رمز الخبر: ۱۳۰۷۶
تأريخ النشر: 10:19 - 19 May 2009

عصرایران - الجزیره - دعت الحكومة الباكستانية القوى السياسية لمساندة الجيش في عملياته ضد مقاتلي حركة طالبان بوادي سوات شمال غرب البلاد, بينما قتل نحو ثلاثين في مواجهات بين الطرفين وسط تحرك القوات لاستعادة السيطرة, على ذلك الوادي.
 
وقال رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني مخاطبا مؤتمرا للقادة السياسيين البارزين في إسلام آباد "إذا لم يلعب الشعب والأحزاب السياسية دورهم الحقيقي لحل القضية فلن يتسنى التوصل إلى حل دائم".

وتوعد جيلاني بمواصلة الهجوم على مقاتلي طالبان حتى يتم القضاء عليهم وتحقيق السلام، مؤكدا أن الهجوم الذي يشنه الجيش الباكستاني يحقق تقدما وأنه سيبذل كل جهد ممكن لمساعدة أكثر من مليون شخص شردتهم المعارك.

وأضاف رئيس الحكومة أن القوات الباكستانية ستبقى في المنطقة لحين إرساء السلام وعودة كل النازحين إلى ديارهم.

وحاول جيلاني طمأنة النازحين، وقال إن الحكومة "لن تدخر جهدا لتوفير المساعدة والحماية لهم ويتعين عليهم ألا يشعروا بأنهم وحدهم" مؤكدا أن النصر في المعركة ضد "الإرهاب" هو في الحقيقة ضمان لاستقرار وحماية الأجيال القادمة.

وكان جيلاني قد أمر القوات الأمنية "بالتخلص" من مسلحي طالبان في الوادي في السابع من مايو/أيار الجاري بعد أيام من انهيار اتفاق سلام هش بعدما وسع المسلحون من نفوذهم ليشمل منطقة بونير الواقعة في شمال غرب باكستان على بعد مائة كلم من إسلام آباد.

تصعيد عسكري
على الصعيد الميداني, ذكرت تقارير أن 27 من مسلحي طالبان بينهم ثلاثة من القادة وثلاثة جنود قتلوا الاثنين في مواجهات بوادي سوات.
 
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني أطهر عباس إن قواته هاجمت معسكرا للتدريب تابعا للمسلحين يطلق عليه اسم دامبار في بوشار.
 
كما استهل الجيش الأسبوع الرابع من عمليته العسكرية بغارات عنيفة شنتها مقاتلاته الحربية على مخابئ المسلحين وخطوط إمداداتهم في وادي سوات، مشيرا إلى أن قواته تضيق الخناق على مينغورا عاصمة سوات بعد يوم من سيطرتها على مدينتي كانغو وماتا.

وقال مسؤول عسكري باكستاني إن المروحيات قصفت مخابئ طالبان في منطقة فيزاغات الواقعة على بعد أربعة كيلومترات شمال شرق مينغورا، بينما أكد مسؤول آخر أن القصف استهدف خطوط إمداد مقاتلي طالبان في منطقتي بوشار وتختا باند التي وصفها بأنها خط الإمداد الرئيس الذي ما زال تحت سيطرة طالبان في مينغورا.
 
طالبان تتوعد
في المقابل توعدت طالبان بمقاومة الهجوم العسكري. وقال المتحدث باسم طالبان في سوات مسلم خان لأسوشيتد برس إن مقاتلي الحركة سيواصلون القتال حتى النهاية وحتى تحقيق هدفهم بتطبيق الشريعة الإسلامية، مشددا على أن الحركة تسير في الطريق الصحيح.

وتقول السلطات الباكستانية إن أكثر من ألف مسلح و46 جنديا قتلوا منذ بدء الهجوم على مناطق دير السفلى وبونير ووادي سوات شمال غرب البلاد في السادس والعشرين من الشهر الماضي. ولم يتسن الحصول على تأكيد مستقل للتقديرات الحكومية بشأن خسائر طالبان.

وحسب جيش باكستان يخوض نحو 15 ألف جندي معارك ضارية مع ما بين أربعة آلاف وخمسة آلاف مقاتل من طالبان مزودين بمختلف أنواع الأسلحة.

وأجبر الهجوم على وادي سوات ما لا يقل عن 1.7 مليون شخص على الفرار من منازلهم، ما دفع الأمم المتحدة إلى دعوة المجتمع الدولي لمساعدة باكستان على مواجهة هذه الأزمة الإنسانية.