رمز الخبر: ۱۸۸۶۷
تأريخ النشر: 09:15 - 20 December 2009
عصرایران - (رويترز) - أجرى سعد الحريري رئيس وزراء لبنان يوم السبت مُحادثات "بناءة" في دمشق مع الرئيس السوري بشار الأسد من شأنها طي صفحة من العلاقات المضطربة بين البلدين.

ورحب الأسد بحرارة بالحريري عند مدخل القصر الرئاسي في دمشق إثر وصول رجل الأعمال والملياردير اللبناني الى العاصمة السورية على متن طائرة خاصة.

وقالت بثينة شعبان وهي مساعدة للأسد للصحفيين عقب انتهاء الجولة الاولى من المحادثات التي استمرت ثلاث ساعات "الحوار كان بناء والجو كان وديا وتمت مناقشة جميع المواضيع بشفافية مع النية بالاستمرار ووضع الخطط التنفيذية للارتقاء بهذه العلاقة الى مستوى طموح البلدين والشعبين."

وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية "جرى خلال اللقاء استعراض التطورات الايجابية السائدة في لبنان وسوريا وتاريخ العلاقات السورية اللبنانية وكيفية تجاوز الآثار السلبية التي شابت هذه العلاقات خلال مرحلة معينة حيث تم الاتفاق على فتح آفاق جديدة تعزز التعاون بين البلدين في جميع المجالات". ونقلت الوكالة عن الحريري قوله انه يسعى الى علاقات حقيقية واستراتيجية مع سوريا.

وتتوقع مصادر سياسية لبنانية ان يتفق الزعيمان على فتح صفحة جديدة في علاقاتهما الشخصية وعلى تعزيز التعاون بين حكومتيهما لضمان استقرار لبنان.

وفي لبنان قالت بهية الحريري عضو البرلمان اللبناني وعمة رئيس الوزراء " بالنهاية الدولة الاقرب لنا هي سوريا. وان شاء الله تكون نتائج هذه الزيارة استقرارا وأمنا في لبنان."

وقال محللون لبنانيون ان التحسن في العلاقات مع دمشق من شأنه أن يسد هوة الانقسام السياسي في بيروت ويخفف من حدة التوتر الطائفي كما من شأنه أن يمنح الحريري النفوذ اللازم لإقرار إصلاحات اقتصادية وغيرها تأخرت طويلا في لبنان.

واتهم ائتلاف الحريري (14 اذار) سوريا باغتيال رفيق الحريري والد سعد ورئيس وزراء لبنان الاسبق في فبراير شباط 2005 . كما القى باللائمة على دمشق في قتل أو مهاجمة عدد من السياسيين والصحفيين في السنوات التالية.

وتنفي سوريا أي صلة لها بالاغتيالات.

ولم توجه المحكمة الخاصة ومقرها لاهاي بعد الاتهام الى أي شخص في مقتل الحريري الذي أجبر دمشق على انهاء وجودها العسكري الذي استمر 29 عاما في لبنان في ابريل نيسان عام 2005 تحت وطأة مظاهرات شعبية وضغط دولي.

وطالما اشتبك تحالف سعد الحريري مع حلفاء سوريا في لبنان وفي مقدمتهم حزب الله المدعوم من ايران وهددت الازمة السياسية بانزلاق لبنان في أتون حرب أهلية جديدة.

لكن تحسن العلاقات بين سوريا والسعودية التي تدعم الحريري في وقت سابق هذا العام ساعد في تخفيف حدة التوتر في لبنان وسمح للحريري الذي فاز في الانتخابات البرلمانية في يونيو حزيران بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم حزب الله وغيره من حلفاء دمشق.

حزب الله الذي خاض حربا دامية ضد اسرائيل في العام 2006 هو الجماعة المسلحة الوحيدة في لبنان وتصفه وشنطن بالجماعة الارهابية ولكن حكومة الحريري تقول انها قوة شرعية تهدف الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي لجزء من الاراضي اللبنانية.

والحريري الذي لم يرافقه في زيارته الا احد كبار مساعديه سيمضي ليلة في العاصمة السورية لاجراء المزيد من المحادثات مع كبار المسؤولين قبل ان يعود الى بيروت يوم الاحد.