رمز الخبر: ۲۶۸۷۳
تأريخ النشر: 10:15 - 04 November 2010
رسول جعفريان
عصر ايران، رسول جعفريان – ان وقوع 16 تفجيرا في ليلة واحدة في العراق، يشكل ناقوس خطر يقرع لاسيما للمجموعات الشيعية والكردية التي فرضت السلطة البعثية هيمنتها عليهم لاكثر من ثلاثة عقود، والخطر محدق الان بهم كذلك.

ان سلسلة التفجيرات المتتالية في العراق في ليلة الثاني من نوفمبر، وبلغت 16 انفجارا اسفر عن مقتل اكثر من 80 شخصا واصابة زهاء 400 اخرين، يشكل ناقوس خطر يجب ان يقرع بالنسبة للوضع الذي ينتظر العراق.

وثمة عدة نقاط في هذا الخصوص:

1- لقد طال امد انتخاب رئيس وزراء للعراق لاسيما وان قائمة "العراقية" التي تشعر بانها ستخسر ، تركز جل جهدها لتظهر ان العراق سيكون غير آمن ان لم تتسلم هي زمام السلطة فيه.

2- وقبل ايام، وجهت العربية السعودية دعوة الى القادة العراقيين للذهاب الى السعودية لحل مشاكلهم باشرافها. وهذه الدعوة لقيت قبولا من عدد محدود من المجموعات العراقية، لكن معظمها رفض الطلب السعودي.

3- ان جميع هذه التفجيرات وقعت في المناطق الشيعية وكما اعلن فان المناطق الشيعية في الكاظمية بشمال بغداد والحسينية بشمال شرق بغداد والشعب وحي اور ومدينة الصدر وحي الرسالة والشعلة وبوابة بغداد والسيدية وحي العامل والبياع وحي الجهاد والرحمانية وحي ابودشير كريعات ، شكلت المسرح الرئيسي لهذه الاحداث الدامية. ان هذا الكم من التفجيرات التي استهدفت الشيعة، تؤشر على مواكبة جزء كبير من اصحاب القوة والنفوذ المعارضين للشيعة لمنفذي التفجيرات، بالضبط حينما يتم الاعلان بان الامن عاد الى بغداد.

4- ان الاعلان عن الحكم على طارق عزيز بالاعدام يحدث في ظروف يحاول فيها البعثيون من خلال التوغل في قائمة العراقية ، العودة والاستيلاء على مقاليد الحكم والسلطة في العراق وهم يهددون معارضيهم بهذه الطريقة وفي هذه الظروف.

ان هذه النقاط تشير بمجملها الى ان اعداء العراق، جادون في محاولاتهم لاعادة عقارب الساعة الى الوراء وعودة البعثيين وممارسة الضغط على المجموعات الشيعية والكردية، بحيث ان العربية السعودية وبعض الدول العربية الاخرى تعتبر الداعم الرئيسي لهؤلاء.

وفي هذا الخضم فان اهم منصب هو منصب رئيس الوزراء، بحيث ان الحصول عليه يعني الامساك بالقيادة الكاملة للقوات المسلحة وقوات الشرطة، وعندها فاذا اراد البعثيون تنفيذ انقلاب عسكري، فستكون كافة الامكانات بتصرفهم بشكل رسمي آنذاك.

ان يكون الشيعة يفتقدون الى دفاع ملحوظ للذود عن مناطقهم، يشكل اهم سبب يحرض العدو للسيطرة با سرع ما يمكن على المواقع السياسية والعسكرية المهمة والتمهيد للقضاء على قوة الشيعة.

وبناء على ذلك، فانه يتعين على المجموعات الشيعية والكردية، ومن خلال مواكبة التحرريين من المجموعات الاخرى لهم، تشكيل الحكومة على وجه السرعة وسد الطريق على اطماع اعداء العراق لاسيما الحكومة السعودية التي تعد الداعم الرئيسي للتيارات المعارضة.

وفي ظل ظروف كهذه، فان اثارة اي خلافات وشقاق بين المجموعات الشيعية امر مرفوض وغير مقبول، وان لم تستقر الاوضاع وتنتظم، فان الندم لن ينفع مستقبلا.