رمز الخبر: ۲۴۸۰۹
تأريخ النشر: 11:54 - 09 August 2010
عصرایران - قامت صحيفة تشاينا ديلي الصينية مؤخراً بتصنيف أضخم وأكبر وأقدم عشر أشجار تجتذب السواح من مختلف أنحاء العالم. وجاءت شجرة السرو المعروفة في مدينة (أبركوه Abarkooh) بمحافظة يزد (وسط ايران) والتي يقدر عمرها بـ 4000 عام في المركز الثاني من تلك القائمة.

أما الشجرة الأكبر عمراً وقدماً في العالم فهي شجرة تدعى (مسوسلاه) تقع في جبال كاليفورنيا ويتجاوز عمرها 4800 عام، أو 46 قرناً، أي أنها أكبر عمراً حتى من أهرام مصر، لكنها مازالت حية لحد الآن رغم عمرها الطويل.

أما باقي الأشجار المعمرة في العالم حسب ما جاء في تصنيف الصحيفة الصينية فهي حسب الترتيب التالي:

شجرة الـ (ألرك) التي تقع في المتنزه الوطني في شيلي وعمرها 3600 عام؛ شجرة السرو المسماة بـ (شجرة السناتور) التي تقع في المتنزه الوطني في ولاية كاليفورنيا بأميركا وعمرها 3400 عام؛ شجرة (جاردن جانيبر) التي تقع في وادي لوغان كانيون في أوتاوا بكندا وعمرها 3200 عام؛ شجرة (باترباركا) التي تقع في غابات منطقة أتلانتيك في فلورستا بالبرازيل وعمرها 3000 عاماً؛ شجرة (آليشن) المقدسة التي تقع في تايوان وعمرها 3000 عام؛ شجرة البلوط المسماة بـ (ألف حصان) التي تقع بالقرب من جزيرة صقلية بإيطاليا والتي يقدر عمرها بين 2000 إلى 4000 عام وهي تعد أقدم شجرة بلوط في العالم؛ شجرة تعرف بإسم (شجرة الجنرال شيرمان) تقع في ولاية كاليفورنيا بأميركا ويقدر عمرها بين 2300 إلى 2700 عام؛ شجرة (جومون سوجي) التي تقع في اليابان والتي يبلغ إرتفاعها 2170 متراً.

شجرة السرو في (أبركوه)
محافظة يزد مهددة بالخطر

بالرغم من أن كلاً من مؤسسة الحفاظ على التراث الوطني، ومنظمة الحفاظ على البيئة، وبلدية مدينة أبركوه هي ثلاث مؤسسات تتولى صيانة هذا الأثر الوطني والحفاظ عليه إلا أن شجرة سرو (أبركوه) التي عمرها 4000 عاماً معرضة اليوم لأخطار بيئية تهدد حياتها. وهذه الشجرة هي ثاني أثر طبيعي مسجل ضمن قائمة التراث الوطني، وهي تعد ثاني أكبر شجرة أو كائن حي في العالم حسب أحدث الدراسات.

تقع هذه الشجرة في مدينة (أبركوه) بمحافظة يزد، ويبلغ محيط قاعدتها على الأرض 11 متراً ونصف المتر، في حين يبلغ إرتفاعها بين 25 إلى 28 متراً. إن شجرة السرو بشكل عام كانت تعد واحدة من أهم الرموز في ايران القديمة حيث يلاحظ وجودها في نقوش تخت جمشيد (برسبوليس) عاصمة الأخمينين. وتكمن أهمية هذا الرمز في أنه يعبر عن إهتمام الإيرانيين بهذه الشجرة، ويقال بأن وصول (زرادشت) مؤسس الديانة الزرادشتية إلى (أبركوه) كان متزامناً مع حلول فصل الربيع فيها لذلك قام بنثر بذور السرو بيده على أرض هذه المدينة ليبشر الناس بأن بين الأشجار التي تنمو من هذه البذور سوف تكون هناك شجرة تبقى حية حتى عهد (درفش Derafsh)، وإبنه، وبهرام.

شجرة السرو المذكورة تقع اليوم في موقع مفتوح في المدينة، لكنها كانت في الماضي تتوسط بستاناً قامت بلدية (أبركوه) بإزالته لاحقاً، بهدف جعل الشجرة في مكان سهل الوصول من قبل الزوار. من هنا بدأت مشاكل شجرة السرو، حيث تم شق شارع جديد بدأت السيارات تمر فيه بالقرب من الشجرة وبذلك اصبحت حتى جذور الشجرة معرضة للإهتزاز والخطر.

بعد إزالة البستان الذي كان يحيط بها، أصبحت الشجرة فاقدة لأي شيء يحفظها من عبث العابثين وخاصة في الليل حيث يقوم البعض بقطع سيقانها والعبث بساقها وأوراقها. كما أن ما يزيد الطين بلة هو أن جذور هذه الشجرة ممتدة إلى مسافة بعيدة عنها، ولذلك هي معرضة لمرور السيارات عليها عبر الشارع الذي تم شقه بقربها الأمر الذي يضاعف من الأضرار التي تلحق بالشجرة.

إن الحريصين على التراث الطبيعي والتاريخي يأملون يمزيد من الإهتمام بهذه الشجرة من قبل الجهات المسؤولة لما لها من أهمية من النواحي التاريخية والتراثية والسياحية والطبيعية.