رمز الخبر: ۱۲۰۶۴
تأريخ النشر: 09:05 - 15 April 2009

عصرایران - قال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص الثلاثاء إن هناك فريقاً من اللبنانيين ينظر الى سوريا بعين الريبة وأحياناً العداء، منتقداً أداء جهاز الاستخبارات السوري الذي عُهد إليه في السابق إدارة العلاقات بين البلدين.

وأكد الحص خلال كلمة في مؤتمر العلاقات السورية اللبنانية الأول في دمشق، إن هناك فريقاً من الشعب اللبناني ينظر إلى سوريا الدولة بعين الريبة وأحياناً العداء، لافتاً إلى أن هذه النظرة السلبية من رواسب حقبة من الزمن كان الجيش السوري فيها منتشراً في كل الأرجاء اللبنانية.

وانتقد أداء جهاز الاستخبارات السوري، الذي عهد إليه بإدارة العلاقات بين البلدين من الجانب السوري، مبينا إنه تمادى في تدخلاته حتى في شؤون لا تعنيه وارتكب كثيراً من التجاوزات- على كل صعيد- أضحت تلهج بها ألسنة الناس خفية وعلانية وهذا كان من شأنه إثارة حفائظ الكثير من المواطنين اللبنانيين.

وأشار الى حوار أجراه الرئيس السوري بشار الأسد مع صحيفة لبنانية محلية (السفير) في أواخر مارس/آذار الماضي، قال فيه إن سوريا خسرت لبنان بسبب الأخطاء المرتكبة في صياغة العلاقة بعد عام 1990 إثر تطبيق اتفاق الطائف.

وأوضح الحص إن وصف الوجود السوري في لبنان خلال تلك الحقبة بالاحتلال هو خطأ شائع غير مبرر، مشيرا إلى أن الجيش السوري لم يدخل لبنان محتلاً بل دخل تلبية لنداء من جانب جبهة ضمت سليمان فرنجية وكميل شمعون وبيار الجميل (زعماء الجبهة اللبنانية المسيحية في حينها).

وأشار الحص إلى أن تصفية حكومة قائد الجيش السابق العماد ميشال عون الانتقالية من قبل سوريا جاء بناء على طلب لبناني، مضيفاً قرر مجلس الوزراء في عام 1990 الطلب من الجيش السوري مساندة الجيش اللبناني في تصفية حالة التمرد المتمادي على الشرعية وإعادة توحيد العاصمة بيروت.

وتابع أن قرار مجلس الوزراء آنذاك جدد ضمناً الاعتراف بشرعية الوجود السوري في لبنان وبالتالي نفي صفة الاحتلال عنه.

وأوضح الحص ان اتفاق الطائف جاء عام 1989 لا ليلغي شرعية وجود القوات السورية في لبنان بل لينظمه، إذ نص على إعادة انتشارها في منطقة البقاع ومناطق أخرى في لبنان قد يتفق عليها خلال سنتين على أن تحدد السلطة اللبنانية بالاتفاق مع السلطة السورية بعد ذلك موعداً لانسحابها نهائياً.

وقال بقيت القوات العربية السورية محافظة على شرعية وجودها فعلياً ما دامت السلطة الشرعية اللبنانية لم تطالب بانسحابها، ولم يعد للسلطة اللبنانية عذر بعدم المطالبة بانسحاب الجيش السوري من لبنان بعد الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأرض اللبنانية في 25 مايو/أيار2000.

ورأى الحص أن سوريا شريك في هذه المسؤولية بطبيعة الحال إذ لم تبادر إلى الانسحاب تلقائياً.

وشدد رئيس الحكومة الأسبق على أن عروبة لبنان أمر محسوم وطنياً والقطاع العروبي الغالب في لبنان يدرك أن عروبة لبنان إنما تمر عملياً بدمشق، مذكرا بما نص عليه اتفاق الطائف الذي قضى بأن لبنان عربي الانتماء والهوية.

وكانت نائب الرئيس السوري للشؤون الثقافية نجاح العطار قالت في افتتاح مؤتمر العلاقات السورية – اللبنانية في دمشق في وقت سابق الثلاثاء، إن العلاقات الطبيعية ينبغي أن تعود بين البلدين وليس التطبيع في العلاقات بينهما.

وقالت العطار: لا ينبغي الحديث عن تطبيع العلاقات بين سوريا ولبنان مهما كانت الظروف والمؤامرات والتطبيع لا يكون بين الأخوة فالعلاقة الطبيعية التي كانت هي التي ينبغي أن تعود وأن تسود.

وبينت ان التطبيع الآخر هو الذي يسعى إليه العدو على سبيل المثال، وهو الأمر الذي نرفضه والذي سمح لبعض الأشقاء أن يسددوا الرصاص لصدور أبنائهم ويتقدموا بالعناق والمصافحة لأعداء أمتهم.

واستغربت العطار أن يتحدث بعض الأشقاء في لبنان وممن نحترمهم عن علاقات متميزة مع أمريكا مثلاً وعن تطبيع مستحدث مع سوريا، وعن قبول بمن يطرح نفسه رقيباً على نزاهتنا ويودّ أن يترسم خطانا في الانتخابات وسواها ويملي علينا مواقفنا ويحاصرنا بشروطه ووعيده ويحيط بنا ويلاً من كل جانب.

وأكدت أن كل ما يجري في لبنان يهم سوريا وكل ما يجري في سوريا يهم لبنان، ولا سبيل إلى إنكار المحن السوداء التي ألمت بنا وإلى حجم التداعي الحزين الذي أصاب مشتركاتنا.

وأشارت إلى المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة وموقف القوى الدولية منه، وقالت إن قوى الهيمنة في العالم تتهم بالإرهاب كل حركة وطنية وكل نضال مشروع من أجل التحرر الوطني وتصنف هذه الدول في خانة إرهابها الشهير تبعاً لموقف كل منها من سياساتها الإمبريالية الجائرة.

ويشارك في المؤتمر أكثر من 150 مفكراً وباحثاً بارزاً من سوريا ولبنان، بهدف إطلاق حوار جاد لتسليط الضوء على المحطات التاريخية التي مرت بها العلاقات بين البلدين والتعرف على مكامن القوة والضعف فيها تمهيداً لإحياء العلاقة وفق رؤية الانفتاح والتكامل.

ويناقش المؤتمر الذي يستمر خمسة أيام ستة محاور رئيسية، بشأن تاريخ العلاقات السورية اللبنانية ومراحلها عبر العقود الماضية على المستويات الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والشعبية.