رمز الخبر: ۲۱۲۳۲
تأريخ النشر: 08:44 - 13 March 2010
ماجد حاتمي
عصرایران - المتتبع لحديث نائب الرئيس الاميرکي جو بايدن وهو يخاطب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو عن التزام الولايات المتحدة المطلق بامن "اسرائيل" يخرج بنتيجة واحدة وهي، انه کلما تمادى الکيان الصهيوني بابتلاع الاراضي الفلسطينية وتهويدها واتخاذ اجراءات احادية الجانب وفرض حقائق على الارض ومواصلة الاغتيالات والاعتقالات، کلما کان الدعم الاميرکي اقوى واوضح.

البعض کان يتوقع، او هکذا کان يجب ان يکون، ان يتخذ نائب الرئيس الاميرکي موقفا يستبطن حيادا حتى على مستوى الدنيا، بعد الاجراءات العدوانية والتعسفية والاستفزازية التي اتخذتها الحکومة الصهيونية بضم الحرم الابراهيمي ومسجد بلال بن رباح الى قائمة التراث اليهودي، او على الاقل للرد على الاهانة الصهيونية لشخص بايدن نفسه، عندما اعلنت سلطات الاحتلال الصهيوني قبل وصول النائب الاميرکي عن خطة لبناء 112 وحدة سکنية في مستوطنة بيتار ايليت قرب بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة.

الملفت وامام کل هذا الاستهزاء الصهيوني اکد الضيف الاميرکي المهان ان اساس علاقة بلاده باسرائيل هو الالتزام المطلق والتام والثابت بامنها، وزاد على ذلک قائلا ان التقدم يحصل في الشرق الاوسط عندما يدرک الجميع انه ليس هناک ببساطة اي مسافة بين الولايات المتحدة واسرائيل، فمثل هذه المسافة بين الولايات المتحدة واسرائيل لا وجود لها عندما يتعلق الامر بامن اسرائيل.

الملفت ايضا ان زيارة بايدن للمنطقة جاءت في سياق سياسة سلب ما تبقى للسلطة الفلسطينية من اوراق، وهي ليست ضاغطة في کل الاحوال ولن تکفي لتغطية عورتها امام الجانب الصهيوني، الا ان السلطة الفلسطينية مازالت تمني النفس في الجلوس الى طاولة مفاوضات لا تملک عليها حتى ورقة ضغط واحدة.

ما قيل عن مفاوضات غير مباشرة والتي استحصلها المبعوث الخاص الاميرکي للشرق لاوسط جورج ميتشل من السلطة الفلسطينية خلال جولاته المکوکية للمنطقة هي في الحقيقة حرکة جاءت لتجاوز حالة الحياء بعد ان جرد الکيان الصهيوني مفاوضيه في السلطة من کل شيء، الامر الذي کان سيظهرهم کعراة اذا ما جلسوا بشکل مباشر امام الصهاينة.

اخيرا هناک تساؤل کبير يطرح نفسه عن جدوى مفاوضات غير مباشرة مع طرف لم تفلح المفاوضات المباشرة وعلى مدى اعوام باقناعه بتقديم حتى تنازل صوري لحفظ ماء وجه شريکه في التفاوض امام شعبه الذي تبتلع کل يوم ارضه دون ان تستثنى حتى مقدساته.