رمز الخبر: ۷۵۹۱
تأريخ النشر: 08:24 - 27 October 2008
والجدير ذكره ان التحليل الحالي للمحافظين مرتبط بالظروف الحالية ومع التغير المحتمل للمعادلات فانه قد يحصل تغير فيه لانه لا يمكن في عالم السياسة الحديث بشكل حاسم عن المستقبل.

عصر ايران – على الرغم من ان "المبدئيين" (المحافظين) لم يقدموا حتى الان مرشحهم او مرشحيهم للانتخابات الرئاسية القادمة (العاشرة) لكن الطبيعي ووفقا للتقليد المتبع فان الرئيس الحالي محمود احمدي نجاد يعد نفسه للترشح للانتخابات لكي يفوز بولاية رئاسية ثانية من جهة ويعتبرها في حال فوزه استفتاء على ادائه في الولاية الرئاسية الاولى من جهة اخرى لكي يواصل بقوه اكبر برامجه في ضوء هذا السند الجماهيري.

وعلى النقيض من معسكر الاصلاحيين الذين يبذلون هذه الايام جهودا وبعض الاحيان يتنازعون فيما بينهم لاختيار مرشحهم النهائي فانه ليس ثمة تحرك مشهود في معسكر المحافظين وكانهم ليس لديهم هاجس يذكرفي هذا الخصوص مع وجود شخصية شهيرة مثل احمدي نجاد ويرون "بانه اذا كان هناك خيار افضل فلا باس والا من هو الافضل من الرئيس الحالي المتفق على ترشيحه من حيث المبدأ".

وفي الحقيقة فان هذا الشعور يسود قسم كبير من معسكر المحافظين "بانه سيتم في النهاية الاجماع علي ترشيح احمدي نجاد".

وخلاصة التحليل السائد في غرف فكر المبدئيين (المحافظين) هي كالتالي : ان جميع الرؤساء الذين ترشحوا في جميع الانتخابات الرئاسية السابقة لمرة ثانية حافظوا على ما لايقل عن 60 الى 70 بالمائه من اصوات الولاية الرئاسية الاولى (ماعدا خاتمي حيث ازدادت النسبة) واذا اخذنا نفس المسار السابق في الولاية الرئاسية الثانية بنظر الاعتبار سنجد ان احمدي نجاد الذي انتخب باكثر من 17 مليون صوت يملك نقدا ما لا يقل عن 11 مليون صوت وهي الاصوات التي لا يبدو ان ايا من المحافظين سيحصل عليها.

وفي معرض نقد هذه النظرية يقال ان عدد الاصوات التي ذهبت الى احمدي نجاد في الانتخابات هي الاصوات التي منحت له في الجولة الاولى من الانتخابات والتي كانت اقل من 6 ملايين صوت واذا اخذ بنظر الاعتبار التناقص المتعارف للاصوات بنسبة 30 الى 40 بالمائة فان احمدي نجاد يملك نقدا نحو 4 ملايين صوت (ما يساوي تقريبا عدد الاصوات التي نالها معين وقاليباف في الانتخابات السابقة) ولا يمكن التعويل عليها نسبيا.

ويؤكد داعمو الاجماع على احمدي نجاد بانه اكثر شخصيات المحاظين شهرة ، فاذا كان اهالي فلان مدينة او قرية يشاهدون شخصية مثل علي لاريجاني في بعض الليالي عبر التلفزيون او يشاهدون اسم وصورة قاليباف في الصحف ويتذكرون انه مازال امين العاصمة طهران فانهم قد شاهدوا احمدي نجاد عن قرب ولوحوا له بايديهم واعطوه رسائلهم وحصلوا في بعض الاحيان على قروض وقد اقاموا معه ارتباطا اوثق بفضل جولاته على المحافظات.

وبالنسبة لاهالي العديد من المناطق المحرومة والنائية الذي لم يشاهدوا طوال حياتهم حتى حاكم مدينتهم او قريتهم فان هذا يعد حدثا جميلا وماثلا في الذاكرة بان يشاهدوا رئيس جمهوريتهم وهو يزور قريتهم.

ومن الناحية النفسية والاجتماعية فان تواجد احمدي نجاد بين الشعب يولد شعورا لديهم بالانجاب نحوه.

وردا على هذا النقد بان الضغوط الاقتصادية تؤدي الى التقليل من الاصوات الممنوحة لاحمدي نجاد وتسهل عمل المنافس في نقد مرشح المحافظين يقول داعمو نظرية الاجماع على احمدي نجاد "ان المشاكل الاقتصادية كانت موجودة في عهد جميع الرؤساء وليست بشئ جديد" كما ان داعمي احمدي نجاد لا يغفلون عن ترويج هذه النظرية بان مصدر العديد من المشاكل المعيشية لا علاقة لها بسياسات الحكومة التاسعة بل سببها العراقيل التي تضعها المافيات التي تريد عرقلة عمل احمدي نجاد.

واضافة الى ذلك فان السلطة الان هي بيد احمدي نجاد وان العديد من المجموعات المحافظة التي لا تملك مباشرة الارادة او امكانية تقديم مرشح تفضل التعامل مع شخص يملك السلطة حاليا وهذا الامر يزيد من ثقل احمدي نجاد داخل هذه المجموعات.

وينظر المحافظون في تحليلهم بنظرة خاطفة الى التيار المنافس ويرون ان ثلاث حالات متوقعة في معسكر الاصلاحيين:

الحالة الاولى ان يترشح مير حسين موسوي. ان هذا الاحتمال رغم انه ضئيل لكنه غير مستحيل. وفي هذه الحالة فانه لا يبدو ان احدا سيكون قادرا على خوض منافسه معه سواء احمدي نجاد او اي شخص اخرلكن احتمال ترشح ميرحسين موسوي في الظروف الحالية غير مطروح بشكل كبير.

والحالة الثانية ان يترشح محمد خاتمي. وفي هذه الحالة فان المحافظين يفضلون ان يخوضوا المنافسة من خلال اكثر شخصياتهم شهرة (احمدي نجاد) في مقابل اكثر الشخصيات المنافسة شهرة (خاتمي). فاذا ترشح محمد خاتمي فان المحافظين لن يجازفوا على الاجماع على مرشح غير احمدي نجاد.

والاحتمال الثالث ان يترشح شخص اخر في معسكر الاصلاحيين.

وفي افتراض كهذا ، رغم ان "الاجماع الطارئ" على احمدي نجاد لن يكون له موضوعية خاصة وسيكون هناك احتمال دراسة الخيارات الاخرى في معسكر المحافظين ، لكن هذه الفكرة تسود المحافظين "بان نمضي الايام العصيبة للانتخابات براحة بال اكثر من خلال الاجماع على احمدي نجاد". وقد يدخل الاصلاحيون السباق الانتخابي في اخر لحظة من خلال خاتمي فعندها لا يمكن التغاظي عن احمدي نجاد.

ومن جهة اخرى رغم ان قائد الثورة اعلن حياده في جميع الانتخابات الا ان حماة احمدي نجاد سيحاولون التذكير بالدعم الذي قدمه القائد للحكومة التاسعة وامتداحه لاحمدي نجاد ويستفيدون من هذا الموضوع للمزيد من تدعيم عملية الاجماع على احمدي نجاد.

ان ما ذكر يمثل خلاصة التحليلات السائدة لدى المحافظين وتجعل العديد منهم يسلم بالا يخوضوا الانتخابات الرئاسية العاشرة الا من خلال محمود احمدي نجاد.

ويجب القول بان هذا التوجه لا يعني بان جميع المحافظين يؤيدون احمدي نجاد بل ان العديد منهم ينتقد احمدي نجاد بل ويعارضه الا انهم وفي مقابل هذه التحليلات اما ان يختاروا الصمت او ان يفضلوا تغليب المصلحة للحد من فوز الاصلاحيين .

والجدير ذكره ان التحليل الحالي للمحافظين مرتبط بالظروف الحالية ومع التغير المحتمل للمعادلات فانه قد يحصل تغير فيه لانه لا يمكن في عالم السياسة الحديث بشكل حاسم عن المستقبل.