رمز الخبر: ۲۳۳۳۳
تأريخ النشر: 08:06 - 02 June 2010
والهدف من هذا المشروع واضح للغاية. "مواجهة الحملات الصاروخية الايرانية المحتملة ضد اسرائيل" و "الدفاع عن القواعد الامريكية المنتشرة في منطقة الخليج الفارسي في حال نشوب اي حرب واسعة النطاق في الشرق الاوسط".
عصر ايران، علي قادري – لقد قررت اميركا تطبيق مشروعها الراداري الواسع في الشرق الاوسط. ان هذا المشروع الراداي الامريكي المتطور "باسيف اكس باندي" الذي سيربط اسرائيل في صحراء النقب بمنظومة رادارية مماثلة ، سينشر في احدى الدول العربية في منطقة الخليج الفارسي.

ولم يعلن بعد اسم الدولة العربية المقرر ان تشارك في منظومة الرادار المزودج. وستنفذ شركات "لوكهيد" و "مارتين" و "رايثون" الامريكية هذا المشروع ويتوقع ان يتم الانتهاء من تطوير وتنفيذ هذه المنظومة قبل صيف عام 2011.

والهدف من هذا المشروع واضح للغاية. "مواجهة الحملات الصاروخية الايرانية المحتملة ضد اسرائيل" و "الدفاع عن القواعد الامريكية المنتشرة في منطقة الخليج الفارسي في حال نشوب اي حرب واسعة النطاق في الشرق الاوسط".

وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما وقع في اواسط شهر مايو على تخصيص 205 ملايين دولار كمساعدة عسكرية خاصة لاسرائيل. والهدف من تخصيص هذا المبلغ هو اكمال مشروع "الدرع الحديدية" للجيش الاسرائيلي الذي ينفذ بمشاركة سنغافورة بهدف مواجهة الحملات الصاروخية لحزب الله في الشمال وحماس في الجنوب.

لذلك ، فانه يبدو ان الولايات المتحدة هي في طور اكمال احجية رادارية واسعة في الشرق الاوسط على ان تتوحد من خلال منظومة دفاعية امريكية – اسرائيلية مشتركة.

ولم يتم الاعلان بعد عن مركز قيادة هذه المنظومة العملاقة الا ان الخبراء العسكريين يرون بان هذه المنظومة ستكون في النهاية جزء من منظومة القيادة والمراقبة لوزارة الدفاع الامريكية GCCS(Global Command&Control System).

والهدف من هذه المنظومة "قيادة ومراقبة" جميع قوات الجيش الامريكي في مختلف مناطق العالم "بصورة متمركزة".

ولم تثبت بعد فاعلية هذه المنظومة العملاقة في الحروب الجديدة – والتي عرفت سيناريوهاتها بانها ستكون حروبا غير متماثلة – لان التهديدات الصاروخية ضد امريكا واسرائيل في الحروب المستقبلية ستكون غير متماثلة ايضا.

وبعبارة اخرى فان هذه "المنظومة المتمركزة" ستواجه "تهديدات غير متمركزة" يتم قيادتها من اربع جبهات.

الترسانة الصاروخية الايرانية "ارض- ارض ، ارض- بحر ، بحر – بحر" ستملك المقدرة على شن الحملات الصاروخية المتمركزة وغير المتمركزة ضد القوات الامريكية المنتشرة في المنطقة وكذلك اسرائيل.

القوة الصاروخية السورية الموجهة في شمال وشرق هذا البلد ضد الاهداف الاسرائيلية.

حماس التي تستطيع من خلال صواريخها التي يبلغ سعرها عدة دولارات تهديد حتى بئر السبع على بعد 50 كلم من جنوب فلسطين المحتلة اكبر مدينة في صحراء النقب.

جدير ذكره ان استخدام صواريخ تبلغ قيمتها عدة ملايين دولارات لمواجهة صواريخ حماس ، عمل غير اقتصادي.


... واما حزب الله، فباعتراف السلطات الاسرائيلية نفسها ، فان حزب الله قادر الان على استهداف اي مليمتر من ارض فلسطين المحتلة.

وقد زاد حزب الله بعد حرب ال33 يوما عام 2006 من قدراته الصاروخية بحيث لا يمكن مقارنتها من حيث المدى والدقة والتدمير بفترة ما قبل الحرب المذكورة.

ان حزب الله لديه هذه القوة الان لاستهداف المراكز الاسرائيلية الحساسة بما فيها وزارة الدفاع ومقر القيادة العامة للجيش الاسرائيلي.

وقد هدد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اخيرا ، بان حزبه سيستهدف السفن الاسرائيلية في البحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر.

وطبعا فان الخبراء العسكريين من الاصدقاء والاعداء لم يتمكنوا لحد الان من تحليل التهديد الذي اطلقه السيد حسن نصر الله لان تنفيذ هذا التهديد بحاجة الى قدرات متطورة في مجال الرصد وتعقب الهدف واستهداف الاهداف المتحركة في البحر.

ان جميع هذه التهديدات غير المتمركزة والمتغيرة تشكل تحديا جادا للمنظومة غير المتمركزة التي قرر الامريكيون تطويرها وسيقومون على اي حال بالتقييمات اللازمة ، الا ان الجهات الوحيدة التي ستخوض المعادلة الامريكية – الاسرائيلية في المنطقة من دون امتلاك المعطيات الضرورية عن "طبيعة الحرب المستقبلية" هي البلد او البلدان العربية التي هي في طور الدخول في اللعبة من دون اي حسابات ، اللعبة التي حتى لا يعرف الامريكيون والاسرائيليون حسبما اعترفوا نتائجها كاملا وان الذين سيدخلون من دون وعي اللعبة غير المتماثلة سيعودون وهم في حالة "افقية" بالتاكيد.