رمز الخبر: ۸۸۹۷
تأريخ النشر: 12:30 - 21 December 2008
ظل موضوع التهدئة في قطاع غزة يتصدر اهتمامات المسؤولين سواء في اسرائيل ام على الصعيد الفلسطيني، وخصوصا قادة حركة حماس هذا فضلا عن الاهتمام البالغ بهذا الموضوع عربيا ودوليا حيث ان مدة التهدئة يفترض انها انتهت امس الاول الجمعة، وفقا لما اعلنته حماس وبحسب توقيت التفاهم بشأنها الذي رعته مصر قبل ستة شهور رغم ان هذا التفاهم لم تنفذ كل بنوده، لاسيما فتح المعابر وصفقة تبادل الاسرى المستندة الى اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط.

ومع ان الاعلام الاسرائيلي ينقل وجهات نظر متناقضة بشأن التهدئة فان العناوين العريضة تتحدث عن رغبة رسمية اسرائيلية في استمرار الهدوء وربما تكون العناوين نفسها ستارا دخانيا يخفي توجها مختلفا هو ابعد ما يكون عن التهدئة ووقف العنف المتبادل.

اذ ان التهديدات والتصريحات الصادرة عن الجانب الاسرائيلي لا تسقط خيار العمليات العسكرية، بدءا من الاقتحامات المحدودة وصولا الى اعادة احتلال القطاع حسب ما اوضحه كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين الاسرائيليين ومنهم وزير الدفاع ايهود باراك.

ومع ان كل الحسابات والتقديرات تشير الى ان اي عملية عسكرية واسعة النطاق ستكون باهظة الكلفة لا سيما من حيث الخسائر في الأرواح والبنى التحتية الفلسطينية لان قطاع غزة منطقة مكتظة بالسكان بشكل استثنائي فان التجارب السابقة وآخرها حرب لبنان الثانية دلت على ان عامل الاستعراض والميل لاستخدام ما يوصف بقوة الردع العسكرية الاسرائيلية والرغبة في التملق العاطفي للجماهير كل ذلك كان العامل الاساسي الذي يدفع بقادة اسرائيل الى شن الحروب والدخول في المواجهات دون ان يحسبوا حسابا للعواقب التي ثبت انها لم تكن في صالح اي من شعوب المنطقة بمن فيهم الاسرائيليون بطبيعة الحال.

ومن الثابت ان وجود حماس في قطاع غزة وعدم استجابتها لدعوات الحوار لانهاء الانقسام الفلسطيني امر مقلق، ومن جهة اخرى فان توجهاتها السياسية والاستراتيجية ترفض الاعتراف باسرائيل او الاتفاقيات الفلسطينية الموقعة معها او التخلي عن نهج استخدام السلاح وهذا هو الحافز الحقيقي وراء حصار اسرائيل غزة واغلاق معابرها وربما يكون السبب في اي عملية عسكرية قد تجازف اسرائيل بها في القطاع، مع تجاهل ما قد تجره هذه العملية من كوارث ومآس انسانية على مواطني القطاع.

والمدخل الصحيح لانهاء ازمة القطاع وفقا للمحللين السياسيين الاسرائيليين انفسهم هو تفعيل عملية السلام والتفكير الجاد في انهاء الاحتلال والاستيطان وحل كافة القضايا المطروحة للتفاوض مع السلطة الفلسطينية فهذا التوجه وحده هو الذي سيعطي الامل والثقة بجدوى المسيرة السلمية، ويحشد ابناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع معا حول عملية سلام حقيقية يلمسون آثارها ويتأكدون من جدية اسرائيل ومصداقيتها وتوجهاتها الفعلية نحو الهدوء والتعايش والاستقرار.