رمز الخبر: ۲۲۲۵۱
تأريخ النشر: 13:06 - 24 April 2010
ان التصريحات الجاهلة وغير الناضجة لوزير الخارجية الاماراتي حول عدم ملكية ايران للجزر الثلاث ابوموسى وتنب الصغرى وتنب الكبرى هي سخيفة وخاوية بمكان بحيث ان السلطات الاماراتية – واحيانا بعض الدول العربية الاخرى – يطرحونها بين الفينة والفنية فحسب وهم عاجزون عن الاتيان باي دليل ووثيقة
عصر ایران – ان الذي يغط في النوم يمكن ايقاظه ، الا ان الذي يتظاهر بانه نائم ولا يرى من المصلحة ان يبقى متيقظا فانه لن ينتبه ولن يتقبل النصح. يجب جعل "العيون الناعسة" تندم من التظاهر بالنوم والتغافل.

ان الكلام الفارغ والذي لا اساس له لوزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان وزير والذي ادلى به يوم الثلاثاء وشبه فيه سيادة ايران على الجزر الثلاث في الخليج الفارسي باحتلال الاراضي العربية من قبل الكيان الصهيوني! يظهر بان "الشيخ" يتظاهر بالغفلة ويطلق كلاما فارغا وتافها وهو بكامل يقظته ووعيه.

ان وزير خارجية هذه الدولة العربية الصغيرة كان قد رحب قبل فترة في مؤتمر صحفي بفرض عقوبات ضد ايران – العقوبات التي لم يجن منها الاعداء شيئا – وابدى تناغما مع القرارات المناهضة لايران لعدة دول اوروبية كما انه اعتبر في تصريحات لدى لقائه وزير الخارجية الالماني في يناير الماضي ، برنامج ايران النووي السلمي بانه غير شفاف!

وفي هذا الخصوص لابد من الاشارة الى عدة نقاط :

1- ان التصريحات الجاهلة وغير الناضجة لوزير الخارجية الاماراتي حول عدم ملكية ايران للجزر الثلاث ابوموسى وتنب الصغرى وتنب الكبرى هي سخيفة وخاوية بمكان بحيث ان السلطات الاماراتية – واحيانا بعض الدول العربية الاخرى – يطرحونها بين الفينة والفنية فحسب وهم عاجزون عن الاتيان باي دليل ووثيقة ، لكن فيما يخص السيادة الايرانية الحتمية والقطعية يجب القول ولو باختصار :

أ) ان الكم الهائل من الوثائق والخرائط التاريخية المعتمدة تؤكد بان جزر ابوموسى وتنب الصغرى وتنب الكبرى هي ملك لايران وجزء لا يتجزأ من الاراضي الايرانية المترامية الاطراف. بما في ذلك يمكن الاشارة الى الخريطة الرسمية والشهيرة لوزارة الحرب البريطانية لعام 1886 وذات الابعاد 16 مترا ابان حكم ملكة فيكتوريا ، والتي اهديت الى ناصر الدين شاه من قبل الوزير البريطاني المفوض آنذاك.

وعلى الرغم من ان هدف البريطانيين كان تقديم هدية الى شاه ايران الا انه تم في هذه الخريطة اظهار ملكية ايران للجزر الثلاث من خلال تلوين محدد.

ب) ان الموقع الاستراتيجي لجزر ابوموسى وتنب الصغرى وتنب الكبرى ادى الى ان تصبح هذه الجزر الايرانية محط اطماع المستعمرين والطامعين وان تخضع لبعض الفترات لاحتلال القوى الناهبة ، الا ان التاريخ يشهد انها تحررت بعد ذلك من الاحتلال وعادت الى موقعها الحقيقي.

فعلى سبيل المثال فان هذه الجزر الثلاث خضعت لفترة للاحتلال البرتغالي مع دخول البرتغال الى الخليج الفارسي الا انه تم استعادة الجزر الثلاث في عهد الشاه عباس صفوي.

وفي اوائل القرن العشرين (1903م) وحتى اواسط النصف الثاني منه (1971م) خضعت جزيرة ابوموسى للاحتلال البريطاني لمدة 68 عاما الا ان القوات الايرانية تمكنت في عام 1971 من استعادتها والانتشار فيها وبعدها وبشهادة الوثائق التاريخية المعتمدة وغير القابلة للانكار فان ايران لم تسقط اطلاقا حق ملكيتها على الجزر الثلاث.

ج) ان السلطات الاماراتية تناور على مذكرة تفاهم لندن لعام 1971 وتزعم بان "ابوموسى" انتقلت الى الامارات وفق مذكرة التفاهم هذه.



في حين ان مذكرة التفاهم هذه لم تطرح قضية كهذه فحسب بل تقرر فيها انه بعد انسحاب القوات البريطانية من جزيرة ابوموسى ، فان الجزيرة تنتقل الى البلد الذي كانت خاضعة له سابقا وبالتالي فان ابوموسى عادت الى متوليها القانوني – ايران – وكانت تحت السيادرة الايرانية في كل هذه الفترة وهذا بحد ذاته يشكل دليلا على ملكية ايران لها.

د) والطريف ان الاماراتيين وبسبب افتقادهم الى السند المنطقي والحقيقي لمزاعهم الفارغة يستندون الى رسالة الحاكم الايراني لميناء لنكة آنذاك والموجهة في عام 1882 الى حاكم رأس الخيمة الشيخ حميد القاسمي.

وفي تلك الرسالة فان حاكم ميناء لنكة آنذاك كتب الى حاكم راس الخيمة من باب المجاملة وحسب التقاليد المتبعة في تلك الفترة في كتابة الرسائل ان ابوموسى هي لكم وكذلك ميناء لنكة! (اي نحن في خدمتكم!) والعجيب ان شيوخ الامارات ومن خلال شطب الجملة الاخيرة والتي تظهر ان الجملة السابقة هي مجاملة ليس الا يريدون ان يصنعوا من هذه الرسالة ما يسمى وثيقة حقوقية ومسوغ منطقي من ان "ابوموسى" هي ملك لنا!

وبديهي ان هذا الاستدلال الصبياني لم يثمر شيئا لهم وهو مصداق "نثر البزور في الارض المالحية".

2- ان يبادر وزير الخارجية الاماراتي في تصريحاته السخيفة الى جعل الكيان الصهيوني المختلق والقاتل للاطفال رديفا لايران الاسلامية التي يشهد لها التاريخ انها لم تعتدي على اي دولة خلال القرون الاخيرة ، فذلك مؤشر على ان بعض شيوخ المنطقة يفتقرون من الناحية التاريخية الى قوة الادراك الصحيح للتمييز بين الصديق والعدو وانه يجب اعتبار ان بث الفرقة في العالم الاسلامي هو مهارتهم – او مهمتهم – الوحيدة.

والمستغرب ان وزير الخارجية الاماراتي وبدلا من اتخاذ موقف من الاحتلال الصهيوني البغيض والمقيت وابداء ردة فعل تجاه المؤامرة الجديدة لهذا الكيان المصطنع في اخراج الفلسطينيين من الضفة الغربية ، يبادر الى تكرار المزاعم الواهية في رفض الملكية القطعية والتاريخية والموثقة لايران للجزر الثلاث!!

ففيما تعمل سلطات تل ابيب المجرمة على تطبيق خطة اخراج سكان الضفة الغربية ، فان هذا المسؤول الاماراتي يطرح قضية الجزر الثلاث التي ثبت لمرات ومرات سيادة ايران عليها بشكل قطعي وحاسم وغير قابل للانكار. ان المؤامرة الجديدة للصهاينة في اخراج المواطنين الفلسطينيين من الضفة الغربية والتي تهدد حياة عشرات الالوف من الفلسطينيين لم تواجه بردة فعل عربية موحدة – ومثلا في اطار الجامعة العربية – ومازالوا يواصلون كما في السابق مواقفهم الانفعالية ويعتبرون انفسهم ملتزمين بما يسمى مشروع السلام العربي – المشروع الذي طرح لاول مرة عام 2002 من قبل السعودية الشقيق الاكبر للامارات - .

3- ان تصريحات كهذه وما يتبعها من مواقف عربية والفهم غير الصحيح للظروف السائدة ادى الى ان يصبح العرب اكثر ضعفا يوما بعد يوم. ان ما حافظ على التوازن في المنطقة وحال دون ان يبتلع العدو الرئيسي للعرب – الكيان الصهيوني المزور – العرب ، هي الجمهورية الاسلامية الايرانية وحركة المقاومة التي برزت استلهاما من الثورة الاسلامية وقد ضيقت اليوم الخناق على الكيان المحتل للقدس. والا فان الكيان الصهيوني وبطبيعته الهمجية والتوسعية كان قد التهم العديد من الدول العربية ولم يكن واضحا اذا كان موقع وزير الخارجية الاماراتي اليوم؟

4- اذا كانت النجاحات المتتالية والواسعة للجمهورية الاسلامية خلال الاشهر الاخيرة في المجالات الاستخباراتية المختلفة (القبض على عبد المالك ريغي من جهة واطلاق سراح حشمت الله عطار زادة الدبلوماسي الايراني الذي اختطف في باكستان من جهة اخرى) والمجال العسكري (اختبار انواع الصواريخ بعيدة المدى وتدشين مدمرة جماران واختراع منظومة الدفاع الجوي مماثلة لمنظومة اس 300 والتي فاجات القوى الاجنبية في استعراض يوم الجيش) والمجال الدبلوماسي (منع اميركا وحلفائها من كسب دعم الدول لفرض العقوبات واقامة مؤتمر نزع السلاح وعدم الانتشار النووي في طهران) والمجال السياسي (تجاوز الفتنة ما بعد الانتخابات الرئاسية والقوة المتزايدة في اتخاذ القرارات الاقليمية والدولية) و... ادت الى ان يتصور العرب بمن فيهم دولة صغيرة مثل الامارات – التي اصيبت بالموت الاقتصادي البطئ- بان ايران الاسلامية تشكل خطرا عليهم ويضعون هكذا مواقف وتصريحات في مقدم جدول اعمالهم فانهم يرتكبون خطأ تلو الخطأ لان ايران الاسلامية لم تهدد الدول العربية اطلاقا في اي وقت من الاوقات فحسب بل اعلنت مرارا وتكرارا عن قناعتها بان قدرات ايران التكنولوجية والايديولوجية متعلقة بالعالم الاسلامي.

لذلك فان التصريحات الخاوية والفارغة لوزير الخارجية الاماراتي يجب تقييمها في اطار ان بعض الشيوخ الرجعيين في المنطقة اصبحوا يخشون تيقط ووعي شعوبهم ويخافون من ان هذه الصحوة المتنامية لن تسمح لهم بمواصلة هذا الحكم الارستقراطي. انهم يعرفون تماما بان قوة ايران الاسلامية تستخدم في دعم وحماية استقرار المنطقة ومواجهة الهجوم الصهيوني. لكن لماذا يتظاهرون بالغفلة ازاء هذه الحقائق المثبتة؟ هل انهم يخشون ايران الاسلامية والقوية؟ ان الجواب على هذا السؤال هو كلا. انهم لا يخافون من اقتدار الجمهورية الاسلامية الايرانية بل من دورها في ايجاد الصحوة اي الخوف من صحوة وتيقط شعوبهم ومطالبهم التي تذهب ادراج الرياح.