رمز الخبر: ۴۲۷۷
تأريخ النشر: 12:07 - 19 May 2008
محمود الطيب
عصر ايران – محمود الطيب : يحار المرء وهو يشاهد الغربيين يثأرون الى حد التفاني من اجل الا يضيع لهم ذرة من الحق في مختلف مرافق الحياة كيف ان هؤلاء يستكثرون على الشعوب والبلدان الاخرى في العالم ان تتمتع بحقوقها المشروعة التي تكفلها المعاهدات والقوانين الدولية ومنها امتلاك التقنية النووية للاغراض السلمية.

نقول هذا في مواجهة ما تقوم به حكومات اميركا وبريطانيا وفرنسا من تحركات سياسية ودعائية وحرب نفسية بغية حرمان الجمهورية الاسلامية الايرانية من الاستعمالات السلمية للطاقة النووية مع ان طهران من الموقعين على ميثاق حظر الانتشار النووي NPT.

اللافت في الامر ان الاطراف الغربية وبصرف النظر عن عدم التزامها بهذه المعاهدة فانها تضيف كل يوم الى ترسانتها العسكرية ما يضاعف من خطورة اندلاع حرب نووية مدمرة للعالم. وكما قال السيد على اصغر سلطانية مندوب ايران الدائم في الوكالة الدولية للطاقة الذرية فان الدول الغربية تقف في مقدمة الناقضين والناكثين لميثاق معاهدة NPT اضافة الى كونها تتعامى عن تنصل الكيان الصهيوني من الانصياع للقرارات الدولية التي تفرض على الجميع الكشف عن ترساناتهم الحربية والنشاطات ذات الصلة بالتسلح النووي.

ومع ملاحظة تصريحات وزير خارجية بريطانيا ديفيد ميليباند التي ادعى فيها ان مجموعة 1+5 وجهت رسالة الى ايران تجبرها على اما القبول بحزمة الحوافز او الاستعداد لمزيد من الحظر الدولي هي التصريحات التي اثارت استنكار كل من روسيا والصين اللتين قالتا : ان ما تقرر في اجتماع لندن الاخير هو اعتماد السبل السياسية والدبلوماسية لتسوية ملف البرنامج النووي الايراني.

نقول : مع ملاحظة ما ذكر آنفا يتبين حجم استخفاف التحالف الغربي ليس بالقانون الدولي فحسب بل بالتصورات التي يمكن ان تقرب وجهات النظر العالمية بالنسبة للقضايا والخلافات الجدلية.

على ضوء ما مضى فمن حق طهران ان تساورها الشكوك حيال ما قد تخبئه رزمة الحوافز التابعة لمجموعة البلدان الست وهو ما دفع المتحدث باسم الخارجية الايرانية السيد محمد على حسيني الى الاعلان مسبقا عن ان طهران ترفض ولن تكون على استعداد لدراسة اي محفزات تتجاهل حقوق الشعب الايراني ومصالحه.

بالتاكيد فان الجمهورية الاسلامية الايرانية التي خبرت السياسات المماطلة والتسويفية لبعض الاطراف في الاسرة الدولية تثق اولا وقبل كل شئ بان عدالة قضيتها وحقانية مطالبها كفيلان بان يكون النصر حليفها على الرغم من ان التحالف الاستكباري لن يرتاح له بال اذا ما ظل يراقب تعاظم وتوالي الانجازات التنموية والعلمية لطهران في كافة الابعاد والمجالات.

في سياق متصل فان الاقتراح الايراني المقدم الى الاجتماع الدولي لمراجعة نص معاهدة حظر الانتشار النووي والداعي الى وجوب التزام البلدان المالكة للسلاح النووي بالصيغة الجديدة لمعاهدة حظر الانتشار النووي هو اقتراح مبدئي حضاري قادر على جعل العالم الراهن في مفازة من المخاطر والتهديدات التي تنطوي عليها ترسانات القوى الكبرى المعنية بهذه الالتفاتة.

لان عالما لا تسود فيه اجواء الثقة والاحترام المتبادل بين الامم والشعوب سيكون بلا شك عرضة للتجاذبات والنزعات السلطوية والاستغلالية لقوى الاستكبار الامر الذي يحرم بني الانسان من نعمة الشعور بالامن والسلام على هذه الارض.

لقد علمتنا التجارب ان الفوز والانتصار كانا دوما حليف اتباع الحق طوال التاريخ وان عاقبة الطغاة والمتجبرين الى زوال لا محالة ، شريطة ان يتمسك المؤمنون بعروة الحق ورواده مهما بلغت الصعاب.