رمز الخبر: ۱۵۵۰۴
تأريخ النشر: 13:27 - 13 September 2009
عصرایران - أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن جولة المفاوضات المقبلة في الدوحة ستكون المفاوضات النهائية لطي صفحات الحرب في السودان.
 
وجدد البشير في كلمة له في ختام مؤتمر القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، التزام حكومته بالتوصل إلى اتفاق سلام مع الحركات المسلحة في دارفور خلال جولة التفاوض المقبلة.
 
وأضاف البشير أنه بعد التوصل لاتفاق يبقى بعد ذلك ضرورة الالتزام به من جميع الأطراف والانخراط في العملية السلمية وسيلة وحيدة لحل المشاكل وليس عن طريق السلاح.
 
وتعليقا على ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي محمد محجوب هارون للجزيرة إن حديث البشير ينطلق من اعتبارات موضوعية من بينها الجهود الحثيثة التي تبذلها قطر بالتعاون مع الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي جبريل باسولي إضافة إلى أن الوضع على الأرض في دارفور يتجه نحو الهدوء.
 
وأشار هارون كذلك إلى استقرار الأوضاع بين تشاد والسودان والتي كانت عاملا في تصعيد النزاع إضافة للجهود التي بذلت خلال الفترة الماضية لتوحيد حملة السلاح في دارفور.
 

وكانت قطر قد استضافت في الشهور الماضية عدة اجتماعات ولقاءات بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة، وهي إحدى فصائل المعارضة المسلحة الرئيسية في دارفور.

ونجحت جهود الوساطة القطرية في إقرار الطرفين اتفاق بناء الثقة وحسن النوايا, كما قامت الدوحة برعاية اجتماع مصالحة بين الحكومة السودانية والحكومة التشادية في مسعى لتخفيف التوتر بين البلدين.

الترابي وسلفاكير

وفي شأن سوداني آخر التقى زعيم حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض حسن الترابي مع زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان سلفاكير ميارديت في مدينة جوبا عاصمة إقليم جنوب السودان. وجاء ذلك اللقاء بعد أيام من فشل آخر جولة من المفاوضات بين شريكي الحكم حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بوساطة أميركية.

وقال عبد الله دينغ نيال نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض في اتصال مع الجزيرة إن الزيارة تمت بناء على دعوة من الحركة الشعبية وإن الهدف منها مناقشة القضايا الوطنية المختلفة مثل أزمة إقليم دارفور والتحول الديمقراطي والانتخابات الحرة والاستفتاء في جنوب السودان وما قد يسفر عنه سواء من اختيار البقاء ضمن حدود البلاد أو انفصال الجنوب عن الشمال.
 
وأوضح نيال أن الترابي وسلفاكير ناقشا هذه القضايا "عميقا" وأن وجهات النظر كانت متقاربة جدا "إن لم نقل متطابقة"، وأشار إلى أنه جرى الاتفاق على انتظار مؤتمر الأحزاب المتوقع إجراؤه في الـ16 من الشهر الجاري أملا في الوصول إلى إجماع وطني أو ما يشبه الإجماع حول تلك القضايا، حسب قوله.
 
وردا على سؤال حول قيام الترابي وحزبه المعارض بالاصطياد في الماء العكر بعد فشل الوساطة الأميركية لرعاية حوار الحزب الحاكم والحركة الشعبية، قال نيال إن حزبه لا يفعل ذلك، مؤكدا أن هذا التحرك جاء انطلاقا من المواطنة والالتزام بقضايا البلاد لأن السودان "ليس ملكا لشريكي الحكم فقط". وأضاف "القول بأننا نصطاد في الماء العكر يفتقر للدقة والمصداقية".
 

وفي سؤال عن دعم الترابي وحزبه المعارض لترشيح سلفاكير لمنصب الرئاسة السودانية في الانتخابات المقبلة، نفى نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض أن يكون لقاء جوبا قد بحث تلك المسألة.
 
وقال نيال إن ذلك الأمر سابق لأوانه، مشيرا إلى وجود أمور ينبغي تجهيزها أولا قبل ذلك مثل ضمان حرية العمل السياسي والوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة، وأوضح أنه بعد التأكد من كل تلك القضايا فسوف يأتي وقت الحديث عن الترشيحات والتحالفات.
 
يذكر أن الترابي يتحرك سياسيا في السودان دون أن يخفي خصومته مع زملائه القدامى في الحزب الحاكم. وأعلن مؤخرا أنه قد يدعم ترشيح سلفاكير لمنصب الرئاسة السودانية. ويرى مراقبون أن لقاء الترابي وزعيم الحركة الشعبية يعتبر تحالفا بين معارضة الشمال وشريك الحكم الجنوبي لمحاصرة الحزب الحاكم في الخرطوم.
 
لكن مراقبين آخرين يقرؤون في تحرك الترابي بعدا آخر، ويرون أن الزعيم المعارض قد طرأ عنده تحول في مسألة عدم انفصال الجنوب وأنه أبدى تفهما لمبدأ تقرير المصير كما أنه يسعى إلى أدوار مهمة في مستقبل السودان وخصوصا ما يتعلق بمسألة الوحدة والانفصال وقضية أبيي، حسب مراسل الجزيرة في الخرطوم.