رمز الخبر: ۱۸۶۷۷
تأريخ النشر: 09:22 - 15 December 2009
مصیب نعیمي
عصرایران - حينما كانت المقاومة صاحبة الكلمة قبل ان يختار البعض ما تسمى عملية التسوية بفعل ايحاءات الاخرين وفي مقدمتهم القوى الغربية على الاخص الولايات المتحدة، كان الكيان الصهيوني يحسب الف حساب لأي خطوة يريد القيام بها لاقتطاع المزيد من حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة، لكن هذه العملية جاءت لتكون غطاء لتمرير نوايا هذا الكيان لابتلاع فلسطين رويدا رويدا ووضع الآخرين امام امر واقع.

الحقيقة هي ان عملية التسوية اريد بها اسكات المقاومة الفلسطينية، والتعزيز بها لتضع السلاح على الأرض، وحتى يكون السبيل ممهداً امام كيان الاحتلال الذي عقد عزمه منذ بداية المفاوضات على ان لا يقدّم للفلسطينيين أكثر مما لديهم الآن في قطاع غزة والضفة الغربية، ولذا فإن من يعقد الرهان على استعادة المزيد من الحقوق الفلسطينية المشروعة عبر ما يسمى عملية التسوية إنما هو على خطأ، فالبندقية الفلسطينية أثبتت ولا زالت قدرتها على استرجاع الحق الفلسطيني في فترة وجيزة أكثر مما أظهرته المفاوضات منذ انطلاقها على مر سنوات طويلة يمكن القول انها ذهبت هباء.

فهذا الكيان الصهيوني الذي يرى وقوف القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الى جانبه، حتى حين وساطتها، بات ينفذ مشاريعه على مرأى من الرأي العام العالمي دون خشية من أي انتقاد، ففي أحدث خطوة له قبل بضع أيام، خصص أكثر من مليار دولار لمستوطنات نائية في الضفة الغربية المحتلة تعرف بمناطق التفضيل القومي، يقطنها مستوطنون في غاية التطرف، وهي خطوة تؤكد بطلان الرهان على امكانية التعايش مع الزمرة الصهيونية التي جيء بها الى هذه المنطقة من قلب العالم الإسلامي على حساب تشريد أصحاب الأرض الحقيقيين.

وعلى الرغم من تطاول الصهاينة على الحق الفلسطيني، تتحدث حكومة الاحتلال عن احتمال توقفها عن تقديم المزيد! من التنازلات والخطوات السلمية! تجاه الفلسطينيين إذا ما استمروا بتجاهلها ورفضهم تحريك ما تسميه العملية السلمية!

فهل يرى المراهنون على هذه العملية ان كيان الاحتلال أقدم حتى الآن على خطوة واحدة تنم عن الاعتراف بحقوق الفلسطينيين أم انه يواصل سياسة توسعية ليس إلا، وان المفاوضات ليست إلا مظلة يستظل بها هذا الكيان لابتلاع الحقوق الفلسطينية التي احتلها الصهاينة قبل نحو ستة عقود.