رمز الخبر: ۱۶۴۴۶
تأريخ النشر: 09:41 - 15 October 2009
عصرایران - فرق عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود الزهار بين التوقيع على ورقة الاتفاق التي اقترحتها مصر والمصالحة، وأكد أن الورقة جرى الاتفاق عليها، لكن المصالحة تحتاج إلى وقت وأجواء. يأتي هذا فيما أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) موافقتها على وثيقة المصالحة الفلسطينية وأنها ستسلمها موقعة إلى القاهرة اليوم الخميس.

وقال الزهار في مقابلة مع الجزيرة من غزة إن الوثيقة ليست الوثيقة المصرية وإنما وثيقة الوفاق الوطني التي تم الاتفاق عليها بين الفصائل الفلسطينية على مدار ست جولات كبيرة والسابعة بين حماس والجانب المصري والتي بلورت هذه الاتفاقيات.

وأضاف "يجب أن نميز في نقطتين، بين ما يسمى التوقيع على ورقة الاتفاق والمصالحة، الورقة هي اتفاق وصلنا إليها سابقا، أما المصالحة فتحتاج إلى أجواء سممتها الأجواء الأخيرة في رام الله للأسف الشديد، وتوقيع الاتفاقية شيء والمصالحة تحتاج إلى وقت حتى نستطيع أن نمهد للوقت المناسب والظروف النفسية المناسبة لتجاوز ما حدث من أخطاء جسيمة من رام الله في قضية غولدستون وما تبعها".

وردا على سؤال عما إذا كانت حماس ستوقع الوثيقة، قال الزهار "هذه وثيقة وافقنا عليها في الأساس، والآن يتم مراجعتها ببنودها بين النسخ الموجودة عندنا والنسخة التي سنوقع عليها" ، مشيرا إلى أن الورقة فيها بنود كثيرة "وأشياء اتفق عليها وأشياء لم يتم الاتفاق عليها".

وأوضح أن الرئيس محمود عباس "أبو مازن لن يكون مرجعية للانتخابات، وإنما للجنة التي ستتشكل نيابة عن حكومة الوحدة الوطنية حتى نخرج من اللجنة الرباعية".

وقبل ذلك قال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم في مقابلة مع الجزيرة إن الحركة لا تتعامل مع الورقة المصرية تحت أي ضغوط، وإنها ستأخذ وقتها للرد وستتعامل معها بكل جدية وإيجابية بما يضمن إيجاد المناخ والتوقيت المناسبين للاتفاق والمصالحة.

وشدد على أن أداء السلطة الفلسطينية لا يوفر أجواء مناسبة للمصالحة من خلال مواصلة تصعيدها الأمني والإعلامي ضد حماس، لافتا في هذا الصدد إلى وجود ضغوط على الحركة لعدم عقد أي مصالحة مع فتح.

كما شدد على أن حماس رغم كل ذلك ترى أن المصالحة هدف وطني ومشروع وستعلن موقفها النهائي من الورقة المصرية فور انتهائها من بلورته، ولن تتردد في إعلان هذا الموقف فور الاتفاق عليه داخل الحركة.

تصريحات القياديين في حماس تأتي في وقت أكدت فيه مصادر فلسطينية مطلعة للجزيرة نت أن مصر هددت قبل ثلاثة أيام بتشديد إجراءاتها وخنقها قطاع غزة إذا رفضت حماس التوقيع على ورقة المصالحة التي قدمتها القاهرة.

رد فتح

وكانت حركة فتح قد أكدت على لسان مصدر مسؤول فيها أنها وقعت أمس على الورقة المصرية وأن وفدا يترأسه عضو لجنتها المركزية عزام الأحمد سيسلمها للسلطات المصرية اليوم.

وقد أكد الأحمد توقيع حركته الاتفاق، وقال للجزيرة إن يوم الخميس هو الموعد النهائي الذي حددته مصر لتلقي ردي  حركتي حماس وفتح على مقترحها الجديد، مشيرا إلى أن القاهرة هي التي حددت آلية التوقيع على مقترحها وقدمت موعد التوقيع ولم تؤجله بل أجلت حفل التوقيع.

وشدد على أن فتح تريد إنهاء الانقسام حتى لا يؤثر بما يسيء إلى التاريخ الفلسطيني وإلى الشعب الفلسطيني، وعبر عن أمله بأن توافق حماس على المقترح المصري خاصة أنها تردد على الدوام أنها حريصة على الوحدة الوطنية.

كما أعرب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث في مقابلة مع الجزيرة عن أمله بأن توقع حماس على وثيقة المصالحة، وقال إن المحادثات التي مهدت لها استمرت سنة كاملة وبالتالي لا داعي للمزيد من الوقت لدراستها.

أما القيادي الآخر في فتح جمال محيسن فاتهم حماس بأنها تبحث عن ذرائع للتهرب من تنفيذ ما جاء في الورقة لأنها غير جادة في إنهاء الانقسام، غير أنه أعرب عن أمله بأن تغلب حماس المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية وتقبل بالوثيقة المصرية.

وبدوره قال عضو اللجنة المركزية لفتح محمد دحلان إن الحركة أبلغت الرئيس الفلسطيني محمود عباس بموافقتها الأولية على الورقة المصرية بعد أن "درستها باستفاضة".

وأعلن دحلان في مؤتمر صحفي أمس برام الله أن اللجنة طلبت من عباس إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في 25 يناير/كانون الثاني المقبل إذا فشلت جهود المصالحة.

وأضاف أن اللجنة اتخذت هذا الموقف بعد الخطاب الأخير لرئيس المكتب السياسي لحماس
خالد مشعل في العاصمة السورية دمشق، واتهمها بالسعي إلى إشعال "الفتنة" في الساحة الفلسطينية.

وكانت مصر -التي ترعى اتفاق المصالحة- قد سلمت مقترحا جديدا للفصائل يقضي بأن يوقع عليه كل فصيل على انفراد، ثم ينعقد لقاء جامع للاحتفال بتوقيع جماعي بعد عيد الأضحى المقبل.

وكان من المنتظر أن توقع الفصائل الفلسطينية اتفاق المصالحة في 25 من الشهر الجاري، غير أن تأجيل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة منذ أيام البت في تقرير القاضي ريتشارد غولدستون بطلب من السلطة الوطنية الفلسطينية أدى إلى مطالبة حركة حماس وفصائل أخرى بتأجيل موعد التوقيع.

موقف أميركي

من جهة أخرى قال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تؤيد جهود المصالحة الفلسطينية بشرط أن تؤدي إلى حكومة تحترم مبادئ اللجنة الرباعية الدولية.

وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد أوردت أمس أن واشنطن أبلغت مصر أنها لا تدعم اتفاق المصالحة، واعتبرت أنه سيقوض المفاوضات التي تجريها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل.

وذكرت الصحيفة أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل أكد لمدير المخابرات المصرية عمر سليمان أن الجدول الزمني الحالي لاتفاق المصالحة "ليس جيدا" ومن شأنه أن يعرقل انطلاق المفاوضات.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أميركي قوله إن الولايات المتحدة تتوقع من أي حكومة فلسطينية وجميع الوزراء الذين ستضمهم أن يوافقوا على شروط الرباعية المكونة من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.