رمز الخبر: ۱۱۹۵۵
تأريخ النشر: 08:45 - 13 April 2009

عصرایران - (رويترز) - قالت البحرية الامريكية يوم الاحد إن قوات بحرية أمريكية أنقذت ريتشارد فيليبس قبطان سفينة الشحن من الاسر في قبضة قراصنة صوماليين في نهاية مؤثرة لمواجهة استمرت خمسة ايام مع قوات بحرية أمريكية.

وذكرت البحرية الامريكية أن فيليبس أطلق سراحه سالما وأن قوات بحرية قتلت ثلاثة من أربعة قراصنة كانوا يحتجزونه رهينة في زورق نجاة بعد أن حاولوا خطف سفينته. وقالت ان قرصانا رابعا قيد الاحتجاز.

وقال الليفتنانت كوماندر جون دانيلز "يمكنني أن أقول لكم انه حر وبخير."

واشارت التقارير المبدئية من سي.ان.ان. الى ان فيليبس الذي حاول الهرب للمرة الاولى يوم الجمعة قفز من على متن القارب قبل تبادل لاطلاق النار بين خاطفيه والقوات الخاصة "نيفي سيلز" بالبحرية الامريكية.

وذكر الاسطول البحري الخامس الامريكي في البحرين أن عملية الانقاذ جرت الساعة 1619 بتوقيت جرينتش وان القارب اقترب الى مسافة 32 كيلومترا من ساحل الصومال الذي تسيطر عليه الفوضى.

واتصل فيليبس قبطان سفينة الحاويات ميرسك ألاباما التي ترفع العلم الامريكي بعائلته وخضع لتقييم طبي روتيني ويحصل على قسط من الراحة على متن سفينة الهجوم البرمائية يو.اس.اس بوكسر.

وقال جون راينهارت الرئيس التنفيذي لشركة ميرسك في بيان "شعرنا ببهجة غامرة عندما علمنا ان ريتشارد في أمان وسيجتمع مع عائلته."

وبثت سي.ان.ان. صورة لفيليبس مبستما بعد انقاذه.

واشعل افراد طاقم سفينة ميرسك مشاعل الاشارة ورفعوا العلم الامريكي وقفزوا فرحا في الهواء عند تلقيهم الانباء بانقاذ قبطانهم.

وصاح احد افراد الطاقم بالسفينة مايرسك الاباما في الصحفيين وسط احتفالات صاخبة فوق سطح السفينة التي رست في ميناء مومباسا الكيني "نحن سعداء جدا. انه بطل."

وكان فيليبس (53 عاما) هو أول أمريكي تحتجزه عصابات القراصنة الصوماليين التي عاثت نهبا منذ سنوات على طرق الملاحة البحرية المزدحمة بخليج عدن والمحيط الهندي.

وكانت ثلاث سفن حربية أمريكية تراقب الموقف.

ورحب الرئيس باراك اوباما الذي وفر عليه انقاذ القبطان عبء ازمة اخرى في السياسة الخارجية تضاف الى الانهيار الاقتصادي الامريكي وافغانستان بالعملية واشاد بالجيش الامريكي وتعهد بكبح جماح القرصنة.

وقال اوباما في بيان "لنحقق هذا الهدف علينا ان نواصل العمل مع شركائنا لمنع الهجمات المستقبلية وان نكون مستعدين لاعتراض عمليات القرصنة وضمان ان يتحمل الذين يرتكبون اعمال القرصنة المسؤولية عن جرائمهم."

وهوجمت سفينة الحاويات ميرسك ألاباما التي تحمل مواد غذائية للصوماليين في عرض البحر بالمحيط الهندي يوم الاربعاء لكن طاقمها المؤلف من 20 أمريكيا قاتل القراصنة على ما يبدو واستعاد السيطرة عليها.

وذكر نائب الاميرال بيل جورتني قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الامريكية أن فيليبس تطوع لركوب قارب النجاة الخاص بميرسك الاباما مع القراصنة مقابل سلامة الطاقم.

وقال في بيان "أفعال القبطان فيليبس وبحارة ميرسك ألاباما المدنيين كانت بطولية. قاتلوا لاستعادة السيطرة على سفينتهم ووضع الربان فيليبس حياته بدون أنانية بين أيدي هؤلاء المجرمين المسلحين من أجل حماية طاقمه."

وقال جوزيف ميرفي الذي يحتل ابنه شين الترتيب الثاني في تسلسل القيادة بعد فيليبس وتولى قيادة ألاباما بعد أن غادرها القراصنة مع فيليبس في بيان تلته سي.ان.ان "استجيبت صلواتنا في يوم عيد القيامة هذا."

وأضاف مبرفي قائلا "سيظل ابني وعائلتنا الى الابد مدينين للقبطان فيليبس لشجاعته. ولولا تضحيته الشخصية غير العادية لكان هذا الخطف الذي هو عمل ارهابي قد تحول الى ما هو أسوأ كثيرا."

وصاح أحد أفراد الطاقم من على متن السفينة التي تبلغ حمولتها 17 الف طن أثناء رسوها بميناء مومباسا الكيني بعد حلول الظلام "القبطان بطل. انقذ حياتنا من خلال تسليم نفسه."

وكان خبراء قد توقعوا نهاية سريعة للمأزق لكن القراصنة تمسكوا بموقفهم للحصول على فدية والعودة سالمين الى بلادهم. وقال اصدقاء القبطان لرويترز ان العصابة تطلب مليوني دولار.

ولفتت المسألة أنظار العالم الى ظاهرة القرصنة المستمرة منذ فترة طويلة قبالة ساحل الصومال والتي أدت الى رفع كلفة التأمين على الشحن البحري واوقعت الفوضى في التجارة الدولية.

وقال أندرو موانجورا منسق برنامج مساعدة البحارة بمقره في مومباسا ان عملية الانقاذ ستغير الحسابات في هجمات القراصنة مستقبلا.

وأضاف "هذا ايقاظ للقراصنة ومن شأنه أن يزيد المخاطر. قد يصبحون الان أكثر عنفا مثل القراصنة قديما."

وعامل القراصنة الرهائن معاملة جيدة بصفة عامة وقدموا لهم لحم الماعز المشوي في بعض الاحيان بل وأعطوهم هواتف ليتمكنوا من الاتصال بذويهم. وكان أسوأ عنف أوردته التقارير هو الضرب من حين لاخر. ولم يعرف أن قراصنة قتلوا رهائن.

وقال الاميرال ثاد ألن قائد حرس السواحل الامريكي لشبكة ايه.بي.سي. التلفزيونية الامريكية ان الواقعة سلطت الضوء على الحاجة لاتفاقيات دولية جديدة تسمح لدول أخرى بحماية شحنات في المياه الصومالية بقدر أكبر من الفعالية وبمحاكمة القراصنة.

وقالت وزارة العدل الامريكية في بيان انها "ستراجع أدلة ومسائل أخرى لتحديد ما اذا كانت ستسعى لاقامة دعوى في الولايات المتحدة."

(شارك في التغطية ديفيد مورجان وراندال ميكلسن في واشنطن وعبدي شيخ وابراهيم محمد في مقديشو وجاك كيمبال وسيلستين اشينج ونجوا ماينا في مومباسا واندرو كوثورن وعبدي عزيز حسن في نيروبي.)