رمز الخبر: ۱۹۲۷۲
تأريخ النشر: 08:26 - 02 January 2010
عصر ايران – ان الاحداث التي وقعت في يوم عاشوراء في طهران والتي ادت الى اندلاع اعمال شغب في شوارع العاصمة ومقتل واصابة عدد من الاشخاص وانتهاك لحرمة عاشوراء ذكرى استشهاد الامام الحسين (ع) شكلت وسيلة للمجموعات السياسية لكي تستثمر هذه الاحداث لصالحها.

ورغم ان رؤية المجموعات المختلفة والمتنازعة احيانا الى احداث هذا اليوم كانت مختلفة الا ان النقطة المشتركة هي ان معظمها ابدى وجهات نظر من جانب واحد.

لكن في هذا المجال اتخذ اية الله جوادي املي الذي نادرا ما يتحدث عن القضايا السياسية ، اكثر المواقف حكمة وانصافا.

فقد ابدى اية الله جوادي املي بشان احداث يوم عاشوراء نقطتين ، الاولى "ان الاساءة للمقدسات مدانة الى الابد خاصة في يوم عاشوراء وان منتهكي المقدسات يجب معاقبتهم حسب القانون". والثانية انه اذا لحق خلال هذه الاحداث ضرر بانسان برئ فيجب التعويض عن ضرره لكي يتم حسب الاية الكريمة "وامتازوا اليوم ايها المجرمون" الفصل بين المجرم وغير المجرم.

والحقيقة ان عددا من الذين اشتبكوا في يوم عاشوراء مع الشرطة وخلافا لمكانة وحرمة هذا اليوم الذي يكرمه حتى غير المسلمين ، قاموا من دون ان يعرفوا انهم في يوم عاشوراء باعمال الفرح والسرور وكانوا يصفقون ويصفرون. في حين ان عاشوراء هو يوم حزن والم للشيعة واهل البيت عليهم السلام وان التظاهر بالفرح والسرور يتعارض تماما مع المعتقدات والمشاعر الشخصية والدينية للمجتمع الايراني.

ان هذا الامر مهم لدرجة انه حتى الاقليات الدينية تكرم وتحفظ حرمة عاشوراء ولا تقيم في هذه الايام احتفالات الزواج والفرح والميلاد و... بل ان بعضا منهم يقوم بمسايرة المسلمين ويشارك في مراسم عزاء سيد الشهداء الامام الحسين (ع).

لذلك وحتى انه لو كان عدد الذين قاموا بالفرح والسرور والابتهاج وصفقوا في يوم عاشوراء ، ضئيل لكن المجتمع الحزين في يوم عاشوراء لا يمكن ان يمر مرور الكرام على هذا التجاسر والانتهاك لانه اذا غض النظر عنها فلن تبقى هناك حرمات في المجتمع.

لذلك ليس هناك ادنى شك في التنديد بانتهاك الحرمات هذا ولا يفرق من ولاي هدف قام بتحويل عاشوراء الى مسرح للفرح والسرور. المؤكد ان الفرح والابتهاج في يوم عاشوراء لا يمكن تبريره اطلاقا لان هذا العمل اضافة لكونه يشكل انتهاكا لحرمة عاشوراء فانه يجرح المشاعر الدينية للشعب كما ان القتل واراقة الدماء في يوم عاشوراء والذي يعد "الشهر الحرام" يشكل انتهاكا وعدم احترام لعاشوراء الحسين (ع).

وطبعا ان الشرطة اعلنت في بيان لها بان القتل الذي حدث في يوم عاشوراء في طهران لم يكن من عمل افرادها الرسميين لانهم لم يكونوا يحملون السلاح ، ونحن لسنا هنا بصدد البحث عن القتلة الذين اراقوا دماء عدد من الاشخاص في هذا اليوم الحزين بل ان انتهاك حرمة هذا اليوم لم يقتصر على تصفيق وابتهاج وتصفير عدد من الاشخاص بل ان دماء اريقت فيه.

وألم ينتهك الذين اطلقوا في هذا اليوم النار على اب لولدين وقتلوه (واعتبرت الشرطة ان هذا الاجراء ارهابي ومشتبه به) او طعنوا بالسكن شخصا ، حرمة عاشوراء؟ والم يعلن بان عمليات القتل هذه مشبوهة وحتى هي من عمل الارهابيين؟ لذلك فالمتوقع التنديد بانتهاك حرمة هذا الشهر الحرام وبالذين ارتكبوا ذنب قتل الناس؟

والمتوقع من السلطة القضائية ان تبادر الى انزال العقاب بحق جميع الذين انتهكوا حرمة عاشوراء سواء الذين قاموا بالفرح والابتهاج في هذا اليوم او الذين ارتكبوا قتل النفس.

ان ملاحقة منتهكي حرمة عاشوراء هي نقطة اكدت عليها اية الله جوادي املي ودعا الى "محاسبتهم قانونيا" والنقطة الثانية التي اشار اليها هي الفصل بين المجرم وغير المجرم.