رمز الخبر: ۸۶۸۱
تأريخ النشر: 08:10 - 08 December 2008
هذه رسالة الامام الخامنئي (دام عزه) وهي برسم المؤمنين والموحدين ليزدادوا تلاحما وتناصرا مثلما هي برسم معكسر الاستكبار والظلم العالميين ليعلموا بان ساعة زوالهم ليست ببعيدة.

عصر ايران، حميد حلمي زادة – بمطالعة نداء ولي امر المسلمين سماحة الامام الخامنئي (دام ظله) احياء لمراسم البراءة من المشركين ( 4 ذي الحجة 1429 ه) والذي القي في وادي عرفات على مسامع الجماهير الغفيرة من حجاج بيت الله الحرام يمكن الخروج برؤية اسلامية قائدة رائدة تحكي واقع الامة المعاش نتيجة سبرها الاغوار والمهمات الصعاب والتحديات الكبرى.

فقد كانت لسلسلة الاوضاع والتحولات القطرية والاقليمية والدولية ، انعكاساتها الواضحة على مسيرة الامة من حيث الفعل والانفعال ولاسيما بعد جملة الحملات العدوانية الاجنبية (الغربية- الصهيونية) التي اريد منها تنفيذ هجمة مضادة خاطفة على المشروع الاسلامي المعاصر بيد ان النتائج جاءت على عكس مآرب القوى التسلطية والاستغلالية اذ ان هذا المشروع اثبت جدارة فائقة في لجم الغزاة
والمحتلين القادمين عبر القارات والمحيطات وانطلق بسرعة لافتة في طريق بلوغ اهدافه الالهية. اما الغرباء الطارئون على اهل هذه الديار المؤمنة فانهم لم يجنوا سوى الخيبة والفشل وباتوا يتلمسون كافة الحجج والمعاذير لتبرير هزائمهم في العراق وافغانستان بل وهزائم مرتزقتهم الصهاينة ان في فلسطين او في لبنان وللتغطية على اخفاقهم المخزي في انزال نظرية "بوش – رايس" بشان تفكيك واعادة صياغة الموزائيك السياسي والاقتصادي والعرقي للشرق الاوسط على ارض الواقع استنادا الى ما يسمى بنظرية الفوضى الخلاقة.

فالثابت الى هذه اللحظة ان المارد الاسلامي يشق طريقه باقتدار وثقة عالية مستخفا بالافخاخ والمكائد الشيطانية. وحتى لو اعترضه شئ من وخز او طعنات سواء من الاعداء الخارجيين او الداخليين فان ذلك لن يعدو كونه جرحا سرعان ما يندمل ودون ان يؤدي الى عرقلة المسيرة الخيرة عدا عن انه سيكون باعثا على المزيد من الصبر والجلد والقدرة على المقاومة بوجه التهديدات والتحديات التي يستخدمها زعماء القوة والمال لتمرير مشاريعهم وبرامجهم الشريرة ابتغاء ابتلاع المزيد من الثروات والخيرات العائدة للدول الاسلامية والعربية وشعوبها دون وجه حق.

لقد ارادت كلمة الامام الخامنئي (دام ظله) ان توجه رسالة صادرة عن قائد رباني شجاع مفادها ان عهد الاستكبار والغطرسة والتفرعن قد ولى ولم يبق الا الزبد الذي سيتلاشى حتما في مواجهة تلاطم امواج الارادات الخيرة التي تزداد تصاعدا يوما بعد اخر، مثلما تفيد بان عهد سيادة كلمة التوحيد واعمال القسط والعدل وانتشار القيم المعنوية الراقية وارساء السلام والامن والامان بات قاب قوسين او ادنى من التحقق.

ولم يفت سماحته (دام ظله) التشديد على لزوم التواصي بالحق والصبر بين بني امة المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وتقوية عرى الايمان والتقوى والمودة في نفوس الموحدين مع تحذيره المسلمين وابناء القبلة الواحدة من الياس والقنوط والوهن مهما بلغت خطورة الممارسات الاستكبارية او استعرت ادواتها او اشتد فتك اسلحتها.

المؤكد هنا ان الامام الخامنئي وهو يبشر بمرحلة جديدة واعدة من تنامي قوة الاسلام وتعاظم هيبتها كان متابعا لسيرورة الحالة الاسلامية قبل انتصار الثورة الاسلامية المباركة وبعده وعلى مدى ال 30 عاما الماضية وقد اجرى سماحته جردا وتقييما دقيقين لصيرورة المدارس الالحادية واطروحاتها المادية في اخطر اشكالها واستهدافاتها.

ان الامام الخامنئي استشرف في نداء البراءة من المشركين لهذا العام قرب سيادة المثل الاسلامية والايمانية وترسخ المبادئ الانسانية الاصيلة وانكشاف الوجه الحقيقي الكريه للمتاجرين بشعارات الدفاع عن حقوق الانسان ومروجي ثقافة الحريات والديمقراطيات وهم الذين يلتزمون اليوم الصمت المطبق والتجاهل المشين والتعامي المتعمد امام الجرائم الصهيونية الارهابية والهمجية بحق ابناء فلسطين في قطاع غزة وانحاء اخرى في هذه الارض الاسلامية المحتلة.

فقد عرف العالم بعد طول خداع وتضليل زيف الشعارات الغربية البراقة وحقيقة الدوافع وكيف انها انحدرت على غرار امثالها في الماضي السحيق او القريب نحو الحضيض والسقوط المدوي لاسباب كثيرة منها اصطدامها بمنهج الحق والرشاد وتقزمها امام حجية اهل التوحيد والايمان بالله الواحد القهار وتناقضها ايضا مع اصل الفطرة الانسانية النقية التي تابى اساسا الخضوع لغير الباري تبارك وتعالى او التبعية والانصياع لكل ما يخالف فلسفة وحقيقة الغاية التي ابدع المولى عز وجل من اجلها السماوات والارض.

هذه رسالة الامام الخامنئي (دام عزه) وهي برسم المؤمنين والموحدين ليزدادوا تلاحما وتناصرا مثلما هي برسم معكسر الاستكبار والظلم العالميين ليعلموا بان ساعة زوالهم ليست ببعيدة.