رمز الخبر: ۹۱۸۱
تأريخ النشر: 10:59 - 03 January 2009
عصر ایران - أكد آية الله العلامة السيد محمد حسين فضل الله أن العدوان الهمجي الذي يمارسه الكيان الصهيوني في غزة ليست حربا ضد حماس ، بل هي حرب ضد الإصرار على الثوابت الوطنية الفلسطينية في قضية التحرير .
 
و افادت وكالة انباء فارس بأن العلامة فضل الله أوضح امس في خطبتي صلاة الجمعة في مسجد الامامين الحسنين في حارة حريك "أن أمريكا ، فإنها تعمد من خلال مسؤولي البيت الأبيض إلى تحميل حركة حماس المسؤولية ، كما أن مستشارة ألمانيا تردد الكلام نفسه ، و كأنها تستعيد طريقة النازي الألماني في تجديد المحرقة للفلسطينيين" .

و أشار سماحته الى ان التصريحات المتكررة بأن الهدف من هذا العدوان هو تغيير الواقع السياسي و إنهاء حركة حماس ، تدل على أن ما يجري هو جزء من الحملة الدولية العربية ضد هذه الحركة المجاهدة ، بحيث يستخدم الحصار و القصف الوحشي المجنون للشعب كله من أجل أن يقف الشعب الفلسطيني ضد حماس ، بدعوى أنها تورطهم في هذا الوضع المأسوي .

و لفت هذا المرجع الديني الى ان قرار بعض المسؤولين العرب تأجيل مؤتمر وزراء الخارجية إلى وقت متأخر جاء ريثما تستكمل «إسرائيل» عدوانها بما يتيح تحقيق رغبة بعضهم في إسقاط حماس ، لتتم عملية ما يسمى السلام العربي -«الإسرائيلي» الذي ينطلق من قاعدة تقديم التنازلات للعدو ، الذي لم يوافق على المبادرة العربية ، بل يعتبرها قابلة للتفاوض الذي تشرف عليه أمريكا و الدول الأوروبية ، في خطة اللجنة الرباعية الدولية التي أثبتت أنها الفريق الصهيوني لا الفريق المحايد الذي يدرس المسألة بطريقة موضوعية سياسية .

و رأى العلامة فضل الله أن الحديث عن المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية يستهدف إخضاع حماس لتنازلات السلطة الفلسطينية التي اعترفت بالكيان الصهيوني التي لم تحدد حدودها حتى الآن .

و رأى سماحته أن هذه الحرب ليست حربا ضد حماس ، بل هي حرب ضد الإصرار على الثوابت الوطنية الفلسطينية في قضية التحرير .

و أوضح السيد فضل الله أننا نجد في المواقف الغربية ، و بعض الدول العربية ، ما يشير إلى المشاركة في التآمر ، و لو بشكل سلبي ، بما يتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان ، لأنه لا حقوق للشعب الفلسطيني لدى كل هؤلاء أمام احترام الشعب اليهودي ، و لذلك فإن الاحتلال الصهيوني لا يحترم الإنسان الفلسطيني ، و الذي عبر عنه بعض الحاخامات اليهود بأنه يشبه الحشرات و الأفاعي التي لا بد من القضاء عليها .

ورحب سماحته بالمساعدات الطبية و الغذائية من أكثر من دولة التي وصلت من خلال معبر رفح للتخفيف من حال الحرمان الشعبي ، و تساءل "لِمَ لم ترسل هذه المساعدات قبل الحرب لا سيما من الدول العربية ؟ و لماذا لم يفتح هذا المعبر قبل ذلك لفك الحصار أو تخفيفه أو تقديم المساعدات الطبية ؟" .

و حذر آية الله فضل الله العالم العربي و الإسلامي من أن الغرب قد وضع الكيان الصهيوني في قلب المنطقة من أجل الفصل بين البلدان التي كانت على اتصال ببعضها البعض ، و للسيطرة على الواقع العربي و إخضاعه للسياسة الغربية ، و لا سيما من خلال تزويدها بكل الأسلحة المتطورة ، بما فيها السلاح النووي ، ليكون لها التفوق النوعي على المنطقة ، و لتمارس عمليات إبادة متواصلة ضد شعوبنا من دون أن يحرك العالم ساكنا .
 
و تحدث العلامة فضل الله عن لبنان فأشار الى ان الموقف الشعبي كان موقفا مميزا في لقاء المواقف الممانعة بين مقاومة فلسطين و موقف لبنان ، لتكون التجربة المتبادلة هي الخط الذي يصل بين المقاومتين ، و يؤكد النظرة السياسية المشتركة في مواجهة الحكومة الصهيونية و ضرورة إزالة الاحتلال في كل مواقعه .

و أعتبر سماحته أن المرحلة تمر باهتزازات سياسية و أمنية ، و خصوصا أن أمريكا - و معها الكيان الصهيوني - ما زالت تتابع حربها على المستضعفين ، و مصادرة ثرواتهم ، و إثارة الفتن ، و اغتيال المجاهدين ، و لن يكون لبنان في منأى عن هذه الأخطار ، بالرغم من حديث المسؤولين الأمريكيين ، في بعض الجلسات ، بأن لبنان لم يعد في موقع الاهتمام السياسي و الأمني .

و لفت العلامة فضل الله في ختام خطبته ان المرحلة تفرض الوعي و الحذر ، و الوحدة الوطنية ، و التلاقي على قاعدة المواطنة الإنسانية التي تجعل الإنسان اللبناني يعيش إنسانيته في انفتاحه على الآخر .