رمز الخبر: ۹۱۶۵
تأريخ النشر: 13:44 - 02 January 2009
حوار مع رحمان قهرمان بور الخبير في الشؤون المصرية وعضو مرکز الدراسات فی مجمع تشخيص مصلحة النظام فی ایران

خسرو علي اكبر - يرى المحللون للعلاقات الايرانية المصرية ان السبب الأساس في عدم تحسن العلاقات بين طهران والقاهرة يعود الى العلاقة التي تربط مصر باسرائيل على الصعد السياسية والاقتصادية والتجارية وهو الأمر الذي ترفضه طهران، ولاشك في أن التظاهرات التي نظمتها جماعة "حركة العدالة الطلابية" امام مكتب رعاية المصالح المصرية بطهران وهو تنظيم تابع للحكومة الايرانية يعتبر مخالفا لسياسة الرئيس الايراني أحمدي نجاد التي تؤكد على تحسين العلا قات مع الدول العربية ، ومما له اهمية في هذا الموضوع هو موقف الناطق باسم الخارجية الايرانية حسن قشقاوي الذي طالب الشرطة الايرانية باتخاذ خطوات جادة في مواجهة  جميع اتظاهرات التي لم تحصل على ترخيص رسمي" في اشارة الى التظاهرات التي استهدفت مكتب رعاية المصالح المصرية والسفارة السعودية بطهران، فهل تدل الأحداث الأخيرة على انشطار في داخل صفوف المحافظين وأن المظاهرات الأخيرة امام مكتب رعاية المصالح المصرية وسفارات عربية أخرى هي من تنظيم الشق المخالف لحكومة أحمدي نجاد ومن داخل التيار المحافظ نفسه ؟


نظرا لأهمية موضوع  العلاقات بين البلدين ، هنا ترجمة لحوار الذی نشره موقع "الديبلوماسية الايرانية" مع السياسي الايراني رحمان قهرمان بور الخبير في الشؤون المصرية وعضو بمرکز الدراسات بمجمع تشخيص مصلحة النظام فی ایران. 

 ماهو السبب في صدور تصريحات عنيفة من قبل مسؤولين مصريين تجاه ايران والتهديد باغلاق مكتب رعاية المصالح المصرية؟

أعتقد أن العلاقات بين البلدين لم تستقر حتى في الوقت الذي شهدنا فيه افتتاح هذا المكتب بسبب الأحداث الأقليمية ، مع ذلك فرغبة المسؤولين المصريين باعادة وتحسين العلاقات مع طهران هي أقل عشرات المرات بالمقارنة مع نظرائهم الايرانيين والسبب يعود الى العلاقات القوية التي تربط مصر باميركا والمساعدات التي تحصل عليها القاهرة من واشنطن منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد ، ونظرا لضعف الاقتصاد المصري فان هذا البلد بحاجة ماسة للدعم الأميركي ، لذا فان الضغط الأميركي على مصر لقطع علاقتها مع ايران او ابقائها على مستوى منخفض كان مؤثرا على الدوام ، ومع ذلك فان المسؤولين المصريين حاولوا ان يحافظوا على علاقتهم بايران في الفترات التي تعرضت  بلادهم لضغوط خارجية.

وفي الفترة الأخيرة تسببت احداث غزة وانتاج فيلم اعدام فرعون ببروز ردود فعل سلبية واجواء متوترة في البلدين ، مصر تخشى على الدوام من نفوذ ايراني في بلادها ، كما أن تصاعد نفوذ وقدرة الاخوان المسلمين هو أكثر العوامل اثارة لقلق الحكومة المصرية  واعتقد ان التحدي الاول الذي تواجهه الحكومة المصرية هو التصدي لحركة الاخوان المسلمين.

يوجه المسؤولون المصريون لايران  تهمة  دعم الحركات الاسلامية في مصر ليدعوا انهم الاكثر حرصا على تحسين العلاقات وان السبب الأول الذي يعرقل تطور العلاقات هو التدخل الايراني في الشؤون المصرية ، وفي حقيقة الأمر فان السبب في هذه السياسة يعود الى أرتفاع اهمية الدور في المعادلة الفلسطينية واضمحلال الدور التاريخي لمصر في القضية ذاتها بشكل عام أعتقد أن اوضاع الفلسطينيين في غزة ، وفقدان مصر لدورها في القضية الفلسطينية ، واتساع نفوذ الاخوان المسلمين في المجتمع المصري وانتاج فيلم اعدام فرعون في ايران واحتجاج بعض التشكيلات السياسية في ايران على دور مصر بخصوص فلسطين هي الأسباب التي تقف وراء الموقف المصري العنيف تجاه ايران.

في اي مستوى من الجدية  يمكن اعتبار تهديد مصر في اغلاق مكتب رعاية مصالحها؟

شخصيا أعتقد ان مصر وفي الظروف الراهنة  سوف تستمر في حفظ علاقتها بايران على مستوى هذا المكتب رغم التهديد باغلاقه، لامصر تشعر بحاجة الى اقامة علاقات وطيدة مع ايران ولا ايران تعتقد بحاجتها الى رفع مستوى العلاقات ، البلدان يران ان وجود قنوات تضمن استمرار العلاقات افضل من عدمها  

 قبل فترة شهدنا  استئناف مرحلة  جديدة لتحسين ورفع مستوى العلاقات بين البلدين ،كم كانت هذه المساعي مؤثرة وكم تأثرت بالمستجدات الأخيرة؟
 
- علينا أن نلاحظ مستوى ارادة قادة هذين البلدين في تحسين العلاقات . العامل المؤثر في تغيير مستوى العلاقة هو نوع ومستوى العلاقة اللذين يربطان  القاهرة باميركا واسرائيل ، فهذا العامل هو الذي يحدد مدى رغبة المصريين في الانفتاح على طهران ، قلق المصريين  من اضمحلال دورهم الأقليمي في المنطقة وفي العالم العربي هو عامل هام فيما يخص العلاقة بين القاهرة وطهران .

مصر تنظر الى ايران باعتبارها منافسا اقليميا لها ، وكلما حققت ايران نجاحا على الصعيد الاقليمي ،مثلما نلحظه حاليا، فان من البديهي ان نشهد فتورا في رغبة القاهرة بالانفتاح على طهران ومع ذلك فان العلاقات  التي تربط النخبة المصرية الحاكمة والمؤسسة العسكرية المصرية بالولايات المتحدة واسرائيل اضافة الى العلاقات السياسية والتجارية  هي اهم عامل يحول دون  تطبيع  العلاقات الثنائية بشكل تام 

لو نظرنا الى الدور الايراني المتنامي ، اليس من مصلحة ايران اقامة علاقات متينة مع دول المنطقة ومن ضمنها مصر ؟

هذه المسألة تعود الى رؤية المصريين وطريقة فهمهم  لاسباب تنامي الدور الايراني في المنطقة ، المسؤولون المصريون يرون السبب في السياسة الأميركية الخاطئة وضعف الدور العربي ، ولايعتقدون بذكاء السياسة الايرانية ، وهم يرون ان الظرف الراهن ليس مناسبا لتطوير العلاقات ، فهم يفضلون ايرانا ضعيفة على ايران قوية تؤثر على علاقات مصر بالدول العربية وعلى علاقتها باميركا واسرائيل.

خسرو علي اكبر : خبير في الشؤون الايرانية مقيم بباريس 
khesroaliakber@yahoo.com