عصرایران - اجتماع آخر لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصدور قرار جديد
عنه لا يختلف كثيراً عن سابقاته من ناحية العبارات والمضامين التي أرادت
القوى الكبرى المهيمنة على الوكالة أن تستغلها لأهداف معروفة.
ان مسيرة الملف النووي الايراني معروفة للجميع، فهدف طهران هو امتلاك
التقنية النووية من بناء المنشآت ومراحل التخصيب واستخدام كل ذلك لأغراض
سلمية في مجالات الطاقة والأبحاث، مع التزامها بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة
النووية كونها عضواً دائماً في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
أما الجانب
الغربي الذي يسمي نفسه بمجموعة الـ5+1، فانه يعمل زوراً وبهتاناً لإتهام
ايران بأنها تحمل نوايا غير سلمية في استخدام هذه التقنية، بعيداً عن جميع
الأعراف والقوانين المرعية والأصول المتبعة في المواثيق الدولية. ويتذرع
الغرب بأنه لا يثق بإيران وتعهداتها في محاولة منه لإرغامها على قبول
شروطه التعجيزية ومواقفه المهينة.
وفي هذا المجال، ليس أمام ايران من سبيل إلا أن ترفض محاولة الغرب
للهيمنة وخداعه وأكاذيبه، حيث هناك أكثر من دليل على عدم مصداقية الغرب،
كما يدّعي.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو مَن الذي أعطى الحق لبعض الدول ذات الصبغة
الاستعمارية لتفرض نفسها وصية على البلدان الأخرى، وتبسط هيمنتها على
الشعوب الحرة؟ وكيف يمكن لإيران أن تثق بأنظمة تتجاهر أنها لا تثق بها؟
فعندما يتحدثون عن مقاضاة ايران بالنوايا وفيما الوكالة الدولية لم تشاهد
أي انحراف في المسار السلمي لأنشطة ايران النووية، فماذا يعني صمتهم تجاه
الترسانة النووية الصهيونية التي تتكدس فيها أكثر من مئتي رأس نووي جاهزة
للاطلاق وتهدد المنطقة برمتها؟ فهل المطلوب أن تضحي ايران بقدراتها
التقنية من أجل إرضاء الغرب المفترس؟ أم يريدون نهب ثروة ايران النووية
بأساليب مخادعة وذرائع واهية؟
ان ايران التي فضحت نوايا الغرب وخاصة الولايات المتحدة، بعد تكرار
المؤامرة، وكذلك الدور الوقح لبعض الإدارات الأوروبية في هذه المؤامرة لن
تنطلي عليها المكائد أبداً وهي تعمل بكل طاقة لتأمين ما تحتاجه من الوقود
الضروري لمفاعلها. وان التهديد بالعقوبات أو القرارات المجحفة لن تنال من
إرادة الشعب الايراني للمحافظة على حقوقه، وسيكون هذا الشعب راسخاً في
موقفه وإيمانه وعلى الآخرين أن يجربوا ذلك.