رمز الخبر: ۲۰۳۶۳
تأريخ النشر: 11:30 - 02 February 2010
المخرج شهرام أسدي فقال مشيراً إلى المعايير السائدة في السينما ذات المواصفات القياسية في العالم: إن السينما الجيدة تتسم بالإهتمام بالتخصص مع إستخراج وحساب نفقات الإنتاج بصورة دقيقة ومنتظمة.
عصرایران - مازالت نشاطات الدورة الثامنة والعشرين لمهرجان الفجر السينمائي الدولي متواصلة في طهران وباقي محافظات البلاد. عروض سينمائية، جلسات نقد ومناقشة للأفلام تتسم بالحدة أحياناً بين الصحافيين والنقاد والسينمائيين بين مؤيد ومنتقد تصب كلها في صالح مسيرة تطور السينما في البلاد، إبداء للآراء ووجهات النظر من قبل المسؤولين والسينمائيين، إستمرار سوق الافلام، توقعات بشأن أفضل الأعمال وغيرها من النشاطات المحتدمة والساخنة التي تشهدها الساحة السينمائية الإيرانية خلال الأيام الجارية.

في هذا السياق أدلى جواد شمقدري مساعد وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي بتصريح لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إيرنا) أكد فيه على أن توجهات الحكومة بالنسبة لإقامة مهرجان الفجر الدولي تنصب ضمن إطار الإستقلال الثقافي في البلاد والتعريف بأهداف وطموحات الثورة الإسلامية. وأضاف شمقدري قائلاً: حاولنا خلال الدورة الحالية من المهرجان أن تكون لدينا رؤية مختلفة بشأن مشاركة الأعمال السينمائية في القسم الدولي وأعضاء لجنة التحكيم فيها، وكان إطار رؤيتنا هذه هو أن تنصب تلك النشاطات في صالح الإستقلال الثقافي للبلاد. لهذا السبب حاولنا في إختيار أعضاء لجنة التحكيم في حقل المشاركة الدولية أن تكون التوجهات متناسبة مع أهداف وطموحات الثورة الإسلامية وأن تكون لنظرتنا الثقافية أبعاد عالمية وكان لهذا السبب أن أخذنا التنوع الجغرافي بنظر الإعتبار لدى إنتخاب أعضاء هذه اللجنة.

كما أقيمت خلال الأيام الماضية على هامش نشاطات المهرجان وضمن إطار (ملتقى السينما الإيرانية) ندوة تحت عنوان (آفاق السينما الملتزمة بالمواصفات القياسية في العقد القادم). وشهدت الندوة إلقاء محاضرات من قبل عدد من السينمائيين الإيرانيين أبدوا من خلالها آراءهم ووجهات نظرهم حول مختلف جوانب السينما الإيرانية.

وكان من بين المتحدثين المنتج السينمائي قاسم قلي بور الذي ذكر بأنه يرى بأن إفتقاد صفة العمل الجماعي وتحديد الهدف المناسب إلى جانب عدم الإهتمام الكافي بالقوى العاملة البشرية العاملة في هذا القطاع إديا إلى عجزنا عن التحرك في إتجاه السينما الملتزمة بالمواصفات القياسية.

وأضاف هذا المنتج السينمائي قائلاً: قبل كل شيء يتطلب قطاع السينما بذل الجهد من أجل جعل القوى البشرية ذات معايير قياسية بصورة يحتل معها كل شخص مكانه المناسب، كما أن هناك ضرورة لفصل وتفكيك الإختصاصات في الأعمال وأن لا يجيز أحد لنفسه أن يتدخل في مجال ليس من إختصاصه.

أما المخرج شهريار بحراني فقال بأن التركيز في العمل بالمواصفات القياسية يجري حالياً على المعدات والأجهزة في حين نلاحظ أن هناك عددا قليلا من الأفلام لها نكهة ومغزى للمتلقي.
وقال مخرج فيلم (ملك سليمان = مملكة سليمان) مشيراً الى بعض المشاكل التي تواجهها السينما الإيرانية بعد الثورة: في أحدى المراحل التي أعقبت الثورة إصبنا بحمى السياسة وقام الفنانون بطرح أنفسهم خارج حدود إختصاصاتهم الفنية.

ووصف بحراني أن معرفة لغة المتلقي وما يحبه والحركة بإتجاه السينما ذات المعايير القياسية من المسائل الأساسية في الإنتاج السينمائي معتبراً النجاحات التي حققتها السينما الإيرانية على الساحة الدولية توجهاً إيجابياً في التعرف على المتلقي الداخلي والأجنبي.

وأوضح بحراني بأن منافسنا في مجال السينما لا يمتلك في جعبته شيئاً ليعرضه وقال: من المفروض علينا أن نعمل على الإبداع الفني في الأفلام الإيرانية مستندين على ثقافتنا الثرية ومعتقداتنا وقيمنا الإنسانية.

أما المخرج شهرام أسدي فقال مشيراً إلى المعايير السائدة في السينما ذات المواصفات القياسية في العالم: إن السينما الجيدة تتسم بالإهتمام بالتخصص مع إستخراج وحساب نفقات الإنتاج بصورة دقيقة ومنتظمة.

ومن الفعاليات الأخرى التي تقام بالتزامن مع مهرجان الفجر السينمائي الدولي إقامة سوق الأفلام في مركز المؤتمرات في برج ميلاد في العاصمة طهران.

ويقام هذا السوق في العام الحالي في محل قريب من صالة المطبوعات لهذا لقي هذا السوق إقبالاً لافتاً من قبل الإعلاميين والنقاد وشهد السوق مباحثات ومناقشات بين الإجانب المتواجدين في السوق والمسؤولين عن الأجنحة الإيرانية.

ويشارك في هذا السوق هذا العام 16 بلداً هم عبارة عن روسيا وفرنسا والمانيا وايطاليا وموناكو وتركيا و الصين وأفغانستان والهند بالإضافة إلى عدد من الدول العربية منها سوريا ولبنان وفلسطين وقطر والأردن والكويت والبحرين. كما تشارك 22 شركة إيرانية في هذا السوق منها مركز التربية الفكرية للأطفال والناشئين والقطاع الفني في مؤسسة الإعلام الإسلامي ومؤسسة الفارابي السينمائية وعدد آخر من الشركات والمؤسسات العاملة في قطاع الإنتاج السينمائي.

وقد شهد المعرض هذا العام إقبالاً لافتاً من قبل الدول العربية حيث أحتلت هذه الدول أكبر عدد من الأجنحة هذا الى جانب تركيا التي شاركت بعرض نتاجاتها السينمائية والتلفزيونية للتسويق والبيع. وأدلى بعض المشاركين في أجنحة المعرض بأحاديث لوكالات الأنباء والصحافة، من بينهم السيد محمد جودي مسؤول جناح شركة (هـِرّي) للأفلام السينمائية الذي إعتبر سوق طهران فرصة جيدة لعرض نتاجات شركته وقال: في ايران تتاح لنا فرصة جيدة للإتصال مع الشركات الأوروبية في حين أن سوق الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي في مصر وفر لنا أمكانية الإتصال بالشركات الآسيوية والعربية.

أما سعيد خنرجي المسؤول عن الجناح اللبناني فقد أشاد بأفلام الصور المتحركة الإيرانية واصفاً إياها بإنها بالممتازة من حيث الجودة والنوعية.

من ناحية أخرى تشير التقارير إلى أن هناك أربعة أفلام أيرانية واجهت نسبة إقبال أكبر من لدن المشاهدين لحد الآن ومن المتوقع أن تنحصر المنافسة بينها لنيل جوائز المهرجان في حقل السينما الإيرانية، هذه الأفلام هي عبارة عن (به رنك أرغوان = باللون الأرجواني) لإبراهيم حاتمي كيا، (طلا ومس = الذهب والنحاس) لهمايون أسعديان، (نفوذي = المخترق) لكل من أحمد كاوري ومهدي فيوضي، (عصر روز دهم = عصر اليوم العاشر) لمجتبى راعي.

ومن الأفلام الإيرانية المشاركة في المهرجان فيلم (دموكراسي در روز روشن = ديمقراطية في وضح النهار) الذي نال إنتقادات من قبل الإعلاميين خلال ندوة مناقشة الفيلم التي أقيمت بعد عرض بسبب تكاليفه الباهظة نسبياً. وحول موضوع الفيلم تحدث منتجه سماحة حجة الإسلام والمسلمين (زم) وهو من رجال الدين وفي نفس الوقت هو رئيس جمعية (فيديو رسانه = الإعلام بالفيديو) قائلاً: لقد حاولنا في هذا العمل إعطاء إنطباع جميل عن الموت يختلف عما هو متعارف عليه عنه بين أبناء المجتمع وأرجو أن نكون قد وفقنا في مسعانا هذا.

وذكر هذا المنتج السينمائي بأن العاملين في الفيلم لم يستلهموا فكرته من نموذج معين وإذا كان هناك تشابه بين شخصية عزرائيل (الممثل محمد رضا كلزار) مع شخصيات فيلم (ماتريكس) فإن ذلك هو من باب الصدفة.

وحول سؤال لأحد الصحفيين بشأن الأجر المرتفع الذي تقاضاه الفنان كلزار والبالغ 90 مليون تومان إيراني (حوالى 90 ألف دولار) عن دوره في ستة مشاهد أداها في الفيلم رد حجة الإسلام زم قائلاً: إن ما أعلن عنه في وسائل الإعلام بشأن أجر هذا الممثل السينمائي صحيح وهو حسب ما تقولون 15 مليون تومان للمشهد الواحد. لكني أود أن أزيدكم علماً بأن هذا المبلغ قد دفعته من حساب شخصي خاص وليس من بيت المال ومن غير اللائق توجيه التهم لأي كان بهذا الشأن.

وأوضح زم قائلاً: لقد إخترنا ملامح وجه الفنان محمد رضا كلزار لخلق الإنطباع لدى المشاهد بأن الموت جميل وذلك بالإستفادة من ملامحه الوسيمة. وذكر بأن نفقات إنتاج الفيلم بلغت 730 مليون تومان لأن موضوعه كان مهماً وكان يجب أن يخرج العمل بكيفية جيدة ولم ينفق على الفيلم شيء من مؤسسة الفارابي أو أي مؤسسة حكومية أخرى.

وعلى صعيد متصل أدلى المخرج السينمائي والتلفزيوني فريدون حسني بتصريح لمراسل وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية في مدينة أصفهان قال فيه: إن إقامة مهرجان الفجر في عشرة محافظات بالتزامن مع طهران وللمرة الأولى في تاريخ المهرجان يعد خطوة موفقة ومؤثرة في عرض قدرات السينمائيين في المحافظات في مجال إنتاج الأفلام السينمائية.

وأضاف هذا المخرج السينمائي والتلفزيوني قائلاً: إن هذا المهرجان بإمكانه تلبية إحتياجات جميع الفنانين والسينمائيين في المدن الأخرى غير العاصمة شريطة أن يكونوا هم بدورهم قادرين على إستغلال الإمكانيات التي توضع تحت تصرفهم في العاصمة.

وأعرب عن أمله في أن تشهد الأعوام القادمة أقامة المهرجان في مدن أكثر كما هو الشأن في غالبية المهرجانات التي تقام سنوياً في كافة أرجاء العالم.