رمز الخبر: ۸۸۰۰
تأريخ النشر: 12:17 - 15 December 2008
كان بداية مقررا ان يتم ارسال المساعدات الغذائية والادوية من ايران الى غزة برا وعن طريق مصر الا ان المسؤولين المصريين حالوا دون ذلك ، لانهم يصرون منذ فترة بالا يسمحوا بايصال اي مواد غذائية الى اهالي غزة وادوية الى مرضاها.

عصر ايران – كان بداية مقررا ان يتم ارسال المساعدات الغذائية والادوية من ايران الى غزة برا وعن طريق مصر الا ان المسؤولين المصريين حالوا دون ذلك ، لانهم يصرون منذ فترة بالا يسمحوا بايصال اي مواد غذائية الى اهالي غزة وادوية الى مرضاها.

كما ان المصريين اوكلوا لقوات امنهم خلال الاشهر الاخيرة مهمة المزيد من ضبط ومراقبة حدودهم المشتركة مع غزة لاسيما مراقبة الانفاق تحت الارض لكي لا يصل احيانا حليب مجفف او ارز او قطعة رغيف او امصال او حبوب الى المحاصرين الفلسطينيين. وكأن "مبارك" ليس خليفة جمال عبد الناصر الذي حارب يوما من اجل هؤلاء الناس ومن ثم مات حزنا بسبب الهزيمة امام العدو المشترك لشعبي فلسطين ومصر.

والان وبعد معارضة القاهرة لارسال المساعدات الايرانية الى اهالي غزة عن طريق البر ، فان جمعية الهلال الاحمر الايرانية وضعت المواد الغذائية والادوية في سفينة لكي ترسو عند شواطئ غزة وتكون بلسما لجراح هؤلاء الذين هم جزء من ابناء البشر.

وفي ظل هذه الظروف قامت وسائل الاعلام الغربية والاسرائيلية ومن اجل الا يخجل القادة العرب الصامتون من المبادرة الايرانية هذه امام شعوبهم ، قامت باثارة ضجة اعلامية مفادها ان الايرانيين ينوون السوء من اجرائهم هذا ويريدون منها لتكون مبادرة دعائية واشياء اخرى من هذا القبيل.

ان بعض القادة العرب الذين اصبح امرا عاديا بالنسبة لهم مقتل اخوانهم في اللغة والدين لا يحبذون قطعا ان تكون ايران الشيعية وغير العربية الرائدة في ارسال المساعدات الانسانية الى اهالي غزة المظلومين والمحاصرين.

لذلك فانهم اصبحوا يواكبون الغربيين والاسرائيليين في دعايتهم لاظهار ان المبادرة الايرانية في ارسال سفينة الى غزة بانها عمل دعائي ، لكن اذا كان ثمة قليلا من الحمية باقية لدى هؤلاء لكان بامكانهم التغطية على المبادرة الايرانية باسلوب اخر وهو : ان يرسلوا شانهم شان ايران سفنهم الى شواطئ غزة.

تصوروا انه اذا اقدمت كل دولة اسلامية على ارسال سفينة واحدة فقط تقل مساعدات انسانية الى غزة (وان تستفيد الدول التي ليس لديها ساحل من امكانات الدول الاسلامية الساحلية) فعندها وخلال مدة قصيرة لكانت عشرات السفن التي تحمل الاعلام الاسلامية ترسو عند شواطئ غزة واذا ما حصل ذلك فان ثمن مواجهة هذه المبادرة الجماعية ستكون باهظة بالنسبة للاسرائيليين اكثر من ثمن مواجهة سفينة ايرانية. وعندها ستظهر القوة الحقيقية للعالم الاسلامي بشكل سلمي وانساني بالكامل ولن يكون هناك مجال للدعاية المغرضة من ان ايران تريد من اجرائها هذا ممارسة الدعاية لنفسها.

ان "انتفاضة السفن" لو كانت لمساعدة الشعب الفلسطيني المظلوم ولا كخطوة سياسية لدعم حكومة حماس فانها ستؤدي الى ان ينضم اليها موافقو حماس ومعارضوها في العالم الاسلامي وان يعملوا بمناى عن الممارسات السياسية على تجفيف دمعة من عين طفل برئ لا يعرف اين هي تل ابيب ولا يعرف من هي حماس ولم يسمع شيئا عن البيت الابيض وحسني مبارك. ان هذا الطفل لا يريد حتى لعبة ولا دمية بل يريد غذاء ليبقى حيا.

وليت ثمة شئ من الحمية العربية باقية لدى القادة العرب!