رمز الخبر: ۳۲۹۷۲
تأريخ النشر: 14:11 - 07 January 2017
العالم كله تقريبا ينتظر قدوم ترامب، وبوتين أكثر شوقا من الجميع، ذلك انه يتوقع أن يعزز قوته استنادا على القابليات الأمريكية.
عصر ايران- بعد أن أمر أوباما بمغادرة الدبلوماسيين الروس من أمريكا، كان العالم يتوقع ردة فعل حادة من قبل موسكو، الا ان بوتين ابتسم فقط وقال انه يبقى ينتظر ترامب.

من الممكن اعتبار ترامب وبوتين صديقين، وهذه الصداقة لا نظير لها في تاريخ البلدين، إذ كانت الرؤية العامة بالنسبة لرؤساء كل منهما انهما منافسان لبعضهما بعضا.

كانت أمريكا وروسيا متورطتين في الحرب الباردة مابين عامي 1940 الى 1990، وبعد الحرب العالمية الثانية، ظهرت خلافات بين أمريكا وحلفائها مقابل روسيا حول قضايا كمصير ألمانيا، وأوروبا الشرقية، أدت إلى حرب دعائية كبيرة بين الطرفين. 

وهذه الحرب الإعلامية والدعائية طرحت في النهاية تحت عنوان الحرب الباردة من قبل رجل السياسة الأمريكي برنارد باروك وخلدت على الصعيد العالمي.

واليوم وبعد التحديات والمشادات سواء في زمن الحرب الباردة او بعدها، لاسيما بعد انتخاب بوتين عام 2000 كرئيسا لروسيا، نرى أن العلاقات بين واشنطن وموسكو بلغت شهر عسلها.

خلال السنوات الأخيرة كان الخلاف الأشد بين روسيا وأمريكا حول سوريا. والآن الرئيس الأمريكي المنتخب يجاري بوتين ويقول انه لن يشن هجوما عسكريا ضد بشار الأسد، بل أنه سيتوجه بداية نحو داعش.

ردة الفعل هذه من قبل ترامب، جعلت بشار الأسد يقول: "ان ترامب يمكنه أن يكون حليفا طبيعيا لسوريا".

بعد أزمة أوكرانيا، وقعت روسيا تحت استياء وحصار أوروبا وأمريكا، غير أن قدوم ترامب يمكن أن يكون نقطة انتهاء للعلاقات ما بين أمريكا وروسيا، الا ان ميول أمريكا نحو روسيا، يمكنه ان يكون خبرا سيئا بالنسبة لأوروبا التي لم تكن فرحة بانتخاب ترامب. فقد يحول ترامب الطريق الثنائي بين أوروبا وأمريكا الى طريق أحادي يسير من أمريكا الى موسكو.

اما العلاقة الحسنة بين ترامب وبوتين فيمكنها ان تصب أيضا في صالح الاتفاق النووي. ترامب معارض للاتفاق النووي، وبوتين موافق معه. والعلاقات الحسنة ما بين ايران وروسيا خلال السنوات الأخيرة، سيما في القضية السورية، يمكنها أن تكون عاملا ايجابيا لإيران مقابل ترامب، وبوتين يمكنه استغلال علاقته الجيدة مع ترامب ليحول دون إلغاء أحد أهم الاتفاقات الدولية من قبل الرئيس الأمريكي الجديد.

ولابد من ذكر هذه النقطة أن صداقة ترامب وبوتين يمكنها أن تسبب تشاؤما لدى الشعب الأمريكي إزاء الرئيس الجديد. ففي نظر الأمريكيين روسيا عدو دائم، وحتى في هوليوود حاول الأمريكيون أن ينقلوا عداءهم تجاه روسيا الى الشعب الأمريكي.

العالم كله تقريبا ينتظر قدوم ترامب، وبوتين أكثر شوقا من الجميع، ذلك انه يتوقع أن يعزز قوته استنادا على القابليات الأمريكية، ويمكن القول ان بوتين يريد الصعود على أكتاف ترامب ليصل الى روسيته القوية.