رمز الخبر: ۶۸۳۷
تأريخ النشر: 01:01 - 23 September 2008
اما التذرع بان الهدف من وراء اجراء الحوار الاميركي مع ايران هو لمنعها من الحصول على التسلح النووي ، فانه محض دعاية يسعى صناع القرار في الولايات المتحدة بواسطتها الى التنصل من اخطائهم السياسية والعسكرية الفظيعة في افغانستان والعراق وفلسطين ولبنان وفشلهم الذريع في تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير لا اكثر.

 


عصر ايران ، محمود الطيب – النصيحة التي قدمها خمسة وزراء خارجية اميركيين سابقين الى الادارة القادمة في البيت الابيض ،باهمية الحوار مع طهران هي تحصيل حاصل لمجموعة اشكال الفشل والاحباط التي منيت بها الولايات المتحدة جراء سياساتها المعادية والاستفزازية ضد ايران طيلة العقود الثلاثة الماضية.


 


الظاهر ان كلام الذين وجهوا هذه النصيحة وهم هنري كيسنجر وجيمس بيكر ووارن كريستوفر ومادلين اولبرايت وكولن باول ، استند الى عدم جدوى جنوح واشنطن الى استخدام خيارات عسكرية مع طهران، وانهم يحبذون الحوار معها في اطار استراتيجية ترمي الى منع اكتساب ايران اسلحة نووية.


 


بيد ان هؤلاء الساسة المحنكين الذين يعملون ليلا نهارا على صنع القرارات ورسم السياسات الكبرى للحكومات الاميركية المتعاقبة ، يتهربون من حقيقة مفادها ان كل ما وضعوه تحت تصرف ادارة جورج بوش ابتغاء اركاع الجمهورية الاسلامية الايرانية قد ذهب ادراج الرياح وهم لا يريدون الاعتراف بان منطق الحق والعدل والصدق الذي تبنته طهران كان هو المنتصر حتى الان بالرغم من المزاعم والاباطيل المزيفة التي سعت الى تشويه سمعة ايران وابنائها والتعتيم على مكاسبهم التي حققوها بالاعتماد على المدد الالهي والابداعات الذاتية ولاسيما في مجالي العلم النووي السلمي وعالم الفضاء.


 


اما التذرع بان الهدف من وراء اجراء الحوار الاميركي مع ايران هو لمنعها من الحصول على التسلح النووي ، فانه محض دعاية يسعى صناع القرار في الولايات المتحدة بواسطتها الى التنصل من اخطائهم السياسية والعسكرية الفظيعة في افغانستان والعراق وفلسطين ولبنان وفشلهم الذريع في تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير لا اكثر.


 


وبدورنا فاننا نرى بان موضوع القبول بالحوار مع اميركا متروك لتقدير السياسة الايرانية العليا التي تشترط طبعا تخلي واشنطن عن عداوتها اللدودة للجمهورية الاسلامية الايرانية والغاء مساعي البيت الابيض الدائمة لتغيير النظام الاسلامي الثوري والرائد في ايران وهي سلوكيات لم تبرهن واشنطن على انها تنوي التراجع عنها في ضوء لغة الغطرسة والاستكبار التي ما انفكت تعتمدها حتى الان.