رمز الخبر: ۲۶۳۴۹
تأريخ النشر: 10:04 - 12 October 2010
عصرايران  – رأي الباحث السياسي والاجتماعي اللبناني الدكتور طلال عتريسي أن زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمود أحمدي نجاد المرتقبة إلي لبنان، 'لها أهمية استثنائية' في ظل الظروف الحساسة التي يشهدها لبنان والمنطقة عموماً.
   
وقال في حديث لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء – إرنا: إن 'هذه الزيارة لها أهمية استثنائية لأنها تأتي في ظروف ينشغل فيها لبنان والمنطقة بالمحكمة الدولية (في قضية اغتيال رفيق الحريري) وقرارها الظني المرتقب، والمفاوضات المباشرة الفلسطينية – الصهيونية، وكذلك التهديدات الصهيونية المتصاعدة بمهاجمة إيران، وهناك أيضاً اقتراحات إيرانية لتسليح الجيش اللبناني'.

أضاف عتريسي: 'كل هذه الأمور تثير مخاوف قوي كثيرة داخل لبنان وخارجه، إضافة إلي ذلك فإن الرئيس أحمدي نجاد لديه مواقف واضحة ومعروفة، حاسمة وحازمة في موضوع الصراع مع العدو الصهيوني وبالكيان الصهيوني، وشرعية وجود هذا الكيان، ولهذا السبب فإن زيارته للبنان تثير قلق الكثيرين علي عكس زيارة الرئيس الإيراني السابق (السيد محمد) خاتمي، التي كانت موضع ترحيب وإجماع في لبنان'.

ورداً عن سؤال قال عتريسي: 'أن زيارة الرئيس أحمدي نجاد سيكون مرحباً بها حتماً من معظم القوي اللبنانية باستثناء بعض قوي 14 آذار والتي هي مرتبطة بالمحور الأميركي في المنطقة, وهي لن تكون مسرورة بهذه الزيارة، وخصوصاً أنه ستكون هناك علي الأرجح زيارة تفقدية للجنوب, ولا شك سيدلي الرئيس أحمدي نجاد خلالها بتصريحات ومواقف داعمة للمقاومة وتدين إسرائيل وتجاوزاتها واعتداءاتها علي لبنان، وهذه المواقف بطبيعة الحال تتعارض مع بعض قوي 14 آذار'.

وأكد الدكتور عتريسي أن موقف هذه القوي لن يؤثر بأي شيء سلبي علي العلاقات الإيرانية - اللبنانية 'بل علي العكس من ذلك فهناك أوساط كثيرة رسمية وكذلك أوساط الرئيس اللبناني (ميشال سليمان) تبحث مع المسؤولين الإيرانيين في تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية، وبالتالي فإن من سيعترض علي زيارة الرئيس أحمدي نجاد ليست لديه قوة تأثير في المجتمع اللبناني'.

وأوضح رداً عن سؤال أنه لا يقصد كل قوي 14 آذار، وإنما يقصد 'تحديداً الطرف المسيحي المتمثل بحزبي الكتائب والقوات اللبنانية', مشيراً إلي أنه يتوقع أن يشن هذا الطرف هجوماً إعلامياً علي هذه الزيارة، معتبراً ذلك 'أمراً متوقعاً'.

وأكد أنه في كل الأحوال فإن زيارة الرئيس أحمدي نجاد للبنان 'هي أبعد من اعتراض مثل هذه القوي وهي تأكيد علي حضور إيران في لبنان وكل منطقة الشرق الأوسط عموماً، وقد سبقتها زيارات للرئيس أحمدي نجاد إلي سوريا والجزائر ونيويورك، وهذا يعكس مستوي اهتمام إيران بما يجري في لبنان والمنطقة'.

وانتقد عتريسي 'الزيارات المتواصلة التي يقوم بها المسؤولون الأميركيون إلي لبنان، والتي تشكل تدخلاً مباشراً وصريحاً في شؤون لبنان لا سيما في اعتراضهم علي موضوع تسليح الجيش اللبناني'.

وقال: 'إن زيارة الرئيس الإيراني في هذا المعني هي تأكيد لاهتمام إيران بلبنان وبالمقاومة وبالصراع مع العدو الصهيوني، كما سيقول الرئيس أحمدي نجاد عندما سيأتي إلي لبنان'.

وإذ أعرب الدكتور عتريسي عن رضاه عن مستوي العلاقات الإيرانية - اللبنانية واتفاقيات التعاون الكثيرة الموقعة بين البلدين، لفت إلي أن بعض هذه الاتفاقيات لم يدخل بعد حيز التنفيذ وهناك اتفاقيات أخري بحاجة إلي تفعيل، معتبراً أن زيارة الرئيس أحمدي نجاد، مناسبة للبحث في تفعيل وسبل تنفيذ هذه الاتفاقيات.

وقال: 'بالتأكيد سيكون هناك توقيع اتفاقيات جديدة ويتوجب علي الجانب اللبناني أن يطرح الكثير من المواضيع وخاصة ما يتعلق بتسليح الجيش اللبناني، والكهرباء والمياه والقضايا الحياتية الملحة، وأن تكون هناك ملفات جاهزة لبحثها خلال الزيارة، حتي لا تكون هذه الزيارة مجرد زيارة بروتوكولية فحسب'.

وأشار عتريسي إلي أن لبنان يمكن أن يستفيد كثيراً من زيارة الرئيس أحمدي نجاد ومن الاتفاقيات الموقعة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال: 'يمكن لنا أن نستشعر ذلك من خلال حجم الوفد الذي سيرافق الرئيس أحمدي نجاد في زيارته هذه وطبيعة هذا الوفد الاقتصادية والثقافية والعسكرية'.

ورداً عن سؤال قال الدكتور عتريسي: 'بالتأكيد أن زيارة الرئيس الإيراني ستشكل دعماً إضافياً للبنان ولدوره الإقليمي ولخيار المقاومة في لبنان, وهذا أمر معروف ولكن سيتم التأكيد عليه مجداً وعن قرب، أمام من لديه أية شكوك حول إمكانية تغيير إيران لسياستها تجاه لبنان والمنطقة'.