رمز الخبر: ۱۶۶۳۵
تأريخ النشر: 13:28 - 19 October 2009
حسام الدين برومند
عصر ايران ، حسام الدين برومند – بالضبط خلال اللحظة التي تم فيها التصديق على تقرير غولدستون في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة وادانة الكيان الصهيوني القاتل للاطفال في جرائمة الحربية خلال حرب ال22 يوما على غزة ، يواجه قادة تل ابيب كابوس المحاكمة وتلقي العقاب. وحسب تعبير الصحفي والكاتب الشهير محمد حسنين هيكل فان قادة الصهاينة وقعوا الان في الوحل ونظرا الى مطلب الراي العام العالمي وعموم الشعوب الحرة والمستقلة في العالم فان زمن التهرب والتملص من العقاب قد ولى. وعندما تولى ريتشارد غولدستون العام الماضي رئاسة لجنة تقصي الحقائق في حرب غزة ، حذر منذ بدء عمله – لنقل اعترف – بان جرائم الحرب لن تمر من دون متابعة وعقاب في الظروف الحالية.

الا ان سلطان الكيان الصهيوني الملفق لجأوا بعد التصديق على تقرير غولدستون مباشرة الى وسائلهم الدائمة الا وهي العمليات النفسية واعتبروا هذا التقرير بانه ذات طابع سياسي ، التقرير الواقع في 547 صفحة حول احداث غزة والذي يضم 20 الف صفحة وثيقة وصورة وفلم وحوارات مباشرة مع المئات من شهود العيان.

وزعمت وزارة خارجية الكيان الصهيوني في بيان بان تقرير غولدستون غير عادل واعتبرت ان التصديق عليه في مجلس حقوق الانسان بالامم المتحدة ينسف عملية السلام في الشرق الاوسط!

والملفت ان شيمون بيريس رئيس الكيان الصهيوني تهرب عشية التصديق على تقرير غولدستون ، عن الموضوع الرئيسي ولجأ الى قضية انحرافية وطالب مجلس حقوق الانسان بدراسة الاجراءات الايرانية الرامية الى القضاء على اسرائيل!

والان ورغم العراقيل التي وضعها الصهاية والامريكيون امام التصديق على تقرير غولدستون ، فقد صودق على هذا التقرير واخفقت محاولاتهم لارجاء التصديق عليه لمدة ستة اشهر ، وثمة موضوعات حول التصديق على تقرير لجنة تقصي الحقائق حول حرب غزة برئاسة القاضي غولدستون في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة نتناولها فيما يلي بايحاز :

1- ان المصادقة على تقرير غولدستون في مجلس حقوق الانسان يجب اعتباره منعطفا في مجال التمهيد لمحاكمة ومعاقبة قادة الصهاينة المجرمين الذين ارتكبوا على مدى العقود الستة الماضية انواع الجرائم الحربية والجرائم ضد السلام والجرائم ضد البشرية وابادة النسل وقتل الاناس المظلومين والعزل ولديهم سجل حافل بالاعمال الوحشية والاجرامية وتهربوا من العدالة في جميع هذه الحالات بدعم من الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من ان الامم المتحدة اصدرت قرارات اظهرت فيها ردة فعل تجاه الممارسات غير القانونية والمنتهكة لقواعد وقرارات الحقوق الدولية لهذا الكيان الا ان تقرير مجلس حقوق الانسان ادان من الناحية القانونية الكيان الصهوني لاول مرة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد البشرية.

ولذلك فان اهمية هذا التقرير هي اكثر من كونه تحقيقا دوليا بحتا او مواقف من جانب مؤسسة دولية بل هو تقرير يتمتع بقيمة قانونية.

2- بما انه وفقا لتقرير لجنة تقصي الحقائق بشان حرب غزة وتصديقه في مجلس حقوق الانسان فانه تمت دراسة جميع ادعاءات وادلة الطرفين المتخاصمين من وجهة نظر قانونية وتخصصية وان ادانة المجرمين الصهاينة قاتلي الاطفال هو الحد الادنى في هذا المجال ، لكن يجب القول ان هذه العملية لا يجب ان تتوقف عن هذا الحد وانه وفقا لقواعد القانون الدولي ومجلس الامن الدولي فان ملف جرائم الصهاينة في غزة يجب ان يرسل من دون تحيز سياسي الى محكمة الجنايات الدولية لكي تقوم هذه المحكمة بواجبها في استدعاء ومحاكمة قادة الكيان الصهيوني بسبب ارتكابهم جرائم الحرب وجرائم ضد البشرية وابادة النسل .

3- وطبيعي فان "فيتو" اي من اعضاء مجلس الامن الدولي لمنع احالة هذا الملف الى محكمة الجنايات الدولية لا يقوم على اي اساس قانوني وقضائي ، ومن شانه فقط ان يمس بمصداقية واعتبار هذه المؤسسة الدولية التي انشئت اصلا لحماية السلام والامن الدوليين. ويرى المراقبون والمحللون السياسيون ان اميركا ستستخدم مرة اخرى حق النقض الفيتو – وحسب قول الامام الراحل (رض) قانون الغاب – للحيلولة دون احالة تقرير لجنة تقصي الحقائق بشان حرب غزة الى محكمة الجنايات الدولية ، لان اميركا اظهرت مرارا وتكرارا ان لها باعا طويلا في الدفاع عن اعتداءات وانتهاكات وتجاوزات الكيان الصهيوني الملفق ، ولذلك يشاهد بان البيت الابيض ومنذ عام 1945 (بدء عمل الامم المتحدة ) ولحد الان استخدم حق النقض الفيتو لاكثر من 80 مرة نصف ذلك في دعم الكيان الصهيوني في حين تتصاعد الانتقادات الدولية ضد السياسات غير الانسانية للصهاينة.

ان ادارة اوباما تولت السلطة تحت شعار التغيير والزعم بالعمل من اجل السلام في الشرق الاوسط وفي حال اقدمت على استخدام الفيتو ضد تقرير غولدستون فانها ستواجه فضيحة كبرى لانها تطرح من جهة مشروع ما يسمي السلام في الشرق الاوسط ولهذا السبب منح باراك اوباما جائزة نوبل للسلام! ومن جهة اخرى تقوم بالتغطية على عمليات القتل الجماعي وابادة النسل واراقة الدماء في حرب غزة حيث تؤكد جميع مؤسسات حقوق الانسان على معاقبة الكيان الصهيوني بسبب جرائمه واعتداءاته وادان مجلس حقوق الانسان هذا الكيان لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.

4- ان ما يشاهد اليوم بوضوح على الصعيدين الاقليمي والدولي ، هو تزايد وتصاعد "تيار المقاومة" في ظل الصحوة الاسلامية في مواجهة المتغرسين والطامعين ومن هذا المنطلق فان الكيان الصهيوني يتجه يوميا نحو الانهيار والاضمحلال .
ان تقرير غولدستون يشكل ورقة اخرى على هزيمة مثلث واشنطن – تل ابيب – التيار العربي المساوم في ارغام المجتمع الدولي على عدم متابعة جرائم الحرب التي ارتكبها الكيان الصهيوني في حرب غزة (ابتداء من 27 سبتمبر وحتى 18 يناير 2009) وهذا ليس سوى الابتعاد عن خط المساومة والتاكيد على المقاومة والنضال في مواجهة المتغطرسين ، وان الراي العام العالمي وعموم الشعوب الحرة والمستقلة في العالم تتوقع اليوم محاكمة ومعاقبة السلطات الصهيونية المجرمة وقاتلة الاطفال.