رمز الخبر: ۲۱۹۵۱
تأريخ النشر: 09:05 - 14 April 2010
عصرایران - وکالات - أنهت قمة الامن النووي في واشنطن أعمالها امس، بالدعوة الى وضع ضوابط جديدة على اليورانيوم العالي التخصيب، مع احترام حق الدول بتطوير طاقة نووية سلمية، لكن الفقرة المثيرة القابلة للتأويل هي التي تحدثت عن ضرورة «منع اللاعبين غير الرسميين من الحصول على المعلومات والتكنولوجيا المطلوبة لاستخدام هذه المواد لغايات خبيثة»، وذلك في الوقت الذي تواصلت فيه المواقف الروسية والصينية المتناقضة حول مسألة فرض عقوبات جديدة ضد طهران في مجلس الامن الدولي.

ووصف اوباما في كلمته الافتتاحية في الجلسة الاولى العلنية، التي ركزت على ضمان المواد النووية ومنع التهريب والاتجار النووي، الاجتماع الدولي بأنه «قمة تاريخية» والواقع النووي بأنه «سخرية التاريخ القاسية»، ودعا قادة العالم وممثلي الدول الكبار وعددهم 47 «ليس الى مجرد الكلام، بل العمل»، مذكّراً بان المواد النووية «التي يمكن بيعها او سرقتها وتحويلها الى سلاح نووي، أمر موجود في العشرات من الدول».

وتابع اوباما ان «الشبكات الإرهابية مثل القاعدة حاولت الحصول على مواد لسلاح نووي، وإذا نجحت في اي وقت، فإنها ستستخدمها بالتأكيد. وإذا فعلت ذلك، فستكون كارثة على العالم تتسبب بخسائر استثنائية، وتوجّه ضربة رئيسية للسلام والاستقرار العالميين». واعتبر ان دعوة إدارته لحماية تسيّب المواد النووية «جزء من جدول أعمال أوسع واشمل تسعى اليه الولايات المتحدة، يشمل تقليص ترسانتنا النووية ووقف انتشار الاسلحة النووية، وهو جدول أعمال سيقربنا أكثر من هدفنا النهائي في عالم من دون اسلحة نووية».

وتطرق بعدها الى أهمية تعزيز الوكالة الدولية للطاقة الذرية «بالموارد والسلطات التي تحتاجها لتلبية مسؤولياتها، وتعزيز التعاون الدولي لتقوية المؤسسات والشراكات لمنع وقوع المواد النووية في «أيدي الإرهابيين». كما ذكر ان هذه القضايا «تتطلب عقلية جديدة تستدعي الإرادة لفعل ما تطلبه هذه اللحظة في التاريخ». وختم قائلاً «أعتقد بشدة ان مشاكل القرن الواحد والعشرين لا يمكن معالجتها من قبل اي دولة تعمل بمعزل عن غيرها. يجب ان تعالج من قبلنا جميعاً».

واعلن اوباما ان كوريا الجنوبية ستستضيف قمة الامن النووي في العام 2012، ما يضمن تركيزها على الملف النووي لكوريا الشمالية، بعدما كان تركيز القمة الحالية على برنامج طهران النووي. وصرّح رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ - باك انه لن توجه دعوة الى رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ ايل لحضور قمة العام 2012 قبل ان تتخلى بيونغ يانغ عن طموحاتها النووية.

ودعا البيان النهائي للقمة النووية الى وضع ضوابط جديدة على اليورانيوم العالي التخصيب والبلوتونيوم، مع الأخذ بالاعتبار ان هذه الإجراءات لا تعتبر تعدياً على حق الدول بتطوير طاقة نووية لغاية سلمية. واختصرت القمة أهدافها بـ«منع اللاعبين غير الرسميين من الحصول على المعلومات والتكنولوجيا المطلوبة لاستخدام هذه المواد لغايات خبيثة» وضمان أمن المواد النووية في غضون أربع سنوات.

عقوبات ايران

وبشأن ايران، لا يزال الموقف ملتبساً بالنسبة لإدارة اوباما التي تتمسك بالتوصل الى إجماع حول العقوبات على طهران في مجلس الامن الدولي في غضون أسابيع مع نهاية الربيع. وقد أعلنت وزارة الخارجية الصينية ان الحوار، وليس العقوبات، افضل طريق لمعالجة الملف النووي الايراني.
وحاول كبير موظفي مجلس الامن القومي دينيس مكدونو، في تصريح لشبكة «ان بي سي» تخفيض التوقعات من احتمال التوصل الى اتفاق حول العقوبات ضد طهران، قائلاً ان «قرار العقوبات مهم، لكنها ليست الرصاصة الفضية هنا».

وكان لافتاً الموقف الروسي الذي تزامن مع انطلاق قمة واشنطن، حيث قال الرئيس ديميتري ميدفيديف لقناة «اي بي سي» إن العقوبات على طهران يجب «الا تسبب الشلل، يجب الا تسبب المعاناة. ويجب الا تؤدي الى كارثة إنسانية، حيث يبدأ مجمل المجتمع الايراني كره مجمل العالم».

وفي طهران، قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد «ليس امام اوباما سوى فرصة واحدة، هي ايران»، مضيفاً «ليس لديه سوى مكان واحد حيث يمكنه ان يقول: كنت السبب في حدوث تغيير وفي تحول المعادلة الدولية، وهذا المكان هو ايران». واضاف «ليس لديه سوى فرصة واحدة للنجاح والبقاء في رئاسة الدولة. ان اوباما لا يستطيع القيام بشيء في فلسطين فليس لديه اي فرصة.

 وما الذي يمكنه القيام به في العراق؟ لا شيء، وفي افغانستان الأمر شديد التعقيد». واعتبر ان «افضل شيء يفعله هو القبول بإيران واحترامها والدخول في تعاون» مع طهران «كما هي»، مضيفاً «عندها ستفتح امامه العديد من الفرص الجديدة».

وكان للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وجه رسالة في الاتجاه الآخر خلال مقابلة مع قناة «سي بي اس»، اعتبر فيها ان على العالم منع طهران من الحصول على سلاح نووي لان اي ضربة عسكرية اسرائيلية على ايران ستكون «كارثية، لا أريد حتى التفكير في هذا الاحتمال».

ساركوزي علق ايضاً على دعوة اوباما الى عالم خال من الاسلحة النووية، بالقول انه «عالم افتراضي حيث ليس هناك اسلحة نووية. اعتقد الجميع يرحب بهذا لكنني لا استطيع تعريض امن وسلامة بلدي للخطر».

وفي هذه الأثناء، علمت «السفير» ان رئيس الاستخبارات السعودية الأمير مقرن انتقل في وقت متأخر أمس الى نيويورك بعد الانتهاء من القمة النووية، في ظل الحديث عن احتمال التوصل الى إجماع حول عقوبات على طهران، استناداً الى نسخة مخففة عن المسودة الاميركية للعقوبات التي طرحت، وتستثني قطاعي النفط والغاز.

ويأتي تكثيف الحديث عن فرض عقوبات جديدة ضد ايران، عشية اجتماع جديد لممثلي مجموعة الدول الست اليوم الاربعاء في نيويورك. وقالت مصادر دبلوماسية لـ«السفير»، ان الصورة ما تزال غير واضحة حول ما إذا كانت المباحثات ستؤدي لصياغة نهائية لقرار العقوبات بحلول نهاية شهر نيسان الحالي، كما تأمل إدارة اوباما، أم أن المفاوضات ستتواصل لفترة أطول بسبب التحفظات التي ستثيرها الصين، وإلى درجة أقل روسيا.

وعلى هامش القمة ايضا، قال رئيس الوفد الإسرائيلي ووزير شؤون الاستخبارات دان مريدور إن لدى إسرائيل مفاعلين نوويين يحتويان على مواد خطيرة، لكنه لم يشر إلى حجم الترسانة النووية الإسرائيلية. واضاف «نحن نعمل بصورة منظمة منذ سنوات للاحتماء من مخاطر نووية». وكان يشير بأقواله إلى المفاعلين النوويين في ديمونا و«ناحال شوريك» لكن هذه ليست المرة الأولى التي يقر فيها مسؤول إسرائيلي بوجود المفاعلين.