رمز الخبر: ۱۸۵۶۸
تأريخ النشر: 09:44 - 12 December 2009
مصیب نعیمي
عصرایران - تسلم الرئيس الأمريكي، باراك اوباما، جائزة نوبل للسلام بعد أيام من قراره بإرسال قوات إضافية الى أفغانستان، وكأن الجائزة السياسية بامتياز، تخصص لكل من يهدد السلام العالمي ويخوض حروباً ضد الفقراء.

وليس غريباً ان ينال اوباما جائزة السلام التي سبقه فيها اسحاق رابين وكيسنجر و...
غير ان مثل هذه الخطوة تؤكد من جديد الاستغلال الغربي لعبارات السلام والحرية والديموقراطية وراء ستار انتهاك القوانين وتبرير الجريمة.

فأي سلام جاء به اوباما خلال فترة حكمه التي بدأت مع العدوان الصهيوني الإجرامي على غزة، والذي أدى الى سقوط آلاف الشهداء من الأطفال والنساء في بيوتهم، واستمرار الهيمنة الأمريكية على العراق وتصعيد القتل والدمار في أفغانستان، وتهديد الأمن والسلام في العالم الى جانب تفش وباء انفلونزا الخنازير المشبوه. والكثير الكثير من الانتهاكات اليومية بحق البلدان والشعوب.

ان الشعب الأمريكي نفسه عبر عن استيائه لهذا القرار، إذ ان ثلثي الأمريكيين اعتبروا ان اوباما لا يستحق جائزة نوبل. فهو لم يتقدم بخطوة واحدة نحو السلام المنشود.

ان منح اوباما جائزة نوبل للسلام يكشف عن رؤية غربية مهينة لقضايا العالم الإسلامي، وتسخر بحياة الشعوب الفقيرة، وتريد ان تقول بأنه لا قيمة لدماء الفقراء، بل يمكن لمن يريقها أيضاً ان يحصل على جائزة السلام.

فمنذ تواجد الصهاينة في الأرض الفلسطينية، وشلال الدم متواصل بدعم وتشجيع أمريكي، حتى تجرأ الأمريكيون على غزو بلدان إسلامية وقتل شعوبها في وضح النهار، ومن ثم تبادل الأوسمة على ما قاموا به من انتهاكات ضد المسلمين.

هذه حقيقة حياتنا اليوم، ونحن منشغلون في حروب عبثية ونتقاتل سياسياً وإعلامياً وعسكرياً كي نرضي الغرب دون الحصول على أدنى موقع لديهم.

فمتى تعود القيم الإسلامية الى ساحتنا لنفكر بمصالحنا المهددة من قبل الغرب، والتي لا يمكن تحقيقها إلا عبر العودة الى الذات والتآخي فيما بيننا؟

ومن المؤسف ان نرى الأعداء يتفقون على باطلهم ونحن لا نتوحد على حقنا.

ان سياسة تبادل الشتائم وزرع الكراهية والعداء بين أمة أراد الله بها ان تكون خير أمة وفي صف واحد، لا تؤمن لنا فرصة للحياة الكريمة ولا مستقبلاً نفتخر به، وسوف تسألنا أجيالنا الطالعة عما فعلناه في أمة كانت أسوة للأمم عبر التأريخ.