رمز الخبر: ۹۴۱۶
تأريخ النشر: 14:55 - 12 January 2009

ايلاف ديجيتال : تشارك ايطاليا في مهمة ايساف بنحو 2600 جندي موزعة بين الأقاليم الأفغانية الغربية في إطار المساهمة من أجل إعادة البناء المدني والسياسي الذي يتركز الجانب الأعظم منه في إقليم هيرات الغربي. إلا أن مؤخرًا، بدأت وزارة الدفاع بالتنسيق مع القيادة العليا في الجيش الإيطالي تجهيز مهمة نوعية هي الأولى في تاريخ إيطاليا المعاصر. فهناك ست قاذفات مقاتلة من طراز "تورنادو" الأوروبية (سرعتها 2750 كيلومترًا في الساعة) ستتوجه هذا الشهر من إيطاليا إلى أفغانستان (تُضاف إلى أربع طائرات تورنادو أرسلت إلى أفغانستان في شهر نوفمبر الماضي) بقيادة الكولونيل "أوريليو كولاغراندي" وقد تكون هذه المهمة رأس الحربة التي ستقلب معايير التواجد الإيطالي بأفغانستان من سلمي إلى حربي.

كما أنها المرة الأولى منذ عشر سنوات، أي منذ انتهاء حرب كوسوفو، التي تتحرك فيها طائرات إيطالية مقاتلة نحو مسافات بعيدة. يذكر أن القوات الجوية الإيطالية شاركت في حرب البوسنة (عام 1995) وكوسوفو. فطائراتها المقاتلة حلقت مئات الساعات في السماء لتقصف القواعد الصربية في ساراييفو وتلك المنتشرة في الإقليم الألباني. في هذا السياق، يعرب "اينياتسيو لا روسا"، وزير الدفاع الحالي، عن أمله في أن يكون أداء بلاده بأفغانستان على مستوى التوقعات الدولية التي بدأت تلقي ثقلاً على القوات الإيطالية المنتشرة هناك. ايلاف اتصلت بوزير الدفاع للوقوف على تطور الموقف الايطالي حيال افغانستان وفي ما يلي نص الحوار. واليكم نص الحوار الهاتفي الذي أجراه طلال سلامة، مراسل مكتب ايلاف بروما، مع وزير الدفاع:

سؤال: يبدو أن تغييرًا ما طرأ في واجهة التواجد الإيطالي بأفغانستان؟

جواب: ان المهمة الجديدة التي وافقنا على تنفيذها لا تزال سلمية ومحايدة. فطائرات تورنادو، وعددها الكلي عشرة الآن، ستقوم بمهمات استطلاعية من دون مهاجمة أي قاعدة من قواعد منظمة "طالبان".

سؤال: ماذا لو هددت هذه المهمة أرواح العسكريين الإيطاليين؟

جواب: نحن نستبعد أي خطر على أرواحهم للآن. فقواعد الاشتباك واضحة. نحن سنقود بأفغانستان مهمات الاستطلاع والدفاع عن النفس. بمعنى آخر، ستكون قاذفات تورنادو مجهزة بـ 50 في المئة فقط من ترسانتها العسكرية كوننا لا نتوقع أن نواجه طائرات عدوة بالجو. نظرًا لجدية الموقف، سنستخدم أفضل طائراتنا التي خضعت للتو لعملية تحديث في أجهزتها الإلكترونية مما يجعلها تفلت من خطر صواريخ أرض-جو التي تمتلكها حركة طالبان. عادة، تكون مهمات الاستطلاع بعيدة عن مرمى هذه الصواريخ لكن ما وافقنا على تنفيذه "مهمة استثنائية". هذا وتم تجهيز هذه الطائرات بنظام مراقبة هو الأحدث في العالم. إذ جرى رقمنة هذا النظام بالكامل وتبنته ايطاليا منذ بضعة شهور فقط. فالمعطيات الملتقطة(كما الصور) يجري تخزينها على قرص صلب يمكن تفريغه فور هبوط الطائرة في القاعة الجوية وذلك لمسح المعطيات آنياً. ويعتمد هذا النظام على المسح الدقيق، من ارتفاعات عالية ومتوسطة، عبر استخدام نوعين من أجهزة الاستشعار الكهروضوئية والعاملة بالأشعة الحمراء.

سؤال: ما هو هذا النظام الثوري؟

جواب: يدعى (RecceLite) وتم ابتكاره في إسرائيل ويعتمد كذلك على الأشعة تحت الحمراء. هكذا، يضمن لنا النظام آلية مراقبة تعمل نهارًا وليلاً بغض النظر عن أحوال الطقس.

سؤال: في عصر الأقمار الصناعية هل ما زالت طائرات التجسس تؤدي دورًا حاسمًا؟

جواب: بالطبع. فعمل الأقمار الصناعية "غير طري" أي أنها تتمتع بمسارات ومواعيد عمل مبرمجة مسبقاً. نظرياً، يخولنا أي اتصال هاتفي في أي لحظة إعطاء الأمر لهذه الطائرات الإقلاع والتحليق فوق المنطقة التي ينبغي مراقبتها. لا بل يمكننا تغذية الكمبيوتر بمعلومات (الصور أم الخرائط الملتقطة عبر الأشعة تحت الحمراء) حول نوع الأهداف التي نبحث عنها. هكذا، تتركز أجهزة الاستشعار(الأعين الإلكترونية) المركبة في طائرات تورنادو عليها لرصد أي حركة غير طبيعية كما تحركات عربات منظمات الجهاد الإسلامية، والأماكن التي تنطلق منها صواريخهم باتجاه معسكرات قوات الناتو وحتى طوابير عساكر طالبان الذي يسيرون على أقدامهم نحو الجبال. علاوة على ذلك، فان المعطيات المخزنة لا يتم إرسالها على الأثر الى القاذفات بالجو، للوصول الى الأهداف وتدميرها، كما يحصل مع القوات الأميركية أو الهولندية. فطائراتنا العسكرية ستعود الى قاعدة مزار شريف على بعد نحو 500 كيلومتر شمالي شرق هيرات في أفغانستان وهي قاعدة طائرات تورنادو الألمانية، سوية مع المعطيات لتحليلها بهدوء. فقواعدنا الإيطالية بإقليم "هيرات" ليست جاهزة بعد.

سؤال: إذا أنتم تريدون الحل محل سلاح الجو الحربي الألماني؟

جواب: ان القوات الألمانية تريد البقاء ومواصلة مهامها. كلا. نحن لن نحل محلهم. لقد استلمنا طلبًا من الناتو للتواجد هناك بهدف تعزيز إمكانات المراقبة الجوية. قريبًا، سننقل هذه الطائرات الى "هيرات" جنوبي غرب أفغانستان.

سؤال: هكذا، ستصبحون قاعدة الناتو الجوية الأقرب من الحدود مع إيران. هل يقلقكم هذا الأمر؟


جواب: كلا. لقد اتخذنا جميع الاحتياطات لتفادي أي خرق للمجال الجوي الإيراني. وستتمكن طائراتنا من مسح جنوبي أفغانستان زاوية زاوية،حيث تنتزع حركة طالبان مساحات جديدة يوماً تلو الآخر.