رمز الخبر: ۷۶۴۱
تأريخ النشر: 11:14 - 28 October 2008
ولقد جاءت الفتاوى الدينية الحازمة لوضع النقاط على الحروف من اجل ان يعرف الاميركيون وحلفاؤهم بان تمرير مخططاتهم المشبوهه واهدافهم الاستغلالية الجشعة لن يكون بالامر السهل هذا اذا لم يكن مستحيلا كليا.

عصر ايران ، محمود الطيب – يبدو ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش لم تستوعب بعد وقع الصاعقة التي تلقتها جراء حشدها الجيوش واشعالها الحروب وتسعيرها للازمات هنا وهناك دون الحصول على نتيجة معينة حتى الان سوى تعريض الولايات المتحدة والمنظومة الدولية برمتها لازمة مالية عاصفة هي براي الخبراء والمراقبين بداية العد العكسي للانهيار الاميركي المرتقب.

فالذي لم يسمع تصريحات وزير الحرب الاميركي روبرت غيتس التي حذر فيها العراقيين من مغبة عدم التوقيع على الاتفاقية الامنية يدرك مدى غباء الفريق السياسي الحاكم في الولايات المتحدة حتى وهو يستعد لمغادرة البيت الابيض مودعا بلعنات الامم والشعوب بسبب الكوارث والمصائب التي سببتها سياساته في الشرق الاوسط بل في انحاء الارض.

ومع انطلاق الفتاوى الدينية لكبار المرجعيات الدينية التي تحرم ابرام اي اتفاقية امنية مع الاحتلال الاميركي يبدو ان جورج بوش وفريقه الرئاسي سيحتاجون الى حصص تعليمية تفهمهم معنى الفتوى الدينية خاصة اذا ما ارتبطت بقضية حساسة مثل تقرير مصير شعب له جذور عميقة في الحضارة الانسانية وموقع متقدم في العالم الاسلامي مثل الشعب العراقي.

اللافت في ضغوط واشنطن على بغداد هي انها تتناقض تماما مع الشعارات البراقة التي سوغت بها غزو هذا البلد عندما زعمت انها تريد نشر الحرية وارساء الديمقراطية وفقا للنموذج الاميركي في العراق ليكون قابلا للاحتذاء به في عموم الشرق الاوسط ، بيد ان اصرار اميركا على شروطها التعجيزية ضمن الاتفاقية المذكورة لا تدع مجالا امام الحكومة المنتخبة والبرلمان والاحزاب والتيارات وعموم الجماهير في العراق سوى الرفض وعدم الاذعان للغة التسويف والاملاءات المبطنة والمواقف السياسية والعسكرية المشروطة المطروحة من قبل الطرف المحتل كونها تتعارض كليا مع مفهوم الاستقلال السياسي وفقا للقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة.

ولقد جاءت الفتاوى الدينية الحازمة لوضع النقاط على الحروف من اجل ان يعرف الاميركيون وحلفاؤهم بان تمرير مخططاتهم المشبوهه واهدافهم الاستغلالية الجشعة لن يكون بالامر السهل هذا اذا لم يكن مستحيلا كليا.

ولعلهم اليوم احوج ما يكونون الى التفكير في وسائل اخرى للخروج من هذا النفق المظلم وذلك قبل ان تتطور هذه الفتاوى الى مستويات اعلى اهمها فرض الجهاد بوجه المحتلين الغرباء وعندئذ سيكون على الغزاة الاميركيين وحلفائهم ان يواجهوا العالم الاسلامي كله وليس الشعب العراقي وحده ، الامر الذي سيعقد الاوضاع اكثر فاكثر على صناع القرار في الولايات المتحدة والغرب ولربما يستتبع في طياته ازمة افظع من الازمة المالية العالمية الراهنة او يؤدي الى قصم ظهر الاستكبار العالمي في القريب العاجل.