رمز الخبر: ۱۸۲۰۵
تأريخ النشر: 15:40 - 02 December 2009
عصر ایران - رويترز - فرت جميلة شراحيلي وابناؤها الخمسة من منزلهم بعد أن جاء مسؤولون سعوديون الى قريتها قرب الحدود اليمنية ليحثوها على أن تلوذ بالفرار من حرب لا تعلم عنها الكثير.

وتقول جميلة وهي في الخمسينات من العمر وكانت تجلس في خيمة بمخيم للنازحين أقامته السلطات على بعد نحو 35 كيلومترا من الحدود "لم أستطع النوم بسبب القصف.

"لم أدر الى أين أذهب لكن الدفاع المدني أبلغني بأن كل شيء سيكون على ما يرام. فجمعت أثمن ما أملك وجئت الى هنا."

وانضمت أسرة شراحيلي لالاف أجبروا على مغادرة المنطقة منذ أطلقت السعودية حملة عسكرية الشهر الماضي ضد المتمردين الحوثيين اليمنيين الشيعة بعد أن سيطروا على بعض الاراضي السعودية.

ويقدر محمد بن ناصر بن عبد العزيز امير منطقة جيزان ذات الكثافة السكانية العالية وتقع بالطرف الجنوبي الغربي من المملكة أنه تم اجلاء 15 الف شخص حتى الان.

ويقول عمال اغاثة ان العدد الاجمالي قد يتجاوز هذا لان مزيدا من النازحين ما زالوا يتوافدون للتسجيل.

وتخشى السعودية وهي حليف وثيق للولايات المتحدة واكبر دولة مصدرة للنفط في العالم من أن يكون تنظيم القاعدة يستغل انعدام الاستقرار في اليمن الفقير ليقيم ملاذات هناك ينطلق منها لاستهداف المملكة.

ولم تستطع السعودية الا في عام 2006 بمساعدة مستشارين أجانب وقف حملة شنها تنظيم القاعدة في الداخل استمرت ثلاثة أعوام شهدت هجمات عنيفة على مجمعات سكنية يقطنها أجانب وأهداف حكومية ومنشات للطاقة.

وعلى الجانب اليمني تشير تقديرات الامم المتحدة الى ان الصراع بين الحوثيين وحكومة صنعاء أسفر عن نزوح ما يصل الى 175 الف شخص.

وتفجر الصراع على نحو متقطع منذ عام 2004 لكنه ازداد كثافة في اغسطس اب حين أطلقت صنعاء عملية الارض المحروقة ضد المتمردين الذين يشكون من التهميش والاهمال.

ويقول مسؤولون انه تم اخلاء اكثر من 200 قرية سعودية في المنطقة الحدودية.

ويوجد بيت جميلة الجديد في قرية أحد المسارحة الصغيرة حيث نصبت السلطات اكثر من 700 خيمة يتسع كل منها لما يصل الى 12 شخصا ومزودة بمكيف للهواء وكهرباء.

ويلهو الاطفال على أرض ترابية بينما يشاهد البالغون التلفزيون في خيام كبيرة.

وتقول حنان وهي شابة سعودية من قرية نخشوشة "جئنا الى هنا بعد أن سمعنا قصفا مدويا وطلبت منا السلطات الرحيل." وقالت شقيقتها جوما "لدينا كل شيء لكنني أفتقد دراستي بمدرستي."

وافتتحت مدارس مؤقتة بالمخيم فضلا عن مستوصف يعمل به 14 طبيبا.

ويأتي رجال دين الى المخيم في المساء لامامة الصلاة واعطاء دروس دينية.

وقال الامير محمد بن ناصر بن عبد العزيز انه لا يعلم متى يمكن أن يعود النازحون الى ديارهم لكنه عبر عن أمله في أن يكون هذا قريبا.

ويقول عبده الاحمد هزازي وهو سعودي في العشرينات من العمر انه ذهب في البداية الى قرية أخرى بعد أن فر من داره بالمنطقة الحدودية لكن السلطات نقلته فيما بعد لمنطقة أكثر بعدا عن الجبهة.

واضاف "جاءوا بي الى هنا لانها (المنطقة) لم تكن آمنة."

وينتمي النازحون لواحدة من أقل المناطق تنمية في السعودية التي تجلس على اكثر من خمس احتياطيات العالم من النفط. ويبلغ عدد سكان محافظة جيزان الصغيرة نحو 1.3 مليون نسمة وهي أفقر بشكل واضح من بقية أنحاء البلاد.

فالطرق اكثر وعورة وقذارة وعدد المدارس أقل كما يتساقط الطلاء عن مبان كثيرة في العاصمة الاقليمية المتربة في تناقض حاد مع مراكز التسوق الراقية والمقاهي الساحرة بمدينة جدة المطلة على البحر الاحمر أو بالعاصمة الرياض.

وتحاول الحكومة تطوير جيزان لتوفير فرص عمل للسكان وأغلبهم شبان لكنها ما زالت متأخرة عن معظم أنحاء المملكة بما في ذلك عسير المجاورة والاكبر منها بقليل ويبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة.

ويقول البنك السعودي الفرنسي انه في عام 2007 بلغ عدد مستخدمي الانترنت في جيزان نحو 122 الف شخص مقابل 287 الفا في عسير ولا يوجد في جيزان سوى 1700 مدرسة مقابل ثلاثة الاف مدرسة في جارتها.

ويكتظ الكثير من الفنادق والشقق الفندقية في جيزان وبلدات أخرى بالسعوديين الذين فروا من القرى الحدودية.

وقال محمد عبد الله مجرشي "مكثنا في المخيم في البداية لكن لحسن الحظ تم نقلنا الان لشقة. الدفاع المدني يدفع الفاتورة."

وهناك تواجد أمني مكثف. وتفتش قوات الشرطة عند نقاط التفتيش على جميع الطرق الرئيسية بعض العربات والركاب مركزة على وسائل النقل التي تغادر جيزان.

ويساور السعودية القلق من تسلل متشددين من القاعدة يتخذون من اليمن قاعدة لهم عبر طرق التهريب الجبلية الحدودية.

وقالت جميلة في خيمتها بينما كان أطفالها يلعبون خارجها "لا أدري متى سيتحسن الوضع بل انني حتى لا أعلم السبب في هذه الحرب.

"نأمل أن نعود بسرعة فحسب."