رمز الخبر: ۳۹۳۷
تأريخ النشر: 11:45 - 30 April 2008
محمود الطيب
عصر ايران – محمود الطيب : يلعب عامل "التبشيع" هذه الايام دورا لافتا في الاستراتيجية الاميركية – الصهيونية للاساءة الى اشكال الدعم والاسناد والتعاون التي تقدمها ايران الى العراق وعرضها على انها "مظاهر تدخل" في شؤون هذا البلد.

ولكي تؤتي هذه الدسيسة نتائجها باتجاه تلغيم سماء العلاقات الاخوية بين طهران وبغداد فقد جندت اجهزة الاستخبارات التابعة للقوى الاستكبارية اقلاما وعناصر مأجورة وسيئة الصيت في داخل العراق وخارجه من اجل العزف على هذا الوتر، ووضع جميع الاهتمامات الايرانية لتحسين الوضع في بلاد الرافدين ضمن دائرة الشك والابهام والريبة!!

على صعيد متصل يبدو ان هناك قصر نظر واضح لدى بعض الاطراف الاقليمية يجعلها تنزع الى وضع علامة الاستفهام على اي تقارب ايراني – عراقي ياتي حصيلة للجهود والمساعي المشتركة باتجاه خدمة المصالح الثنائية او نتيجة لشعور طهران بان ذلك يشكل حاجة ماسة لتخفيف الاعباء عن كاهل العراقيين في الوقت الحاضر.

وبتعبير اخر فان هذه الاطراف لا هي في وارد تقديم واجب الاغاثة والمساعدة ولا هي على استعداد لقبول واقع ان تقوم الجمهورية الاسلامية الايرانية ما بوسعها للعراق لمعالجة الجراح العميقة في جسده والتي صارت مرتعا لانواع الجراثيم والطفيليات التي تنخر اكثر فاكثر هذا الجسد المدمى وتقض مضاجع العراقيين على خلفية استمرار اثار الاحتلال الغربي الغاشم تارة وتواصل الاعمال الارهابية للتنظيمات التكفيرية حينا واثارة القلاقل والمجابهات الداخلية بين ابناء الوطن الواحد احيانا.

وامام هذا المشهد المضطرب يتعذر فهم تلك الدوافع الاقليمية التي تفضل بقاء العراق غارقا في بحر من الدماء على ان يمد له احد أهم جيرانه يد العون والنجدة لجعله قادرا على الحياة.

المؤكد ان العراق وبما يعانيه اليوم من وهن وضعف شديدين ليس مكانا لتفريغ العقد او مختبرا لتجربة ما تنتجه الاهواء الشيطانية او لتطبيق اوامر المخابرات الاميركية والاوروبية والاسرائيلية بل هو بلد جار مسلم شقيق يحتاج الى من يضمد جراحاته ويشفي غليله بعد عقود طويلة من القمع والاضطهاد والتمييز الطائفي وبعد اكثر من خمس سنوات من الدمار الهائل الناجم عن الاحتلال الاميركي الاهوج.

فهل سيكون المعنيون بهذه الرسالة عند حسن ظن العراقيين ؟ وهل سيستجيبون لتطلعاتهم الحقيقية؟ أم ان الامور ستبقى على حالتها التعيسة في ارض الرافدين رهنا لما تمليه كل من واشنطن وتل ابيب؟!