رمز الخبر: ۲۰۶۹۰
تأريخ النشر: 08:39 - 18 February 2010
عصرایران - وکالات - توعد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بعمليات "كبرى قادمة في الطريق باتجاه الغرب وأميركا تحديدا"، وكشف عن سر العبوة الناسفة التي استخدمها الشاب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب في محاولته لنسف طائرة ركاب أميركية عشية أعياد الميلاد أواخر العام الماضي.

وقال التنظيم في مقال في العدد الثاني عشر من مجلته الدورية "صدى الملاحم" إن هذه العبوة ليست إلا واحدة من عشرات العبوات المختلفة غير المتشابهة تمكن من ابتكارها في السنوات الأربع التي تلت تأسيس التنظيم بعد نجاح قيادته في الهروب من السجن فبراير/شباط 2006.

وأضاف المقال "أن عمر فاروق كان دائما يسأل: متى ستكون عمليتي فإني أتطلع إليها"، ووصفه بأنه "دائم الصمت وطويل البال، ذو أناة وكثير القراءة للقرآن،  يصوم الاثنين والخميس، ورغم أنه كان في لائحة المشتبهين بسبب إبلاغ أبيه عنه، إلا أن الله أعمى أبصار العدو"، بحسب تعبير المقال.

وكشفت اللجنة العسكرية للتنظيم عن العبوة الناسفة في مقال بعنوان "أسرار العبوة المطورة"، مشيرة إلى أنها مكونة من مادة "PENT" شديدة الانفجار، وأن الصاعق الذي يفجرها كانت زنته أربعة غرامات مع أنها تتفجر بغرام واحد".

وعزت عدم تفجر العبوة بصورة كاملة إلى أسرار لم تكشف عنها، متحدية العالم بمحاولة "كشف سر تركيبة العبوة والصاعق المفجر لها".

لماذا هولندا

وأوضحت المجلة أنه تم اختيار مطار أمستردام ردا على هولندا "نظرا لدورها الصليبي الحاقد بإساءاتها المتكررة إلى القرآن والإسلام".
 
وأشارت إلى أن الخطة كانت تقتضي تفجير الطائرة  فوق أي مدينة أميركية وتدميرها قبل الهبوط لتقتل أكبر قدر ممكن من السكان الأميركيين وهم في منازلهم.

وبررت ذلك بما تفعله الطائرات الأميركية حين تقصف المنازل عل ساكنيها وتقتل الأبرياء في كل مكان في فلسطين والعراق وأفغانستان.

واعتبرت القاعدة أن عمليتي عمر فاروق ونضال حسن "تنتميان إلى عمليات الجهاد الفردي، فعملية نضال حسن تمت بالتوجيه والإرشاد والتنسيق، بينما عملية عمر فاروق تمت بترتيب وتخطيط كامل من التنظيم بعد تجنيد عمر فاروق لهذه المهمة".

وأضافت "أن هذا النوع من العمليات الفردية أصعب كشفا وأسهل تنفيذا، وهي تناسب المرحلة القادمة التي شددت فيها الإجراءات الأمنية".

وأكد الرجل الثاني في التنظيم السعودي سعيد الشهري (أبو سفيان الأزدي-35 عاما) في كلمته بالمجلة، أن العمليات الأميركية التي تمت بغطاء رسمي يمني في أبين وشبوة وأرحب والأجاشر ومأرب "لن تمر دون عقاب"، متوعدا بما وصفها بـ"عمليات تذهل ألبابكم، وسيف يضرب أعناق منافقيكم".
 
اعتراف بالخسائر

ورغم تأكيد القاعدة على سلامة قياداتها في بياناتها، فإنها لم تخف بعض الخسائر البشرية التي تعرض لها التنظيم خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
 
 فقد أكدت سقوط عدد من أفرادها قتلى في العمليات التي تمت أواخر ديسمبر/كانون الأول العام الماضي ومطلع يناير/كانون الثاني الماضي.

ومن هؤلاء محمد صالح الكازمي في أبين، ومحمد عمير الكلوي العولقي في شبوة، وعبد الله المحضار في شبوة، بالإضافة إلى ثلاثة آخرين لم تذكر أسماءهم.

وزعم التنظيم أنه أسقط طائرة تجسس أميركية في محافظة أبين جنوب اليمن بعد عمليات القصف الأولى التي استهدفت منطقة المحفد (قرية المعجلة) وراح ضحيتها عشرات النساء والأطفال.

كما أكد التنظيم أن الطيران استهدف مجموعة منهم في منطقة الأجاشر بين محافظة صعدة والجوف شمال اليمن، "ولكن بفضل الله قمنا بالانتشار ولم يصب أحد منا سوى أربعة بجروح طفيفة".

وكانت السلطات الأمنية اليمنية قد ذكرت أنها قتلت ستة من قيادات القاعدة في تلك العملية أبرزهم المسؤول العسكري للتنظيم قاسم الريمي.

وقال التنظيم إنه استولى على معدات عسكرية هامة في أبين وشبوة بينها أطقم عسكرية وأسلحة وقتل عددا من الجنود في منطقة أرحب لا يقل عددهم عن 12 من قوات مكافحة الإرهاب، بحسب ما أورده التنظيم.

القاعدة والحوثيون

وفي موقف واضح وصريح من جماعة الحوثي، قالت القاعدة "إن الحركة الحوثية روافض بقناع زيدي".

واعتبرها الرجل الثاني في تنظيم القاعدة السعودي سعيد الشهري "ضمن مخطط رافضي لتطويق المناطق المقدسة وبلاد الحرمين"، واستدل الشهري على و"جودهم بأعمار شبابية في مكة المكرمة وحول المسجد النبوي بأعداد كبيرة وحربهم في جنوب المملكة".

وسخر الشهري في مقالة بعنوان "الرافضة وجزيرة العرب"، من أداء الحكومة السعودية في حربها مع الحوثيين وأنها فشلت في مواجهتهم وكشفت هشاشة بنيتها العسكرية، وقال إن "الحرب مع الحوثيين فضحت النظام السعودي في بنيته العسكرية، وسيول جدة فضحتهم في البنية الاقتصادية والمشاريع التنموية".

ورفضت القاعدة عرض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح التفاوض أو الحوار، مؤكدة أن "مسيرة الجهاد في جزيرة العرب تنبذ المفاوضين وترفضهم، ولا تفكير عندنا في الهدنة المزعومة". وأكد التنظيم أنه "تجاوز مرحلة الدفاع وصد العدوان إلى مرحلة المبادرة والهجوم".

وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد عرض مطلع العام الحالي تفاوضا وحوارا مع القاعدة بشرط إلقاء السلاح.