رمز الخبر: ۷۰۶۸
تأريخ النشر: 13:07 - 04 October 2008
و اضافت هذه الصحيفة الصهيونية أن التوقعات بقصف صهيوني للمنشآت النووية ، يشلها عن العمل على الأقل لبضع سنوات آخذة في التبدد .
  ذكرت مصادر إعلامية صهيونية أن تصريحات زعماء كيان الارهاب الصهيوني حول برنامج إيران النووي مؤخراً ، تؤكد أن «إسرائيل» ، أذعنت بتحول طهران إلى قوة نووية عظمى .
و أفادت وكالة أنباء فارس بأن صحيفة «هاآرتس» العبرية قالت : "إن الأسابيع الأخيرة أظهرت انعطافةً في التصريحات الصادرة و يبدو أن الحكومة (تقصد الصهيونية) بدأت في إعداد الرأي العام لتقبل واقع الحياة في ظل القنبلة الذرية الإيرانية" ، حسب قوله .
و اضافت هذه الصحيفة الصهيونية أن التوقعات بقصف صهيوني للمنشآت النووية ، يشلها عن العمل على الأقل لبضع سنوات آخذة في التبدد .
و أشار ألوف بن المراسل السياسي للصحيفة -المحسوبة على تيار اليسار الصهيوني- إلى أن التغيير الأبرز في تلك التصريحات واضح لدى رئيس الحكومة المستقيل أيهود أولمرت الذي قال لـ «هاآرتس» عشية عيد الفصح اليهودي مؤخراً : "أريد أن أقول لـمواطني إسرائيل : لن يكون لإيران قدرة نووية" ، ليتغير الموقف كلياً في مقابلة "يديعوت أحرونوت" هذا الأسبوع حيث كشف خلالها ضعف اسرائيل
في مواجهة طهران ، و فشل المساعي الدولية ضدها ، حين قال : "ما يمكننا أن نفعله مع الفلسطينيين، السوريين واللبنانيين، لا يمكننا أن نفعله مع الإيرانيين" .
و تساءل الصحفي ألوف بن قائلا : "ماذا حصل بين الفصح و رأس السنة (يقصد بين التصريحين السابقين لأولمرت) ؟، ليجيب على تساؤله قائلاً : "الإدارة الأمريكية أوضحت لإسرائيل أنها تتحفظ من الهجوم" ، مشيراً إلى أن الاحتمال في أن تهاجم الولايات المتحدة بنفسها إيران يبدو صفراً و ذلك على خلفية الأزمة الاقتصادية والتورطات العسكرية في العراق وفي أفغانستان .
و أوضح أن الميزانيات لأزمة الآن لإنقاذ "وول ستريت" من الانهيار و ليس انهيار منشأة تخصيب اليورانيوم لدى الإيرانيين .
و بيّنت "هاآرتس" أن الأمريكيين في هذا الموضع غير معنيين أيضاً بعملية إسرائيلية كفيلة بجرهم إلى مواجهة غير مرغوب فيها مع طهران .
وأضافت : "يمكن التقدير بأن أولمرت ببساطة استوعب الرسالة الأمريكية ويعطيها الآن المبررات، ليست إسرائيل هي التي فشلت في منع القنبلة الإيرانية بل الأسرة الدولية بأسرها ، فعمليات الإحباط الإسرائيلية نجحت في كسب الوقت ولكنها لم تزل التهديد" .
و تلفت الصحيفة النظر بعد ذلك إلى تصريحات العميد يوسي بايدتس ، رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش الصهيوني و التي قال فيها : "إن إيران تسارع نحو قنبلة نووية" ، لتتساءل مرةً أخرى "وماذا ستفعل إسرائيل عندما "تجتاز إيران الحافة"؟؟".
و تطرق المراسل السياسي لـ"هآرتس" إلى "أن ليفني خلف أولمرت في رئاسة الحكومة ستتعامل كسابقها حيال هذا الملف فهي تعلق أملاً على تجنيد الأسرة الدولية في عقوبات أكثر حدة ولكنها تعترف بأن الانجازات حتى الآن كانت هزيل" .
و استعرضت الصحيفة تصريحات الوزير الصهيوني مائير شطريت ، عضو المجلس الوزاري الصهيوني المصغر المعروف باسم "الكابنيت" والمسؤول عن رقابة الأجهزة السرية ولجنة الطاقة الذرية في مقابلة مع يوسي فيرتر من "هآرتس" قبل أكثر من شهر و التي قال فيها: "لإسرائيل محظور بأي حال مهاجمة إيران، الحديث عن مهاجمة إيران، أو حتى التفكير في ذلك".
كما استعرضت تصريحات الوزير الصهيوني شاؤول موفاز ، الذي تحدث عن مهاجمة إيران كإمكانية حقيقية ، ليطفو موقفه العلني عندما اقتربت الانتخابات التمهيدية لـ"كاديما"، بالإضافة إلى انعدام الحماسة لدى وزير الحرب أيهود باراك .
و تشير الصحيفة إلى أن معظم الخبراء الستراتيجيين يؤكدون أنه إذا هاجم الكيان الصهيوني إيران ، فإن ذلك سيعرضه لمخاطرة هائلة سيدفع ثمنها باهظاً ، فيما تعتقد الأقلية في أوساط أولئك الخبراء بأن «إسرائيل» ملزمة بإحباط تلك التهديدات ومهاجمة المنشآت في إيران الأمر الذي سيؤجل إنتاج القنبلة ما بين 4 – 5 سنوات أخرى .
و تقول الصحيفة : "التقدير في أن مهاجمة إيران شطبت عن جدول الأعمال يستند إلى مؤشرات أخرى، فضلاً عن التصريحات "المعتدلة" لأولمرت ووزرائه"، موضحةً أن الإدارة الأمريكية ردت طلباً لإسرائيل للحصول على وسائل هجومية والإذن بالعبور في سماء العراق ، لكنها وافقت على أن تنصب في النقب رادار إنذار متطور ، يعزز قدرة الكيان الصهيوني ضد صواريخ أرض – أرض إيرانية الصنع .
وأردفت تقول : " لا يوجد استعداد بارز لدى القيادة السياسية – الأمنية (تقصد الصهيونية) للحرب ، مثلما كان في نهاية الصيف الماضي حين انطلقت تحذيرات عديدة من حرب حيث انعقد "الكابنيت" وأجرى مداولات عديدة قبل تصعيد محتمل في الشمال"، مؤكدةً أنه من الصعب الآن تشخيص مداولات مكثفة قبيل خطوة دراماتيكية مثل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، كما أن حكومة الكيان والتغييرات في القيادة الصهيونية تثقل على اتخاذ مثل هذا القرار .
و استعرضت الصحيفة كل ما سبق ، و لم تستبعد قراءة ما سبق بالمعكوس ، فارضةً احتمال أن «إسرائيل» تنوي مهاجمة طهران ، و ببساطة تحاول تحقيق مفاجأة .
و ترى "هاآرتس" "أن انحلال الحكومة في الكيان ومغادرة أولمرت لمنصبه" يمكن أن يكون غطاءً ناجحاً أكثر لقرارات اتخذت في الغرف المغلقة .
و تختم "هاآرتس" متسائلةً : " أي من السيناريوهين هو الصحيح؟" ، لتجيب بنفسها : "سيتضح في الأسابيع القريبة القادمة – في الفترة الانتقالية بين الانتخابات للرئاسة الأمريكية وتبادل الرئيسين في البيت الأبيض ...