رمز الخبر: ۸۸۲۵
تأريخ النشر: 12:37 - 16 December 2008
ربيع بلاسم

عصر ايران، ربيع بلاسم – تعتبر ايران ان تطبيق منظومة ما للامن الاقليمي في اي بقعة من مناطق العالم الاسلامي هو مهمة تختص بها البلدان الاصيلة القائمة اساسا في هذا الافق الاستراتيجي من الموزائيك الجيوسياسي العالمي. وبما ان الاسلام هو الدين الغالب على جميع الشعوب القاطنة في هذا الافق الحيوي فان الضرورات التاريخية والاخلاقية والدينية والاجتماعية توجب بان تكون المنظومات الامنية لمناطق العالم الاسلامي في جغرافيته الممتدة من المغرب الى ماليزيا واندونيسيا هي منظومات اسلامية وخاضعة لتعاليم القران الكريم والسنة النبوية الشريفة.

ويرى الباحثون والاختصاصيون بان "مفهوم الامن الاسلامي ليس محض دلالة عسكرية وحسب بل انه تلك المنظومة من الافكار والممارسات والاستعدادات التي تجعل المسلمين بعيدين عن المخاطر الداخلية والخارجية سيان أكان في اطار الدولة ومرتكزاتها أم في دائرة الامة ومكوناتها انطلاقا من التجارب السليمة التي مر بها المسلمون منذ نزول الوحي وحتى يومنا هذا وفي مثل هذا المنظومة يكون الهدف هو تحكيم التعاليم الالهية التي نزلت وشرعها الرسول الاكرم محمد (ص) ابتغاء نشر الامن والامان والحياة الكريمة للبشرية جمعاء".

مما مضى نفهم انه بقدر ما تكون الامة الاسلامية متماسكة يكون امنها مصانا انطلاقا من التكامل الوظيفي لشعوبها وحكوماتها. وفي مثل هذه الحالة يبدو الفرق واضحا بين هذه الرؤية العقائدية والقيمية والايمانية وبين الرؤى والنظريات الاخرى التي تركز على عنصر القوة بوصفه الذراع الوحيدة للامن الوطني ( أو القومي)، وبهذا الشان ثمة مقولة للامام الخميني (قدس سره) تبين "ان اي قوة عظمى في العالم هي في مهب السقوط اذا ما حرمت من حماية الشعب وتاييده".

من هنا فان الحديث عن الامن الاسلامي جملة أو تفصيلا بمعزل عن تحقيق تطلعات ابناء امتنا ليس الا ضربا من ضروب الكلام العقيم والمبطن الذي يحاول تزيين اطروحات لا تنسجم بتاتا مع عقيدة امة محمد (ص) فضلا عن انها تشكل كمائن غادرة للانقضاض على بني الاسلام من اجل نهب ثرواتهم والتحكم بمصائرهم وتحويلهم على عبيد ارقاء مهمتهم السهر على خدمة زعماء القوة الغاشمة والمال الحرام ليلا ونهارا وفوق كل ذلك فان عليهم ان يدفعوا "اتاوات" ايضا لئلا يحرمهم السيد الاميركي أو الصهيوني من شم الهواء او الاستمتاع بساعات قليلة من النوم او من القوت الكافي لسد الرمق.

نقول هذا وقد عقد في المنامة منتدى حول الامن في منطقة الخليج الفارسي وقد هالنا ما نشرته صحيفة "اخبار الخليج" البحرينية من تصريحات منسوبة الى وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد ال خليفة القاها في مراسم افتتاح هذا المؤتمر جاء فيها قوله "ان قناعتنا باهمية الحوار وتعزيز التعاون دفعنا الى اقتراح انشاء منظمة اقليمية تضم جميع دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا من دون استثناء".

ان مرد استغرابنا هنا يعود الى تنويه الشيخ خالد بان منظمته المقترحة تشتمل على جميع الموجودين في الشرق الاوسط الامر الذي يعني بالتحديد اسرائيل الغاصبة لفلسطين والقدس الشريف التي لا تفتأ تمعن قتلا وتجويعا وتشريدا وارهابا في ارض الاسراء والمعراج وتمارس ابادة جماعية مروعة في قطاع غزة المحاصر من كل مقومات الحياة.

فالسؤال الذي يطرح نفسه بقوة في هذا السياق هو هل وصل العجز العربي حدا يكافئ فيه الجلادين الصهاينة على جرائمهم المفجعة بحق اهل القبلة في فلسطين السليبة بضمهم الى منظومة اقليمية هويتها هي اسلامية مائة بالمائة ولا دخل للقيطة "اسرائيل" فيها لا من قريب ولا من بعيد.

اننا نتساءل ومن حقنا ان نتساءل باعتبار ان الجمهورية الاسلامية الايرانية هي الطرف الاهم في اي نظام امني يتعلق بهذه المنطقة من العالم مع احترامنا للاطراف العربية الاخرى المطلة على الخليج الفارسي كل حسب حجمه وموقعه : اي شرق اوسط هو المقصود في هذا التصريح؟ أهو الشرق الاوسط الجديد حسب منظور مجرم الحرب الصهيوني شيمون بيريز.! أم هو الشرق الاوسط الكبير وفقا لنظرية مهندسة الحروب والفتن الاميركية في العالم وفي الخليج الفارسي تحديدا ونقصد الدكتورة كوندوليزا رايس؟!