الفلسطينية باروع صورها لشعبين كانا ولا زالا رمزاً لمقاومة الإحتلال الإسرائيلي .
لقد عكست صبرا وشاتيلا حقيقة سفاحي و مجرمي المجزرة الذين بقروا بطون النساء بالسكاكين ، و ذبحوا الأطفال الرضع ، وقتلوا الأجنة في البطون ، و أعدموا الشبان و الرجال في الشوارع ، و غدت تلك المجزرة معلماً من معالم معاناة الفلسطينيّين التي لم تتوقف بعد .
و قال احد الصحافيين : من دواعي فخري وسروري أنني قد زرت بيروت قبل عامين وتجولت في أزقة مخيمي صبرا وشاتيلا ، ووضعت مع زملائي إكليلاً من الزهور باسم وزارة شؤون الأسرى والمحررين على أضرحة شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا ، واستمعت لشهود عيان عاصروا تلك الفترة ، وإلتقيت بشبان اعتبروا من القلائل الذين نجوا من تلك المجزرة وكانوا أطفالاً آنذاك حينما قتل ذويهم في تلك المجزرة ، وحدثونا بمرارة لا توصف عن الوقائع المذهلة للمجزرة وآثارها المحفورة في أذهانهم ، وكيف كان شارون يراقب عن بُعد أحداثها ، ومنهم من كانت أجسادهم مشوهة .
و في تصريح لصحيفة السفير اللبنانية ، قالت الاميركية «آلن سيغل» من الجمعية العربية الامريكية لمكافحة التمييز و التي نجت من مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982 عندما كانت تعمل ممرضة في مستشفى غزة آنذاك ، قالت : بعد 25 عاما كل شيء مأساوي و حزين حيث لم يتم فعل اي شيء قانوني بالنسبة للمجرمين الذين ارتكبوا تلك المجزرة، مطالبة بسوق المجرمين الاسرائيليين الى المحاكمة.
و اضافت «آلن سيغل» انني اليوم استذكر كيف دخل مسلحو ميلشيا الكتائب الى المخيمين بعلم القوات الاسرائيلية وقيامهم بتدمير المنازل وقتل الناس ، مشيرة الى ان جنسيتها الاميركية قد انقذتها في ذلك اليوم المأساوي .
ولازالت صور آلاف الشهداء من الأطفال و النساء والشيوخ ، صور القبور الجماعية ، صور أشلاء وأجزاء بشرية في الطرقات تتناقلها الصحافة ، ولا زال هناك الشرفاء ممن هم قادرون على احياء هذه الذكرى بالشكل الذي تستحقه ... وكل الدلائل تؤكد بأن جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية قد ارتكبت على نطاق واسع في تلك المجزرة ، لكن للأسف ان العالم صم بكم و كأنه يعيش في كوكب آخر ، ولم يجرؤ على تقديم أي من المجرمين القتلة إلى المحاكمة ؛ بل منحهم الحصانة و الحماية ، و لهذا واصل الإحتلال مجازره في الجنوب اللبناني من قانا 1 و قانا 2 و كان آخرها ما تم من قصف ومجازر في تموز من العام الماضي ، أما في فلسطين فمجازره وجرائمه لا زالت مستمرة وعلى مدار الساعة .
في ذكرى هذه المجزرة المروعة تتعالي الدعوات إلى تشكيل لجنة قانونية لبنانية - فلسطينية لتوثيق الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني لاعداد ملف قانوني وملاحقة مجرمي الحرب في المحافل الدولية كي يمثلوا أمام المحاكم الدولية لينالوا عقابهم على ما ارتكبوه من جرائم بحق الإنسانية ، ولوضع حد للمجازر التي لا زالت ترتكب بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني في فلسطين ولبنان .
/ نهاية الخبر / .