رمز الخبر: ۱۸۴۷۵
تأريخ النشر: 12:32 - 09 December 2009
أعلن مستشار الرئيس الترکي أرشاد هرموزلو،أن بلاده لا توافق على فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ملفها النووي السلمي, متسائلاً: "لماذا نفترض أن هناک أمورا يجب معاقبة إيران عليها وتشديد العقوبات عليها؟".
عصرایران - ارنا – أعلن مستشار الرئيس الترکي أرشاد هرموزلو،أن بلاده لا توافق على فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ملفها النووي السلمي, متسائلاً: "لماذا نفترض أن هناک أمورا يجب معاقبة إيران عليها وتشديد العقوبات عليها؟".
   

جاء ذلک في ندوة نظمها "المرکز الإستشاري للدراسات والتوثيق" في بيروت أمس الثلاثاء، تحت عنوان "التوجهات الجديدة لسياسة ترکيا الخارجية"، قال فيها هرموزلو : "إن هناک روابط راسخة تجمعنا بالمنطقة. إننا نعتبر القضية الفلسطينية قضية مرکزية لا تهم العرب فقط بل المنطقة کلها لأنّ القدس ملکنا جميعا ومآذنها تخاطبنا".

وأکد هرموزلو أنه لا يحب "مصطلح الشرق الأوسط، لانه مصطلح مصطنع لم يکن واردا استعماله قبل عقود من الزمن". موضحاً أن الباحثين "يروون أنه عام 1902 نشر أحد الضباط من البحارة الأميرکيين مقالة في لندن في مجلة «NATIONAL VIEW» استخدم فيها مصطلح الشرق الأوسط ويقصد به تلک المنطقة التي تحدها البحار وتکون ضمن نفوذ إنکلترا".

وقال هرموزلو: "إنّ القواسم المصطنعة يجب أن تتغير إلى مناطق معينة بحيث يکون التواصل بين الشعوب وفق ضوابط".

وأضاف: "لم نغير المحور لکن صححنا المحور، فترکيا عضو في منظمة شمال الأطلسي منذ الخمسينيات وترکيا عقدت اتفاقية للإعفاء الجمرکي منذ 16 عاما وهي ماضية بثبات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إذا توفرت الشروط الکاملة للطرفين، لکن ترکيا عضو فاعل في منظمة المؤتمر الإسلامي ومن العشرة الأوائل في رأسمال البنک السعودي للتنمية ولديها اتفاقية للتعاون الاستراتيجي مع مجلس التعاون الخليجي واتفاقية للتعاون الاقتصادي، وخطط للتبادل التجاري مع إيران بعشرات البلايين من الدولارات، وترکيا منضمة إلى منظمة التعاون الاقتصادي کما أنها عضو في حلف دول البحر الأسود".

وتابع: "إن ترکيا عندما تعمل تستند إلى ضلعين، وأن علاقات الدول تقوم على ضلعين وفقدان أحدهما يضر بالعلاقات وهما يتمثلان بالأساس الثقافي وأعني کامل المؤسسات الرافدة لهذا المصطلح من العوامل الدينية والتاريخية والأدبية. والأساس الثاني هو العامل الاقتصادي. وإذا اجتمع الأساسان فتکون لحمة تربط الشعوب والدول، هذا ما رأيناه من نقص في علاقات المنطقة وهذا ما يجب أن يصحح", مضيفا: "نحن شعوب راسخة في القدم والحضارة فلماذا لا يکون هناک في الشرق يونيسکو يضم الأدب العربي والفارسي والترکي والأوردي وکثيراً من المجتمعات الدينية، ولماذا لا نعرف بعضنا بعضا, سألت الکثير من المثقفين من الذين وصلوا إلى مراحل متقدمة من إثراء الفنون والأدب في الثقافة العربية، لکن هل يعرفون أشار کمال (أديب ترکي)، هل يعرفون حافظ وسعدي الفارسيان. کما سألت الأتراک هل يعرفون أدونيس ومحمد جابر الأنصاري والمئات الذي أَثْرُوا الأدب العربي، لماذا لا يکون هناک حرکة أدبية نشيطة..".

وأردف هرموزلو: نحن "لا نرى الدور الترکي بديلا عن الدور المصري أو السعودي وإنما مکملا لهما وکذلک الأمر بالنسبة للدور الإيراني، وقد قلت أنّ الدور الإيراني دور مکمل للدور الترکي ونحترم الجار الإيراني ولم تحدث منازعات معه ولدينا معه حدود طويلة والثقافة الإيرانية أغنت الثقافة العربية. إذا کانت هناک دولا لا تحذو حذو دول الجوار فإننا نحضها على ذلک، ونحن من الأهلية بمکان أننا نستطيع أن نکمل أنفسنا ونشکل عمقا لمنطقتنا، هذه المناطق سواء العراق وسوريا وجميع المناطق الأخرى".

ورداً على سؤال حول موقف ترکيا من الضغوط على إيران ومحاولة فرض عقوبات عليها, قال هرموزلو: "إننا ننحى إلى تغليب الحوار وسلوک الطرق الدبلوماسية لحل النزاعات، نحن نرى حق کل دولة باستخدام کل الطاقات حتى لو کانت نووية لغرض سلمي وليس سرا أن ترکيا لا توافق أن تکون المنطقة منطقة نووية وتحوز أسلحة الدمار الشامل في أي منطقة وبما في ذلک إسرائيل".

أضاف: "علاقتنا مع إيران تختلف عن علاقة أميرکا مع إيران وهذا أمر يجب أن يعرفه الأميرکيون جيدا، لذلک نحن لسنا مع فرض عقوبات على إيران إذا لم تکن هناک أدلة ثابتة على امتلاکها أسلحة نووية، وإيران فتحت ملفاتها بموجب تعهداتها لأنها عضو منتمي للجنة الدولية للطاقة الذرية، نرى أن إيران تسعى لامتلاک الطاقة لأغراض سلمية، وهذا ما تفيده جميع الدلائل فلماذا نفترض أن هناک أمورا يجب معاقبة إيران عليها وتشديد العقوبات عليها".

سبقت المحاضرة کلمة للخبير بالشؤون الترکية الدکتور محمد نور الدين، الذي قال: "يحسن العرب جلد الذات، عندما کانوا بالأمس بأمس الحاجة لصديق وحليف کانت إيران أو ترکيا، لنتصور أن العرب في موقعهم الطبيعي المقاوم للصهيونية ومشروعها والتوسعات الغربية ثم جاء الأتراک والإيرانيون وشکلوا مظلة واقية لهم فماذا کان ليحصل؟ لکان تغيّر وجه الشرق الأوسط والعالم أيضاً".