رمز الخبر: ۸۴۲۶
تأريخ النشر: 09:02 - 24 November 2008
لكن الا يمكن اليوم انتظار وتوقع المساعدة والدعم من الذين يعتبرون انفسهم اوصياء الشعب الفلسطيني وزعماء العالم العربي والمتحدثين باسمه؟

عصر ايران – تعد مدينة غزة هذه الايام اكثر مدن العالم وحدة. ويقول شهود عيان محليون ان غروب غزة هو اكثر لحظاتها مثيرا للحزن والكآبة لان انقطاع اكثر من 70 بالمائة من امدادات الكهرباء عن هذه المدينة يجعلها تغرق في ظلام دامس وهي الكارثة التي تلقي بظلالها الكئيبة لاكثر من ستة عقود على اهالى هذه المنطقة.

ان اغلاق العسكريين الاسرائيليين منافذ الخروج والدخول من والى غزة احدث كارثة انسانية مروعة.

ان الاعتراض والاحتجاج على هذه الكارثة الرهيبة على صعيد النظام الدولي امر لابد ان يحدث ويعد حقا انسانيا لجميع سكان الكرة الارضية الا انه وكما يقال "لقد اسمعت لو ناديت حيا، ولكن لا حياة لمن تنادي".

لكن الا يمكن اليوم انتظار وتوقع المساعدة والدعم من الذين يعتبرون انفسهم اوصياء الشعب الفلسطيني وزعماء العالم العربي والمتحدثين باسمه؟

هل ان دولا مثل مصر التي تعتبر انها في موقع قيادة العالم العربي (او انها تامل ان يكون ذلك على الاقل) الا يجب ان تبدي ردة فعل تجاه الانتهاك الصارخ لحقوق اناس يعتبرون جزء لا يتجزأ من الجسد الاسلامي والعالم العربي؟

الا يتعين على دولة مثل مصر –التي ترتبط بحدود مشتركة مع غزة – ان تعبر عن احتجاجها امام الاسرائيليين وان تفتح المعابر لدخول المواد الحيوية الى عزة؟

ان التوقع الادنى من دولة مثل مصر هو الا تتماشى على الاقل مع الاسرائيلي عدو الفلسطينيين واذا لا تريد فعل شئ لاهالي غزة فيجب الا تزيد من معاناتهم والا تصبح شريكا لاسرائيل في جرائمها بحق الانسانية في غزة.

المؤسف ان الحكومة المصرية لا تتخذ في الوقت الحاضر اجراء ضد الجرائم الاسرائيلية في غزة فحسب بل تلعب دور "شريك اللص ورفيق القافلة" في حين وكما اسلفنا فان ادعاءاتها بقيادة العالم العربي قد اصمت الاذان.

ويجب التساؤل من قادة مصر الذين يعتبرون انفسهم لسنوات بانهم القادة الروحيين للعالم العربي ما هي الخطوات التي اتخذوها لصالح الشعوب العربية وفي المقابل كيف سايروا الدول التي هي ليست صديقة للعالم الاسلامي والعربي ان لم تكن عدوا له بالفعل؟

ويجب التساؤل انه الا يحق للمواطنين العرب وبعد مسايرة مصر لاسرائيل في خلق هذه الكارثة الانسانية في غزة ان يديروا ظهورهم للمسؤولين المصريين وان يتبرأوا منهم ومن مزاعمهم.

ويكفي ان تفتح السلطات المصرية المعابر مع قطاع غزة وعندها سيرون كيف ستتدفق المواد الغذائية والادوية المرسله من جانب المسلمين على سكان غزة المظلومين وعندها لن تكون هناك اي حاجة لتنفق القاهرة حتى قرشا واحدا.

ولتعلم السلطات المصرية ان كارثة غزة اذا ما سويت باي طريقة او صيغة ما فان التاريخ سيذكر بلا ريب ومواربة بان "مصر واسرائيل اغلقتا بصورة مشتركة معابر غزة وتسببتا في خلق كارثة انسانية على نطاق واسع".