رمز الخبر: ۲۱۲۷۴
تأريخ النشر: 10:58 - 14 March 2010
عصرایران - الإحتفالات الخاصة بكل شهر

أشهر السنة الإيرانية هي كالتالي: فروردين (farvardeen) وهو الشهر الأول من السنة وتصادف بدايته يوم 21 نيسان/ ابريل كما أنه أول أيام فصل الربيع، أرديبهشت (ordibehesht)، خرداد (khordaad)، تير (tir)، مرداد (mordaad)، شهريور (shahreevar)، مهر (mehr)، آبان (abaan)، آذر (azar)، دي (dey)، بهمن (bahman)، وأخيراً إسفند (esfand).

إن الإيرانيين القدماء كانوا يعيرون أهمية كبيرة للإحتفالات الخاصة بكل شهر من هذه الأشهر، وتقول توران شهرياري حول هذا الموضوع: كان الإيرانيون يحتفلون في كل شهر من أشهر السنة بإحتفال خاص بذلك الشهر حيث كانوا يقيمون مآدب بهذه المناسبة يقدمون فيها مأكولات تراثية وشعبية بسيطة مثل ماء اللحم والحساء والحلوى وغيرها.

إن الإحتفالات المخصصة لكل شهر فهي كالتالي:

- فروردينكان: يحتفل به في التاسع عشر من شهر فروردين ويسمى بـ (فره وهر) وهو خاص بالصالحين والمطهرين من الأموات.

- أرديبهشتكان: يحتفل به في الثالث من شهر أرديبهشت. وهو خاص بالملاك المقدس أرديبهشت الذي يرمز للطهر والصدق كما أنه يعتبر ممثل الدين الإلهي وحارس النيران.

- خوردادكان: يحتفل به في الرابع من شهر خرداد، ومن المحتمل أن الناس كانوا يذهبون فيه إلى العيون والينابيع المائية والأنهار والبحار لغرض أداء فروض الطاعة والعبادة لله.

- تيركان: يحتفل به في العاشر من شهر تير ولمدة 9 أيام. يقال أنه في هذا اليوم قام الرامي الشهير (آرش) بتحديد حدود ايران بقوسه ونشابه.

- أمردادكان: يحتفل به في الثالث من شهر مرداد وهو مخصص لـ (أمرتات) أحد الملائكة السبعة من الطبقة الأولى في الدين الزرادشتي (الذين يسمى الواحد منهم أمشاسبند amshaspand) والذي يرمز للخلود والعافية والعمر الطويل.

- شهريوركان: يحتفل به في الرابع من شهر شهريور حيث كان الإيرانيون يبادرون فيه إلى مساعدة الفقراء وإطعامهم.

- مهركان: يحتفل به في العاشر من شهر مهر وهو من الإحتفالات ذات المكانة الخاصة في نفوس الإيرانيين لما يعيرونه له من أهمية. وهو يعرف كذلك بإحتفال منتصف السنة وله تقاليد تشبه تقاليد وآداب عيد نوروز وتعود جذوره إلى إنتصار (فريدون) على (الضحاك).

- آبانكان: يحتفل به في العاشر من شهر آبان وهو مخصص لـ (أناهيتا) ربة المياه حيث كان الناس يحتفلون به من خلال ممارسة طقوس وتقاليد خاصة.

- آذركان: يحتفل به في الثالث من شهر آذر وهو يعرف كذلك بإحتفال النار حيث يحتفل الناس فيه بإشعال النيران وإقامة الأفراح ومراسم البهجة والسرور.

- شهر دي: هذا الشهر يمتاز بخصوصية حيث كانت تقام فيه ثلاثة إحتفالات مهمة.

- بهمنكان: يحتفل به في الثاني من شهر بهمن وهو خاص بالملاك (بهمن). في هذا اليوم يطبخ في طنجرة خاصة تسمى (بهمنجه bahmanjeh) حساء خاص يدعى (دانكو dangoo) يتكون من القمح والماش والعدس والحمص والباقلاء وأنواع من اللحم حيث كان هذا الحساء يقدم خلال مأدبة تقام بهذه المناسبة. ويسمى الحساء بإسم (هفت دانه = الحبات السبع) أيضاً.

- إسفندكان: وهو إحتفال بيوم المرأة يقام في الخامس من شهر إسفند من كل عام. إن الحضارة الإيرانية كانت في الواقع أول حضارة تكرم المرأة وتدين لها بالإحترام إلى حد أنها خصصت يوماً خاصاً للإحتفاء بها، حيث كانت تقام في هذا اليوم الإحتفالات التي تهدى فيها الهدايا للنساء والفتيات. إن (مزد) في الثقافة الإيرانية القديمة هو حارس الأرض، والمرأة في حياة الإنسان يمكن تشبيهها بالأرض من حيث أنها تؤدي دور الخصب والإثمار، لذلك كان يحتفل بعيد إسفندكان تكريماً لمكانة النساء في المجتمع. إن الإيرانيين كانوا ومنذ القدم يسمون هذا اليوم بيوم المرأة أويوم الأم وبصورة عامة كانوا يطلقون عليه إسم يوم العشاق (أو يوم الحب).

وهناك اليوم تباين في وجهات النظر بشأن الإحتفال بيوم المرأة، فالبعض يرى أنه يجب أن يقام في يوم 29 بهمن، في حين يرى آخرون أن من الأصح أن يقام في نفس موعده أي الخامس من شهر إسفند. ويعود السبب في هذا التباين في وجهات النظر إلى الإختلاف في عدد أيام شهر إسفند، ففي ايران القديمة كان جميع أشهر السنة مؤلفة من ثلاثين يوماً في حين أن عدد الأيام في الأشهر الستة الأولى من العام حسب التقويم المعمول به حالياً هو 31 يوماً، وإذا طرحنا الأيام الستة الإضافية بدءاً من يوم 5 إسفند فإن حاصل الطرح سيكون يوم 29 بهمن، ولهذا السبب يرى البعض بأنه طبق التقويم الإيراني القديم فإن يوم المرأة هو 29 بهمن.

إحتفال سوري

(آخر ليلة ثلاثاء في السنة)

هو من الإحتفالات الخاصة بالنار في ايران القديمة ويعد تمهيداً للإحتفال بعيد نوروز وهو عبارة عن مزيج من التقاليد. ويسمى هذا الإحتفال بـ (جهارشنبه سوري = يوم الأربعاء الإحتفالي أو الأحمر) فـ (جهارشنبه) تعني الأربعاء أما كلمة (سور) فهي تعني (حفلة أو إحتفال أو أحمر) وهو يرمز إلى حمرة لهيب النار الذي يتم إشعاله في ليلة الثلاثاء على الأربعاء الأخيرة في السنة.

قبل بضعة أيام من حلول عيد نوروز (من المحتمل أنه كان في آخر ليلة ثلاثاء) كان هناك أشخاص يسمون (مشعلي النيران) يعتبرهم الناس رسل هذا الإحتفال يقومون بزيارة المدن والقرى ليعدّوا الناس لهذه المناسبة.

هؤلاء المشعلين للنيران نساء ورجال فنانون للغاية كانوا يقيمون عروضاً مسرحية في الهواء الطلق وألعاباً نارية وينشدون الأناشيد والأنغام للترفيه عن الناس وإسعادهم وكان هدفهم من ذلك بث طاقة إيجابية في نفوس الناس لمساعدتهم في التغلب على الهموم والأحزان.

كان هؤلاء يعرفون بكونهم رجال ونساء يدخلون السرور في النفوس ومازالت هناك شخصيات ورموز من هؤلاء في عصرنا الحاضر من أمثال (خواجة بيروز) و(حاجي فيروز)، إلا أن ما يقوم به هؤلاء بعيد كل البعد عن النساء والرجال الفنانين الذين كانوا يشعلون النار في الماضي. جدير بالذكر أن (جهارشنبة سوري) هو من الإحتفالات التي مازالت تقام في عصرنا الحالي.