رمز الخبر: ۱۹۰۳۱
تأريخ النشر: 10:33 - 24 December 2009
مصیب نعیمي
عصرایران - تعتبر الصهيونية التي زرعت في هذه المنطقة قبل ستة عقود مشروع فتنة بكل تفاصيلها، فالقيمون على هذا الكيان المصطنع يعملون جهاراً لتفتيت المنطقة وإشغال المسلمين في خلافات عبثية وحروب جانبية.

وليس غريباً أن يكون المخطط الصهيوني حاضراً في جميع الأزمات بين الدول العربية والاسلامية وحتى بين الشعوب وحكوماتهم، إذ هناك مشاريع للفتنة تمولها الصهيونية في كل حين ومكان.

والمؤسف ان بعض الأدوات الإعلامية في المنطقة تقوم بدور المروج لهذه الفتن، حيث يحاولون ترويج الخلافات بين الشعوب الاسلامية وكأن المشكلة المسلمون أنفسهم، وليس الاحتلال الصهيوني لأراض عربية وقتل العرب والمسلمين في فلسطين وجوارها طوال ستة عقود متواصلة.

واذا نظرنا الى بعض الأزمات المفتعلة والكراهيات المختلقة، نرى بأن الأيدي الصهيونية تكمن وراءها، وإلا فما معنى الترويج للخطر الايراني، والحديث عن خلاف ايراني – عراقي في هذه المرحلة، والسعي لتخويف الناس من أخطار مزعومة داخل البيت الاسلامي؟

فبين البلدان المجاورة بعض الاختلافات حول الحدود أو التباين في ادارة الأمور، غير ان هذا التباين يبقى في اطاره الأدنى عندما يرتبط بدول عربية، ولكن تقوم الدنيا ولا تقعد في خلاف جزئي بين بلدين اسلاميين.

فمن لا يعلم عن الخلاف الحدودي بين السعودية وقطر، والامارات وعمان، والكويت والسعودية؟ لكن التحريض يأتي عندما تقتضي المصلحة الصهيونية ضرب التآخي والتعايش بين المسلمين.

فالضجة الإعلامية التي أثيرت عن ايران والعراق برغم حسم الموضوع من قبل المسؤولين في البلدين، لا تزال تحاول بعض الأبواق إبقاءها على نار حامية ولأغراض معروفة.

اننا سوف نخسر الكثير اذا بقينا نتقوقع في داخلنا ونحارب أنفسنا فيما العدو يتربص بأمننا وسيادتنا، والكبار يستغلون خلافاتنا وينهبون ثرواتنا ومن ثم يبيعوننا أسلحة مدمرة لنقتل أبناءنا وإخواننا في حروب عبثية.

فمتى نعود الى رشدنا ونميّز بين أعدائنا وأصدقائنا بعيداً عن التحريض والعصبية التي دفعنا بسببها ثمناً باهضاً من رصيدنا ومستقبلنا؟!